سان بطرسبورغ، وكالات: أعلن وزير الخارجية الروسي الثلاثاء أن روسيا لا تزال ترفض إرسال مراقبين من الإتحاد الأوروبي إلى المنطقتين الجورجيتين الإنفصاليتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بإعتبار ان القوات الروسية تتولى مسؤولية الامن فيها.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي انه quot;في ما يتعلق بمراقبي الاتحاد الاوروبي، فاننا ننطلق من ضرورة احترام خطة مدفيديف-ساركوزي التي تنص على انتشارهم في المناطق المتاخمة لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا، ما تم حالياquot;، في اشارة الى الاتفاق الذي فاوض بشأنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووافق عليه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي.

وتابع في ختام لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا quot;في ما يتعلق بالامن في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بعد اعتراف روسيا بهما، فيضمنه وجود قوات عسكرية روسيا في هاتين المنطقتين بطلب من قادة اوسيتيا الجنوبية وابخازياquot;.

بوتين أوقف دبابات توجهت لإسقاط النظام الجورجي

بدوره أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن ما جرى في القوقاز في نهاية الصيف أثار خلافات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن الموقف من روسيا. وقال كوشنير لصحيفة quot;كوميرسانتquot; الروسية إنه رأى أن القوات الروسية لم تكتف بإيقاف القوات الجورجية التي هاجمت إقليم أوسيتيا الجنوبية، بل تحركت في اتجاه العاصمة الجورجية تبليسي بقصد الإطاحة بالنظام الحاكم في جورجيا. لذلك رأت أوروبا ضرورة وقف هذه الحرب في أسرع وقت. وقالت مصادر جورجية إن بوتين هو الذي أوقف الدبابات الروسية المتجهة إلى العاصمة الجورجية.

والآن يرى كوشنير أن ثمة خطورة في أن تندلع حرب في القرم بمعنى أن النجاح الذي حققته القوات الروسية في جورجيا يمكن أن يشجع موسكو على القيام بخطوة ما مؤثرة لتظل مدينة سيفاستوبول، حيث القاعدة الرئيسية للأسطول الحربي الروسي في البحر الأسود، خاضعة للرقابة الروسية بعد عام 2017 عندما تنتهي الاتفاقية الموقعة بين روسيا وأوكرانيا لاستئجار هذه القاعدة. وقال كوشنير بهذا الصدد: quot;نعرف أنه يجري توزيع بطاقات الهوية الروسية على سكان القرمquot;.

وعلى أي حال فإن الاتحاد الأوروبي يرى وجوب استئناف المباحثات الهادفة إلى إعادة العلاقات الأوروبية الروسية إلى طبيعتها كما أشار إلى ذلك وزير الخارجية الفرنسي.

منطقة عسكرية روسية في بحر الكاريبي

هذا وسافر وفد عسكري روسي برئاسة الجنرال الكسندر ماسلوف إلى كوبا ليبحث مع المسؤولين العسكريين الكوبيين توطيد العلاقات بين القوات المسلحة الروسية والكوبية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المباحثات التي سيجريها الوفد في كوبا تتعلق بتوفير الخدمات الفنية لمنظومات الدفاع الجوي والرادارات الروسية التي يستخدمها الجيش الكوبي. يُذكر أن الرادارات الروسية quot;ب-18quot; وquot;ب-19quot; تمكّن الكوبيين من رؤية طائرات أميركية تنطلق من فلوريدا.

ويتوقع الخبير العسكري الروسي اناتولي تسيغانوك أن تظهر طائرات وسفن وغواصات عسكرية روسية في كوبا نتيجة لزيارة هذا الوفد، معتبرا أن هذه الزيارة تأتي في إطار التحضير لمواجهة المشروع الأميركي المتعلق بنشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا.

ويرى الباحث الروسي الجنرال ليونيد إيفاشوف إمكانية أن تقوم روسيا بتأهيل موانئ كوبية لاستقبال سفن عسكرية روسية، مستبعدا احتمال بيع أسلحة روسية إلى كوبا بطريقة مباشرة لأن هذا البلد لا يستطيع دفع ثمنها. وقد أعلن الجهاز الإعلامي التابع لمجلس الأمن الروسي في ختام زيارة أمين المجلس وأحد نواب رئيس الحكومة الروسية إلى كوبا في أغسطس أن قيادتي البلدين تعتزمان العمل على ترميم العلاقات الثنائية وتطويرها.