ميدفيديف في أول لقاء مع أوباما
هل يذوب جليد العلاقات بين موسكو وواشطن بمدينة الضباب


أوباما يسعى بقوة لإبرام اتفاقية الحد من الأسلحة مع روسيا

لقاء مرتقب بين العاهل السعودي وأوباما في لندن

قمة العشرين.. خطط إقتصادية ومخاوف عالمية

أول لقاء بين ميدفيديف وأوباما يحمل طابع quot;جس النبضquot;

غوردون براون: مؤتمر جي 20 فشل قبل أن ينقعد

فالح الحمراني من موسكو: يعقد الرئيس الروسي دمتري ميدفيديف اليوم في لندن أول لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ويشارك أيضا في أعمال مؤتمر العشرين للتغلب على الأزمة المالية العاصفة وفي جعبته الكثير من المقترحات والأفكار التي أعدها الكرملين على من يصفهم بالشركاء من الدول النافذة على الساحة الدولية. ويسعى ميدفيديف لأن تكون لمشاركته أصداء واسعة لتذكير quot;الشركاءquot; بمنزلة روسيا على الساحة الدولية والبرهنة على أنه خرج من تحت عباءة سلفة رئيس الوزراء حاليا فلايمير بوتين، وأنه يتحرك كشخصية مستقلة على الساحة الدولية.

أسئلة ورهانات

ويضع الكرملين رهانات كبيرة على نتائج المباحثات التي سيجريها ميدفيديف مع نظيره الاميركي. ويدرك ان ما يجمع دمتري ميدفيدف وباراك اوباما انهما من جيل الزعماء الجدد، المتطلعين في بلديهما لاحداث تغيرات عميقة في البنية الاقتصادية والاجتماعية، ولكنهما في الوقت نفسه شخصيتان مختلفان بقناعاتهما وتصوراتهما لبنية النظام العالمي الجديد. ولذلك فان اهم ما يمكن ان نتوقعه من اللقاء هو تنقية أجواء العلاقات بين موسكو وواشنطن وتخفيف حدة التوتر وازالة التراكمات التي خفتها ادارة الرئيس بوش السابقة. وسيحدد الرئيسان المجالات التي يمكن ان تتعاون في اطارها روسيا والولايات المتحدة. وستتصدر مباحثات الرئيسين قضية اطلاق المباحثات الثنائية لوضع معاهدة جديدة بديلة quot; لسالت الاولىquot; بشان الاسلحة الهجومية الاستراتيجية النووية. وتصر روسيا على ان تكون المعاهدة ملزمة قانونيا وتشمل كافة مكونات الاسلحة وليس الرؤوس النووية فقط، وتحسين اليات الرقابة عليها.

والاسئلة التي تشغل موسكو اليوم تتمحور حول ما اذا سينجح ميدفديف باقناع نظيره الاميركي بضرورة التخلي عن خطط نشر الاسلحة النووية الاستراتيجية في اورزبا التي تشكل هاجس بالنسبة لروسيا، وان تتراجع واشنطن عن دعم انضمام اوكرانيا وجورجيا الى حلف الناتو. وهل ثمة افكار جديدة سيطرحها ميدفيديف بشان البرنامج النووي الايراني، الهم الذي يشغل واشنطن. وهل سيتعهد مديفيف لاوباما بالسماح للحمولات العسكرية الاميركية المرور عن طريق روسيا لايصال الامدادات لقواتها بافغانستان.. وهل تشهد غرفة اللقاء quot; مقايضات تاريخ quot; كبرى تمهد لاصطفاف جديد للقوى الدولية وتقلب الموازين القائمة؟. هل سيتبدد الضباب في العلاقات في مدينة الضباب؟

مراقبون

ويجمع المراقبون على ان الهوة بين رؤية الكرملين والبيت الابيض للقضايا الدولية الحيوية والملحة مازالت واسعة، خاصة وان الولايات المتحدة معنية بروسيا فقط على المستوى الامني والعسكري وليس الاقتصادي. ويقول المحلل السياسي نائب رئيس مركز التكنولوجيات الاستراتيجية سيرغي ميخييف عن المباحثات المرتقبة quot;ان موسكو تريد التعاون مع واشنطن ولكن السؤال يكمن فيما اذا باراك التعاون معناquot;. واللافت ان اميركا ورغم الاشارات التي تبعث بها لموسكو لكنها لم تطرح اية مقترحات بناءة ومفيدة وذات مضمون غني quot;. وينظر المحلل الروسي بتشاؤم واضح لنتائج قمة ميدفيديف ـ اوباما ويرى ان الجانب الاميركي سيوظفها للدعاية لنفسه للبرهنة على ان الولايات المتحدة هي المهيمنة على العالم وعلى روسيا ان تعرف مكانها فيه.

وفي قمة العشرين

وتنتظر المشاركين في قمة العشرين الكبار التي ستفتح بلندن في 2 ابريل سجالات ساخنة، فوجهات نظر زعماء الدول الكبرى حيال سبل الخروج من الازمة متباينة. فهل ينبغي ضخ الاقتصاد العالمي بالاموال، وتقديم مساعدات ام تحفيز الطلب الاستهلاكي؟ وهل يتطلب الامر الاتفاق على عملة عالمية للحسابات، وتطوير عملات الاقتصاديات النامية، ام الاعتماد على الدولار كالسابق؟ وما ينبغي عمله بصندوق النقد الدولي؟ هذه وغيرها من القضايا ستكون على طاولة قمة العشرين الثانية في مدينة الضباب. ولكن هل ستنتهي بالعثور على اجوبة شافية عليها؟.

الدولار

ويبدو ان المهمة الاولى بالنسبة لروسيا في هذه القمة تكمن بانزال ضربة قاصمة بالدولار، وكاحد ادنى حرمانه من صفة عملة الحسابات العالمية الاولى واحتياطات العملات. وسيطرح الرئيس دمتري ميدفيديف على المؤتمر رؤية موسكو القاضية بتحجيم دور الدولار ودعم العملات القوية الاخرى. وهكذا فإن روسيا تعقد الامال على ان اقتراحاتها الخاصة بتذليل الأزمة العالمية قد تكون أساسا لقرارات قمة العشرين وترى ان جاذبيتها تتمثل في أنها تعكس نزعة بناء النظام المالي الدولي العادل وتهدف إلى المستقبل كما قال الرئيس دميتري مدفيديف وأضاف: quot;تستهدف هذه الإجراءات إقامة صرح النظام المالي المعاصر الذي يتطلع إلى القرن الحادي والعشرين ولا يضاهي ما كان عليه بعد الحرب. وعلينا أن نغير بعض العناصر الأساسية، وبضمنها ما يتعلق بعمل المؤسسات المالية الدولية. فكلها تعمل حسب قواعدها الخاصة وتصدر قراراتها. لكن الأزمة الراهنة بينت أن نشاطها ليس مثالياquot;. ويرى الكرملين ثلاث نقاط هامة للمقترحات الروسية تتمثل باقامة نظام منسجم وموحد لتنظيم القطاع المالي وبدء الحوار بالنظام المالي وزيادة احتياطات المنظمات العالمية.