جيل الشباب منهم يميل لتأييد أوباما بدلاً من ماكين
الحزب الجمهوري يفقد سحره لدى الناخبين من أصل لاتيني

في إطار تغطيتها المستمرة للانتخابات الاميركية ، تنقل إيلاف لقرائها رسالة الصحافي والكاتب ومدير مكتب الحياة ال بي سي في لندن زكي شهاب الذي يتواجد في اميركا لمواكبة الاسابيع الاخيرة لهذا الحدث الفاصل. تقارير يومية ومتابعات ورصد لأهم التطورات بالكلمة والصورة فور حدوثها

ملف الإنتخابات في إيلاف

ماكين ام أوباما ..ملف الانتخابات الاميركية

ماكين ام أوباما ..ملف الانتخابات الاميركية

زكي شهاب من واشنطن: بدأ أركان الحزب الجمهوري بقيادة السناتور جون ماكين يعيدون النظر في قدرتهم على الاعتماد على أصوات الناخبين من أصول أميركية لاتينية، بعد أن دلّت استطلاعات الرأي الأخيرة وفقًا لمعهد جالوب أن 26 في المئة منهم فقط يفضلون التصويت لصالح تاسناتور ماكين. وقال خوسيه دياز بريسنو الخبير في شؤون الاميركيين من أصول لاتينية خلال ندوة نظمت في مركز الدراسات الإستراتيجية في واشنطن الليلة الماضية أن التحوّل في أصوات الأميركين من أصل لاتيني جاء بسبب خيبة الأمل من إخلال الجمهوريين بالوعود التي قطعوها لهم على مدى الحملتين الأخيرتين اللتين قادتا الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الحكم في العامي 2000 و2004.

وعلى الرغم من أن الأيام الاولى من الحملة الانتخابية الرئاسية حملت تفاؤلاً بدعم هؤلاء للمرشح ماكين بسبب وقوفه الى جانبهم عندما صوّت لصالح قوانين تتعلّق بالهجرة في الكونغرس تعبيرًا عن امتنانه للتأييد والولاء الذي يحصل عليه منهم في ولاية اريزونا التي يمثّلها اضافة الى طموحه في الحصول على دعمهم في ولايات مجاورة في جنوب غرب البلاد وتعتبر اساسية في تحديد من يفوز في الكرسي الرئاسي مثل نيومكسيكو وكولورادو ونيفادا، هذا الامل باستمرار الدعم تبخّر قبل اسبوعين من الحسم بعد ان لمس اركان ماكين ان الحصول على دعم مماثل لما حصل عليه الرئيس بوش منهم في الانتخابات العام 2004 ووصلت نسبة تأييدهم حينها للجمهوريين بـ 44 في المئة ليس واردًا في انتخابات العام 2008. واوضح خوسيه بريسنو ان المرشحين المتنافسين اوباما وماكين يخصصان منذ مدة موازنات اعلانية ضخمة باللغة الاسبانية من اجل حثّهم على المشاركة في المهرجانات الانتخابية التي تقام في الولايات التي يشكلون اغلبية واضحة فيها.

ويحمَل الاميركيون من اصول لاتينية الجمهوريين تبعات الفشل في المجال الاقتصادي والازمة المالية وتدهور الخدمات الاجتماعية الامر الذي بدأ يقلق اركان حملة ماكين الذي كانوا يراهنون على المتدينين والمحافظين منهم.كما يتندر الخبراء بما حصل في الايام الاولى من الحملة الانتخابية ويقولون ان السناتور اوباما كان شخصاً مجهولاً بالنسبة إلى الأميركيين من اصول لاتينية حتى في ولاية ايلينوي مسقط رأسه، وكان ذلك واضحًا اثناء تجوّله في احيائهم لضمان تأييدهم له، وبقي الامر على حاله حتى في الولايات التي كانت تحصل فيها هيلاري كلينتون منافسته على ترشيح الديمقراطيين حينذاك على دعمهم والمفضّلة من قبل ناخبيهم.

وأقرّ ماثيو داون وهو مستشار سابق للرئيس جورج بوش في حملته الانتخابية التي جرت في العام 2004، بأن مساعدي ماكين لم يفكروا في وضع خطط لكسب اصوات الناخبين من اصول لاتينية، وتأكد ذلك حين سارع هؤلاء لإصلاح الضرر بعد اكتشاف نقاط ضعفهم في شهر ايلول سبتمبر الماضي.
ويشكّل الناخبون من اصول لاتينية اميركية 3 من كل 8 في ولاية نيو مكسيكو حيث المنافسة بين المرشحين على اشدها، فقد نجح آل غور في الفوز بفارق 366 صوتًا عن خصمه الجمهوري جورج بوش في إنتخابات العام 2000, ونجح الرئيس بوش في العام 2004 بفارق يزيد عن 6 آلاف صوت عن منافسه الديمقراطي جون كيري.

أما في كولورادو فإن السكان من أصول لاتينية يشكلون ما نسبته 20 في المئة من عدد السكان و12 في المئة من عدد الناخبين المسجلين، وتعتبر الاصوات الـ 19 التي تمثلها هذه الولايات ذات اهمية بالغة في النحصلة النهائية بعد ان بدأ يشعر الجمهوريون بأن منافسهم الديمقراطي يتقدم عليه في ولايات اخرى لا تقل اهمية.

ويستفيد السيناتور اوباما من حقيقة جديدة وهي ان الهجرة لم تعد تمثّل عاملاً مهمًا في الحصول على اصواتهم كما هو السائد لأن الاساس بالنسبة اليهم هو ان الجمهوريين كحزب حاكم اتخذ مواقف متشددة تجاه قضايا تعنيهم. وعلى الرغم منان ماكين ركز على استمالة اصحاب الاعمال الصغيرة والمحافظين منهم اضافة الى المتقدمين في السن الذين استمروا على ولائهم للجمهوريين الا ان اوباما وانصاره اخذوا يستفيدون من التوزع الديمغرافي لهؤلاء. فبعيدًا عن فلوريدا والتي عرفت تقليديًا بتصويت ناخبيها من اصول اميركية لاتينية لصالح الجمهوريين بسبب تشددهم دائمًا مع الحكم في كوبا الا ان انتقال كثيرين منهم الى ولايات مثل نيفادا حيث تضاعف عدد ناخبيهم عما كان عليهم في العام 2004 ليصل الى 120 ألف ناخب كما ان جيل الشباب منهم لا يعتبر نفسه مرتبطًا تقيليدًا بحزب ومثل هذا قد يصب في مصلحة اوباما يوم الحساب.