كما يقال:( قاعد بحضنا وينتف بدقنا)، هذا المثل ينطبق 100%على غالبية المهاجرين المتواجدين الآن في الدول الأوربية، هذه الدول التي فتحت أبوابها لهم لتخلصهم من جحيم الحرب الدائرة في بلادهم حيث لم تفتح أية دولة أسلامية أبوابها لهم ولم تستقبلهم، بل العكس فمنها من ساهمت وتعمل على تأجيج الحرب الطائفية في تلك الدول. فبحكم عملي في أماكن سكن اللأجئين، فقبل أيام أستمعت لمناقشة كانت تدور بين مجموعة من هؤلاء فأحدهم كان يمدح جبهة النصرة قائلاً : بأنها الجهة الوحيدة والشريفة كما يقول هو التي تحارب النظام الطائفي الذي يقتل من الطائفة السنية هذا النظام ( العلوي) كما يقول بأنه تسلط على الشعب ونهب خيرات البلد وحرم الشعب منها، هذا الحديث كلنا يعلمه فلاجدال في أستبدادية وديكتاتورية الأنظمة الحاكمة في دول عالم الثالث، ولكن الغريب في حديثه أنه يرى بأن جبهة النصرة المصنفة عالمياً بأنها إرهابية بأنها البديل للأستلام السلطة في سوريا، فبهذا فالشعب السوري سوف يخرج من حفرة ليقع في جورة، وسألت أخر كان جالس أيضاً ويستمع إلى الحديث متحمساً من أي محافظة هو فقال: بأنه من أحد المحافظات الشرقية من سوريا، وهذه المحافظة أغلبها تحت سيطرة داعش، فسألته من يحكم الآن المحافظة فجاوب فوراً بأن المحافظة لم تتحرر بشكل كامل، حيث أن النظام يتواجد في المطار وبعض الحارات، نعم فهو يرى بأن داعش يقوم بتحرير المناطق، فيتبين لنا من خلال حديثه بأنه أما أن يكون من داعش أو من المتعاطفين معه، وأخر كان يجادل ويناقش بشكل علمي فالمهم لديه أن تتخلص سوريا من هذه الحرب الدائرة في البلاد وأن تقام الدولة المدنية التي يتمتع بها كل سوري بحقوقه وحرياته، وأن تقام الانتخابات الحرة والنزيهة وأن يكون هناك دستور قائم على أساس حقوق الإنسان ومبادئه ولايزعجه أن يحكم سوريا شخص أخر مهما كان دينه أوطائفته فسواء كان مسلم أومسيحي أو إيزيدي فالمهم أن يكون شخص قادر على قيادة الدولة وأن يحافظ على مؤسساتها ويحافظ على النسيج السوري المتنوع، وهنا قفز أحدهم من كرسيه وقال كيف يحكمنا شخص غير مسلم ألم يبقى فينا خير حتى يحكمنا واحد نصراني فماهذا الكلام الذي تقوله، فهذا لن يحدث ولن نقبل به مهما كلفنا الأمر، فلم أستغرب من كلامه هذا فهو لاينعت داعش بداعش وأنما يقول عنها الدولة الإسلامية.

فخلاصة القول: حتى أن تنادي بتغير نظام ما عليك في البداية تهيئة الشعب حتى يستوعب الديمقراطية ومعانيها وأن يتقبل الغير وأن يبتعد عن الأنانية وعن فكرة ثقافة الدين الواحد والفكر الواحد والايديولوجية الواحدة وأن يتقبل الديمقراطية بسلتها وأن يمارسها في حياته اليومية، وأن يبتعد عن مقولة بأن الديمقراطية هي عدو لدينه وهي تحارب عاداته وتقاليده، وأن يقتنع بأن فصل الدين عن الدولة هو السبيل الوحيد لإقامة الدولة الحدثية ومن غير ذلك فلا جدوى في المطالبة بتغيير نظام ما دون أن يكون هناك القاعدة الأساسية التي يسوف تبنى عليها أنظمة الحكم والتي تعمل من أجل النهوض بالدولة والمساهمة في تقدم المجتمع وتطوره والا سوف تكون النتيجة كما هي الآن في سوريا والعراق وليبيا، حيث الدمار والخراب وتدمير البنية التحتية وتفكيك مؤسسات الدولة ونشوب الحرب الطائفية.