في أول ظهور علني له بعد الإنتخابات الرئاسية الإيرانية
خامنئي يدعو إلى وقف التظاهرات ويقول إنه quot;لن يرضخ للشارعquot;

اقرأ أيضا


الجابري: الجمهورية الاسلامية تفتخر بتغيير 10 رؤساء


الصحف الإسرائيلية: الغليان في طهران بين تل أبيب والعرب


مخاوف من تحول إيران بسبب أزمتها إلى ديكتاتورية رخيصة

رفض الترخيص لتظاهرة أنصار موسوي غدا

رجوي: ندعو لإنتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة

اوباما يطلب من 'تويتر' الاستيقاظ لمساعدة الايرانيين

شيرين عبادي تدعو الى الغاء الانتخابات الايرانية

ايران تشكو أميركا إلى مجلس الأمن لتدخلاتها

الإتحاد الأوروبي يدافع عن حرية التظاهر في إيران

كنون: بالرغم من طلب إيران فان كندا ستواصل إنتقاداتها

طهران، وكالات: دافع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي الجمعة عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في إنتخابات مثيرة للجدل، محذرا من أنه لن يرضخ للإحتجاجات الشعبية، غير المسبوقة منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 30 عاما. وفي أول ظهور علني له منذ بدء حركة الغضب الشعبي على النتائج التي أعلنت السبت، إستبعد المرشد الأعلى أية إمكانية لحصول quot;تزويرquot; خلال الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو، محذرا في المقابل المعارضة التي يقودها المنافس الأول للمتشدد أحمدي نجاد المحافظ المعتدل مير حسين موسوي من quot;التطرفquot; الذي يقود الى العنف.

وقال ان quot;الشعب اختار من يريدquot; لرئاسته، مؤكدا ان quot;الرئيس انتخب ب24 مليون صوتquot;، وهي الارقام التي جاءت في النتائج الرسمية وطعن في صحتها المرشحون الثلاثة الخاسرون الذين اكدوا ان الانتخابات شهدت quot;مخالفاتquot;، مطالبين بالغائها واجراء انتخابات جديدة. وقال ان quot;آليات النظام في بلدنا لا تسمح بحصول غش بفارق 11 مليون صوتquot;، في اشارة الى الفارق في الاصوات بين احمد نجاد ومير حسين موسوي المرشح المحافظ المعتدل الذي حل ثانيا، متسائلا quot;كيف يمكن الغش بفارق 11 مليون صوت؟quot;.

ودعا خامنئي، الذي يعتبر رأس السلطة في الجمهورية الاسلامية الى وقف التظاهرات الاحتجاجية على نتائج الانتخابات التي فاز فيها احمدي نجاد من الدورة الاولى باكثرية 62,63% من الاصوات امام موسوي الذي حصل على 33,75%. وقال ان quot;النزال الدائر في الشارع خطأ، واريده ان ينتهيquot;، مشددا على انه quot;لن يرضخ للشارعquot;.

وقال خامنئي quot;على المسؤولين السياسيين الذين لديهم نفوذ على الشعب ان ينتبهوا جيدا الى سلوكهم. لانهم اذا تصرفوا بشكل متطرف، فان هذا التطرف سيبلغ حد اللاعودة (...) وسيكونون مسؤولين عن اراقة الدماء والعنف والفوضىquot;.

وقتل سبعة مدنيين في صدامات جرت على هامش التظاهرات الضخمة، ولكن السلمية بشكل عام، والتي تزايدت في ايران خلال الايام القليلة الفائتة. واضاف خامنئي انه quot;اذا اختار البعض طريقا آخر غير المشاركة في الاحتفال بالانتخابquot;، فسيتدخل عندها للتنديد بهم امام الشعب. واثر الخطبة اعلن محافظ طهران مرتضى تمدن ان التظاهرة التي تقدم انصار موسوي بطلب للترخيص لهم بتنظيمها السبت في طهران، لم يرخص لها.

وفي خطبته المطولة التي ألقاها خلال صلاة الجمعة التي أمّها في جامعة طهران بحضور آلاف المصلين يتقدمهم احمدي نجاد، ندد خامنئي ايضا وبشدة بموقف الغرب من الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان quot;دبلوماسيي العديد من الدول الغربية الذين كانوا يتحدثون معنا حتى اليوم بلهجة دبلوماسية كشفوا عن وجههم الحقيقي، وفي مقدمهم الحكومة البريطانيةquot;، التي ما لبثت بعيد هذه الخطبة ان استدعت السفير الايراني في لندن.

وقدم المرشد الاعلى دعمه لاحمدي نجاد، مؤكدا ان quot;آراء الرئيس اقرب الى آرائيquot; من آراء الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي دعم موسوي خلال الحملة الانتخابية، مضيفا quot;ارى بعض الرجال اكثر كفاءة من غيرهم لخدمة البلد. ولكن الشعب قال كلمتهquot;. وشدد المرشد الاعلى على انه لم يتدخل خلال الحملة الانتخابية لمصلحة احمدي نجاد، مؤكدا انه quot;ما كنت اريده لم يقل للشعبquot;. واعتبر المرشد الاعلى ان quot;الانتخابات اظهرت ثقة الشعب في النظام الاسلاميquot;، مستشهدا بنسبة المشاركة الاستثنائية فيها التي بلغت 85%.

