تحية اوباما للعاهل السعودي ما زالت مثار جدل إعلامي :
حربquot;توصيفات quot; بين المحافظين والديمقراطيين :انحنى لم ينحنٍ
إيلاف من واشنطن: تزايدت حدة الجدل التي أثيرت في أعقاب الانحناءة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة العشرين التي أقيمت مؤخرا ً في العاصمة البريطانية، لندن، داخل الأوساط الإعلامية في الولايات المتحدة. فقد وجهت الكثير من وسائل الإعلام المحافظة انتقاداتها لأوباما لما قالوا عنها إنها تشبه quot;انحناءة الخدمquot;.
كما قضى عدد كبير من أبرز المذيعين التلفزيونيين المحافظين بضع دقائق في تحليل الانحناءة وتقديم تعليقات لاذعة. وطرح مراسل محطة السي إن إن الأميركية تساؤلا ً على السكرتير الصحافي للبيت الأبيض روبيرت غيبس عما إذا كان أوباما قد قام بالانحناء، قبل أن يستنكر ذلك، قائلا ً إنه انحنى بجسمه كي يصافح بكلتا يديه. كما قام الحزب الجمهوري بإرسال مقطع مصور لانحناءة أوباما إلى المؤيدين، من أجل زيادة حدة الغضب المثارة ضده، ولتجميع أموال لدعم السباقات المستقبلية. وفي السياق ذاته، وجه كثير من المعلقين انتقاداتهم الشديدة للمملكة العربية السعودية ، باعتبارها دولة quot;تصدر الإرهابquot; و quot;تنتهك حقوق مواطنيهاquot;.
وفي ما يلي عينة لبعض من هذه التعليقات التي وردت بوسائل الإعلام الأميركية بخصوص هذا الأمر:
صحيفة واشنطن تايمز:

في تجسيد مروع للولاء الذي يمكن أن يقدم لعاهل أجنبي، انحنى الرئيس أوباما للعاهل السعودي الملك عبد الله خلال ترحيبه به في قمة العشرين التي أقيمت في لندن الأسبوع الماضي. وقال أوباما بعدها في ستراسبورغ في فرنسا :quot; علينا أن نغير من سلوكياتنا في إظهار مزيد من الاحترام للعالم الإسلامي quot;. ما يدل على أن الرمزية باتت أمرا غاية في الأهمية في الشؤون الدولية. وعن طريق هذه الانحناءة التي قام بها لإظهار قدر أكبر من الاحترام للإسلام، استخف الرئيس الأميركي بقوة واستقلال الولايات المتحدة الأميركية.

