الملك محمد السادس والعاهل الأردني يرحبان بالمساعي الحميدة لرأب الصدع العربي
تحركات عربية مكثفة لدعم جهود وقف المد الإيراني على المغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، صباح اليوم الاثنين، مدينة فاس في ختام زيارة عمل للمغرب استغرقت يومين.

ويرى مراقبون، في تصريحات لـ quot; إيلاف quot;، أن هذه الزيارة تدخل في إطار الجهود العربية- العربية لوقف المد الإيراني، في وقت قال فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أمس الأحد، في بيان صدر عقب لقاءه نظيره الإيراني منوشهر متكي، إنه quot;على الرغم من إننا نقدر التأييد الإيراني للقضايا العربية، إلا أننا نرى أن هذا التأييد يجب أن يكون عبر بوابة الشرعية العربية ومنسجما مع أهدافها ومواقفها ويعبر عن نصرته لها وليس بديلا عنهاquot;.

وتأتي زيارة متكي إلى الرياض في إطار إقليمي يطغى عليه بدء تقارب بين السعودية وسوريا، حليفة إيران الرئيسية في العالم العربي، واقتراب موعد القمة العربية في نهاية الشهر الحالي في قطر.

ويثير النفوذ الإيراني على قوى سياسية مثل حزب الله اللبناني الشيعي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قلق الأنظمة السنية في المنطقة.

وتعرف المنطقة تحركات مكثفة لتوسيع دائرة المصالحة العربية وتكثيفها لتوفير كل أسباب النجاح للقمة العربية المقبلة في الدوحة.
وفي البيان المشترك الصادر في ختام زيارة العمل التي قام بها العاهل الأردني للمغرب، رحب البلدان quot;بالمساعي الحميدة المبذولة من أجل رأب الصدع العربي، وتنقية الأجواء العربية بما يحقق موقفا عربيا موحدا ومتناسقا إزاء الاستحقاقات المقبلة، وبما يدرأ عن الأمة العربية ما تواجهه من أسباب التفرقة والاختلافquot;.

وجدد قائدا البلدين دعمهما الكامل لحق هذا الشعب ولسلطته الوطنية في إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، قابلة للحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وذات مقومات اقتصادية وموارد مائية وطبيعية، وعاصمتها القدس الشريف.

وأعربا عن إدانتهما الشديدة للإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، كما جددا دعوتهما إلى رفع كافة أشكال الحصار عنه، وأكدا رفضهما المطلق لبناء المستوطنات وتوسعتها.

وتأكيدا لما تحظى به مدينة القدس الشريف من رعاية خاصة من لدن جلالتيهما، جدد القائدان عزمهما الثابت والدائم على مواصلة الدفاع عن المدينة المقدسة وحمايتها من كل المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويدها وتغيير معالمها العربية والإسلامية، وشددا على وجوب الحفاظ عليها كما كانت دوما وعلى مر العصور فضاء للتعايش والتسامح بين الديانات السماوية الثلاث.

وأكد القائدان ضرورة تفعيل المفاوضات بهدف تحقيق السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفق المرجعيات والمواثيق الدولية، والمبادرة العربية للسلام.

ودعا القائدان إلى وحدة الصف الفلسطيني باعتماد أسلوب الحوار والعمل على إرساء الوئام والمصالحة بين مختلف الفرقاء الفلسطينيين، لما في ذلك من تعزيز للموقف الفلسطيني والعربي في مختلف المحافل الدولية، وثمنا في هذا الصدد كافة الجهود الخيرة الهادفة إلى المساعدة على تحقيق ذلك.

وأعربا عن أملهما في أن تتوج تلك الجهود بالاتفاق على تشكيل حكومة توافق فلسطينية تمهد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

وتأتي هذه الزيارة في وقت يعيش المغرب على إيقاع أزمة دبلوماسية مع طهران، وصلت إلى حد العلاقات بين البلدين منذ الجمعة ما قبل الماضي.

فيما قالت إيران إن قرار الرباط قطع العلاقات الدبلوماسية معها quot;يضر بوحدة العالم الإسلاميquot; وquot;يثير الدهشةquot;، وأعربت عن أسفها لتزامن الخطوة مع مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، الذي عقد أخيرا في طهران بمشارکة وفود برلمانية ورسمية من دول إسلامية وعربية، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن المغرب يرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد فعل السلطات الإيرانية على قراره السيادي بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانيةquot;.

وأوضحت الوزارة، في ثاني بلاغ لها، أن quot;المغرب تلقى باستغراب بالغ رد الفعل الرسمي للسلطات الإيرانية على القرار السيادي والشرعي للمغرب بقطع علاقاته الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد الفعل الإيراني هذاquot;. وأضافت الوزارة أن إيران باستنادها على الظروف التي تمر منها الأمة الإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية quot;فإنها تتملص من مسؤولياتها وتحاول توسيع مشكل ثنائي محض، ليشمل قضايا ليس لها فيها لا حق التفرد بها ولا ادعاء احتكار شرعيتهاquot;.