ومنذ صدور النتائج الرسمية السبت التي اعلنت فوز احمدي نجاد، ينظم انصار موسوي تظاهرات يومية، شهدت إحداها صدامات اسفرت عن مقتل سبع متظاهرات. وازاء هذا الغضب الشعبي غير المسبوق منذ قيام الثورة في 1979، شدد النظام الضغط على المعسكر الاصلاحي الداعم لموسوي عبر تكثيف حملة الاعتقالات في صفوفه، مبديا في الوقت عينه استعداده لاعادة إحصاء الاصوات اذا اقتضى الامر ذلك. كما فرض النظام قيودا على الصحافة الغربية حيث منعها منذ الثلاثاء من تغطية اي تظاهرة quot;غير شرعيةquot; او اي حدث غير مدرج على quot;برنامجquot; وزارة الثقافة. واتيح للصحافة الاجنبية تغطية خطبة خامنئي الجمعة.

وللمرة الاولى منذ بدء حركتهم الاحتجاجية ألغى انصار موسوي تظاهرة كانت مقررة اليوم الجمعة في جامعة طهران حيث ام خامنئي الصلاة. وتناقل المتظاهرون تعليمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت او البريد الالكتروني دعتهم الى عدم التجمع في طهران. وكان موسوي، الذي شارك الخميس في تظاهرة ضخمة محظورة في وسط طهران، جدد ولاءه للنظام مؤكدا في الوقت عينه ان حركته الاحتجاجية هدفها إبطال نتائج الانتخابات. وقال موسوي الذي كان احد ابرز شخصيات ثورة 1979 quot;سنقدم كل التضحيات اللازمة للحفاظquot; على النظام، مضيفا quot;نحن هنا من اجل الحصول على حقوقناquot;.

من جهته جدد المرشد الاعلى التأكيد على ان quot;كل تشكيك في نتائج الانتخابات يجب ان ينظر فيه بالوسائل القانونيةquot;، وان مجلس صيانة الدستور يجب ان يصدر الاحد على ابعد تقدير رأيه بشأن إمكانية إجراء تعداد جديد جزئي للاصوات. وخطبة خامنئي هذه كانت مترقبة، لا سيما بعد ان بدأت صورة النظام في ايران تهتز على وقع الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة.

وكان مجمع الخبراء الذي يضم 86 عالم دين مكلفين مراقبة اداء المرشد الاعلى quot;رحبquot; بالمشاركة القياسية في الانتخابات، ولكنه لزم الصمت حيال نتائج هذه الانتخابات. كذلك، طلبت خمسة مراجع دينية على الاقل من مجلس صيانة الدستور اصدار quot;قرار مقنعquot; بشأن الطعون المقدمة.

من جهتها اعربت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي عن قلقها من quot;العدد المتزايد للاعتقالات، التي قد تكون تجري خارج اطار القانونquot; في ايران، مؤكدة في بيان انها تشعر بالقلق ايضا لquot;امكانية ان يكون قد تم اللجوء المفرط الى القوة واعمال العنف من جانب عناصر ميليشيوية اثر الانتخابات الرئاسيةquot;.

كما طالب قادة الاتحاد الاوروبي خلال قمتهم في بروكسل الجمعة السلطات الايرانية بان quot;تحرص على كفالة حق جميع الايرانيين في التجمع والتعبير سلميا وان تمتنع عن استخدام القوة ضد التظاهرات السلميةquot;.

بريطانيا تستدعي سفير ايران احتجاجا

الى ذلك شدد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الجمعة على ان quot;العالم بأسره ينظر الى ايرانquot; وليس فقط بريطانيا التي quot;ستواصل الإدلاء برأيهاquot; في حال المساس بحقوق الانسان. وقال براون إثر القمة الاوروبية في بروكسل متناولا الوضع في ايران quot;اعتقد انه امر سليم بالنسبة الينا ان ندافع عن حقوق الانسان وان نعبر عن رأينا ضد القمع وان ندين العنف ومنع وسيلة اعلام حرة من القيام بعملهاquot;. واضاف quot;وسنواصل القيام بذلكquot;.