كما كانت هذه الانحناءة خرقا استثنائيا للبروتوكولات المتبعة في مثل هذه المناسبات. ومثل هذه الحركة تمثل انحناءة تقليدية تتلاءم مع مواضيع الملك، دون غيره. ولم يسبق من قبل لأي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وأن انحنى للعاهل السعودي أو لغيره من الأسر المالكة. فقط تصافح من قبل الرئيس الأميركي فرانكلين روزفيلت بالأيدي مع العاهل السعودي الملك عبد العزيز في فبراير عام 1945 . وإذا كان السيد روزفيلت قعيدا ً، فإن الرئيس السابق دوايت أيزنهاور تصافح بالأيدي مع الملك عبد العزيز عندما التقاه لأول مرة في يناير عام 1957. كما أن انحناءة أوباما لخادم الحرمين الشريفين لن تعزز صورته أمام هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنه يعتنق الديانة الإسلامية في الخفاء، كما أن السر وراء اختياره الانحناء فقط أمام العاهل السعودي دون غيره من الملكيين الذين كانوا حاضرين، ما زال غير معروف.
صحيفة شيكاغو صن تايمز:
لقد تسببت الصورة التي أظهرت الرئيس أوباما وهو ينحني أمام العاهل السعودي الملك عبد الله في إثارة موجة كبيرة من الجدل. وقد لاقت تلك الصورة والمقطع المصور لتلك الواقعة تجاهلا ً كبيرا ً من جانب وسائل الإعلام الأميركية، لكنهما أثارا موجة كبيرة من الغضب في بعض الدوائر. من جانبه، نفى أحد مساعدي أوباما الذي رفض الكشف عن هويته أن يكون أوباما قد انحنى أمام العاهل السعودي. وقال :quot; لم تكن انحناءة. فقط حاول أوباما أن يستوعب يدي الملك بيده، كما أنه أطول من الملك عبد اللهquot;. لكن الصحيفة الأسبوعية المحافظة وصفت هذا التعليق بـ quot;السخيفquot;. وورد بالتعليق الذي رافق الصورة أن الرئيس انحنى أمام الملك عبد الله. وقال معلقون على شبكة الإنترنت إن قادة العالم كانوا يرحبون ببعضهم البعض قبيل التقاط صورتهم الجماعية الرسمية لقمة العشرين التي أقيمت في الأول من يناير الجاري في لندن. وتم التقاط صور فوتوغرافية لرؤساء الدول مع الملكة إليزابيث الثانية ndash; التي لم ينحن إليها أوباما.
موقع بوليتيكو دوت كوم:
إن السبب الذي يدعيه أوباما ينفي قيامه بالانحناء للملك عبد الله، لكنه وعلى الرغم من ذلك يمكن وصفه بالإيماءة الحميمة - وفي الوقت الذي استمرت فيه حالة العداء الأميركي العام للمملكة العربية السعودية مصدراً للجدل ، أبقت تلك الوضعية على علاقات الصداقة بين جيل الرؤساء في كلا الجانبين وكذلك القادة السعوديين. إن العداء هذا هو الشعور الذي غرزه أوباما حقيقة ً في بعض الأوقات أثناء حملته الانتخابية. وسبق له أن قال في مدينة دي موين في أيار / مايو الماضي :quot; إن التغيير هو سياسة الطاقة التي لا ترتكز على محاباة الأسرة الملكية في السعودية ومن ثم التوسل إليهم للحصول على النفطquot;.

قناة فوكس نيوز:
قامت كافة وسائل الإعلام تقريبا ًبتغطية الخبر عندما قام الرئيس السابق جورج بوش عام 2005 بمصافحة ولي العهد السعودي آنذاك، الأمير عبد الله. وهي الواقعة التي حدثت في المزرعة الخاصة بالرئيس الأميركي في ولاية تكساس. لكن الإيماءة التي قام بها الرئيس أوباما الأسبوع الماضي للعاهل السعودي خلال فعاليات قمة العشرين لم تحظ سوي بقدر قليل من الاهتمام. فقط قامت بعض من وسائل الإعلام المحافظة بانتقاد الرئيس واتهمته بالانحناء للقائد السعودي. في المقابل، أكد السكرتير الصحافي للبيت الأبيض روبيرت غيبس أن أوباما لم ينحن ndash; وأضاف رافضا ً ndash; quot; لقد استخدم ( الرئيس ) كلتا يديه لمصافحة يد الملك عبد الله وأنا على ثقة من أن هذا الأمر تسبب في إثارة قدر كبير من القلق لأولئك الناس الذين يكافحون في هذا الاقتصادquot;. لكن الصحافي مايكل غولدفارب أطلق على تلك الانحناءة المزعومة quot; خرقا لحقبة تزيد عن القرنين من التقاليد والبروتوكول الذي يشدد على عدم انحناء رؤساء أميركا أمام أي من أفراد الأسر المالكة حول العالم.
محطة سي.بي.إس نيوز:
هل انحنى الرئيس أوباما للعاهل السعودي الملك عبد الله في قمة العشرين التي أقيمت الأسبوع الماضي؟ قال المحافظون quot;نعمquot; ndash; ولم يكن البعض سعيدا ً بذلك. وفي غضون ذلك، أوضح البيت الأبيض أن الرئيس لم يفعل شيئا ً من هذا القبيل. وكتب أحد المدونين المحافظين :quot; لقد قام رئيس الولايات المتحدة بالانحناء أمام العاهل السعودي بصورة لافتة لدرجة أنه اضطر إلى خذ خطوة إلى الوراء لموازنة نفسه. ولم يسبق لأي رئيس أميركي من قبل وأن قام بحركة مثل هذه لأي عاهل على الإطلاقquot;.