لكن براون حرص على التأكيد ان بريطانيا ليست وحدها في هذا الامر، متابعا quot;لسنا البلد الوحيد الذي يعبر عن رأيهquot; حيال ايران. واكد ان quot;العالم بأسره ينظر الى ايرانquot; وquot;العالم بأسره يعبر عن رأيهquot;، مشددا على ان الاتحاد الاوروبي مجمع على التنديد باللجوء الى العنف من جانب النظام الايراني. وقال براون ايضا quot;تأمل بريطانيا في حماية حقوق الشعب الايراني في انتخاب من يراه مناسباquot;، لكنها تريد ايضا ان quot;تشكل ايران جزءا من المجتمع الدولي ولا تكون معزولةquot;. واضاف quot;على ايران ان تثبت، ليس فقط لبريطانيا بل للعالم باسره ولشعبها، انها تحترم الحقوق الاساسيةquot;. وتابع quot;على ايران ان تظهر للعالم ان الانتخابات كانت عادلة، على ايران ايضا ان تظهر ان القمع والعنف اللذين شاهدناهما خلال الايام الاخيرة ينبغي الا يتكرراquot;.

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة السفير الايراني في لندن احتجاجا على الاتهامات التي ساقها خامنئي بحق بريطانيا. وقال خامنئي ان quot;دبلوماسيي بلدان غربية عدة ممن كانوا يتحدثون الينا حتى الان بلهجة دبلوماسية، اظهروا وجههم الحقيقي، وفي مقدمهم الحكومة البريطانيةquot;.

وكانت وزارة الخارجية الايرانية استدعت الثلاثاء الفائت السفير البريطاني والقائم بالاعمال التشيكي في طهران احتجاجا على موقف الاتحاد الاوروبي ولندن من اعمال العنف التي تلت الانتخابات الايرانية. وقتل سبعة مدنيين في اعمال عنف تخللت تظاهرات حاشدة شهدتها العاصمة الايرانية في الايام الاخيرة.

منظمة العفو تتحدث عن مقتل 15 شخصا

في المقابل اعلنت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان ان 15 شخصا قتلوا خلال تظاهرات المعارضة في طهران التي تلت الانتخابات. وقالت المنظمة ومقرها لندن في بيان quot;في حين اكدت الاذاعة الرسمية الايرانية مقتل سبعة اشخاص، سجلت منظمة العفو الدولية حتى الان مقتل 15 شخصا، بينهم خمسة طلاب لا يزال مقتلهم يتطلب تأكيداquot;.

واوضح متحدث انه quot;تم تأكيد مقتل خمسة عشر شخصاquot;، مضيفا quot;ما لم يتم تأكيده هو معرفة ما اذا كان خمسة من هؤلاء الضحايا ال15 طلاباquot;. وذكرت الاذاعة الرسمية الايرانية ان سبعة مدنيين قتلوا بالرصاص الاثنين خلال تظاهرات شارك فيها مئات الاف الاشخاص. وكان الضحايا هاجموا مركزا لميليشيا الباسيج الاسلامية القريبة من الرئيس محمود احمدي نجاد.

وفي بيان منفصل، اعربت المنظمة عن quot;انزعاجها الشديدquot; من الخطبة التي ألقاها خامنئي الجمعة والذي quot;يبدو انه أعطى الضوء الاخضر للقوى الامنية للجوء الى العنف ضد المتظاهرين الذي يمارسون حقهم في التظاهر والتعبير عن ارائهمquot;.

وقالت حسيبة الحاج صحراوي مساعدة المسؤول عن منظمة العفو في الشرق الاوسط quot;اذا نزل عدد كبير من الناس الى الشارع للتظاهر في الايام المقبلة، نخشى ان يتعرضوا لاعتقالات تعسفية ولاستخدام مبالغ فيه للقوة، على غرار ما حصل في الايام الاخيرةquot;.

مشروع في الكونغرس لدعم الشعب الايراني

الى ذلك تقدم اثنان من قادة الكونغرس الاميركي بمشروع قرار يهدف الى دعم الايرانيين بعد الانتخابات الرئاسية التي اثارت نتائجها جدلا وتسببت باعمال عنف وفق مصدر قريب منهما. واعرب الديمقراطي هاورد برمن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ومايك بينس الذي يترأس الكتلة الجمهورية في المجلس عن الرغبة في ان يدعم الكونغرس الايرانيين quot;الذين يدافعون عن قيم الحرية وحقوق الانسانquot;.

ويدين المشروع quot;اعمال العنف الحالية التي تمارسها الحكومة الايرانية والميليشيات الموالية لها ضد المتظاهرين، وإلغاء الحكومة لوسائل الاتصال الالكترونية المستقلة والتشويش على الهواتف النقالةquot;. واكد المشروع quot;الطابع العالمي للحقوق الشخصية واهمية (اجراء) انتخابات ديمقراطية وعادلةquot;. واعلن برمن هذا الاسبوع انه ينوي التطرق الى الوضع في ايران قريبا امام لجنة الشؤون الخارجية.

ويدور جدل حاد في واشنطن خلال الايام الاخيرة حول وسائل الرد على الاحداث في الجمهورية الاسلامية، واعتبر البعض ان دعم الرئيس الاميركي باراك اوباما للمتظاهرين غير كاف. واعرب منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية 2008 جون ماكين عن اسفه لتعليقات الرئيس quot;الفاترةquot; واتهمه بالتخلي عن quot;المبادئ الاساسيةquot; للولايات المتحدة.