رجل مصري يقف امام كنيسة القديسيين التي تعرضت للإعتداء
صحف لبنان تحذر من quot;الخطرquot; بعد الهجوم على كنيسة الإسكندرية
مصر تخشى مزيداً من التوتر وسط مظاهرات غضب قبطية
جماعة محلية مدعومة من القاعدة قد تكون وراء اعتداء الإسكندرية
أطلقوا هتافات تدعو للوحدة وتتحدى تنظيم القاعدة
أربعة آلاف مصري تظاهروا ضد الإرهاب فيquot; شبراquot;
الهدوء يعود إلى الإسكندرية وإجراءات أمنيّة مشددة على الكنائس
القاعدة: المهلة انتهت وكل المسيحيين أصبحوا quot;أهدافًا مشروعةquot;

ما هو موقف مشايخ السنة والشيعة في لبنان من احداث العراق والاسكندرية والتعدي على المسيحيين هناك، من يتهمون وما الهدف منها، وهل يمكن ان تنسحب هذه الهجمات على مسيحيي لبنان؟ كيف يمكن تفادي ذلك، وهل يمكن طمأنة المسيحيين في لبنان اليوم؟


بيروت: يقول نجل السيد حسين فضل الله، الشيخ جعفر فضل الله لإيلاف ان استهداف المسيحيين في بغداد ومصر هو موضع استنكار شديد واساسي، وبدأ هذا الاستنكار منذ ان بدأت اعمال العنف تتحرك في المنطقة عمومًا، وخصوصًا عندما تواجه المسيحيين الذين نشعر في العالم الاسلامي باننا معنيون بهم وبالمحافظة على امنهم بما نحفظ به انفسنا، وهذا ما يأمرنا به ديننا وتنطلق به انسانيتنا، وبالتالي فان هذا الامر موضع استنكار ورفض شديد على المستوى الإسلامي في ما يتصل بالحكم الشرعي وبالشعور الإنساني والديني الذي ينطلق على اساس القيم التي بشرت بها الديانات التي ترفض ان يتم الاعتداء على دور العبادة وعلى المدنيين والابرياء ولا سيما عندما يكونون في المواقع التي يحاولون فيها ان يبنوا علاقتهم بالله عزّ وجلّ.

وردًا على سؤال من برأيكم وراء هذه الهجمات؟ يجيب: quot;في الواقع هذا الموضوع يتصل بقراءتنا لما يجري في المنطقة عمومًا اننا نعتقد بان هناك امورًا خفية تجري لضرب هذا العالم المشرقي العربي والإسلامي وكل ما فيه من اطياف دينية، ضربه لبعضه البعض، واثارة الفتن، لان هناك مشاريع كبرى تتصل بحركة الإستكبار العالمي من جهة ، والقوى المؤثرة في القرار الدولي، لتمرر مشاريع عديدة، اليوم لا نستطيع ان نفصل ما يجري في العراق عما يجري في افغانستان عما يجري في السودان وما يجري في مصر عما يجري في السودان والعراق ولبنان، ولذلك هذا الامر نعتقد انه من ابسط الامور ان يوجه فيه الاتهام الى مجالين او سببين رئيسيين:

اولاً الإستكبار العالمي، او القوى الكبرى المؤثرة في هذا العالم والتي لها مصالح لا تخفيها هي، والامر الثاني هي التناقضات الداخلية الموجودة في الواقع العربي والاسلامي والتي تشكل نقاط ضعف تطفو على السطح عندما تهيأ لها الفرص كي تكون هي المتحكمة في كثير من المواقع، واليوم عندما تتحرك الخطة الإستكبارية في المنطقة، فانها تهيء الاجواء لبروز جماعات دينية ومتطرفة وتكون من حيث تشعر او لا تشعر تخدم هذه القوى في مخططاتها، واليوم لا نستطيع ان نقرأ المشهد بشكل جزئي المشهد لا بد ان يقرأ بشكل واسع حتى نستطيع ان نفهم الخلفيات الاساسية لهذا الموضوع، ونفهم بالتالي طريقة مواجهتنا للواقع الذي لا يميز اليوم بين مسلم ومسيحي، ولا بين بلد وآخر، هو يتحرك بطريقة جنونية وعشوائية تنطلق من ذهنية منغلقة تمارس هذا الدور الإلغائي للآخر بهذا النوع من التفجير والوحشية.

ولدى سؤاله هل يمكن ان تنسحب هذه الهجمات على المسيحيين في لبنان يجيب: quot;اليوم هذا رهن بتطور الامور في لبنان، الكل اليوم يتحدث عن امكانية ان ينفتح الواقع اللبناني على شيء من العرقنة اذا صح التعبير، كانوا يتحدثون في السابق في العراق عن لبننة، اليوم نتحدث للاسف عن نموذج انطلق في العراق نتيجة الواقع الذي تعقدت فيه كل حركة سياسية اقليمية ودولية، اليوم الكثيرون يتخوفون من عرقنة الواقع اللبناني، وان بطريقة تكون مضبوطة بشكل او بآخر، اليوم نقول ان الامر رهن بامكانية توصل اللبنانيين الى ايجاد قواعد تحمي الواقع الامني من ذلك، واعتقد ان هذا الامر الذي يتخوف منه لا يتصل فقط بالمسيحيين بل بالمسلمين كذلك، فالعراق اليوم لم يوفر المسلمين من ذلك على اختلاف مذاهبهم، لذلك هذا العنف عندما يتحول واذا ربطناه بالخطط الدولية ولا سيما ب quot;الحركة الصهيونيةquot; في المنطقة بعد الإخفاقات الكبرى والهزائم التي تعرضت لها والإنتكاسات، مع ما تعرضت له القوات الاميركية للعراق وافغانستان، اعتقد ان هناك امكانيات ليتحرك الآخرون من الخارج ليفرضوا انكشافًا ما للواقع الامني نتيجة تناقض الواقع السياسي، وبالتالي هذا رهن بان يتحرك اللبنانيون، واعتمادًا على ما يجري في المنطقة من مبادارات لكي يؤمنوا الغطاء السياسي لحماية الواقع الامني، حتى لا ينذر بايجاد حالة مؤاتية للتفجيرات تطال الجميع دون استثناء لانها ستعبث بالامن بطريقة تكشف الواقع امام هذه الخطط الكبرى التي تتحرك في الخارجquot;.

السنة

بدوره افادنا المسؤول الاعلامي في دار الافتاء في بيروت خلدون قواص بموقف مفتي بيروت من الموضوع اذ وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الاعتداء على كنيسة القديسَين في الاسكندرية بمصر بالعمل الاجرامي ويحمل بصمات وأدوات اللعبة السياسية الخارجية في الصراع العربي الاسرائيلي على المنطقة العربية، لضرب الوحدة الوطنية المصرية الداخلية، ومحاولة إشعال صراعات طائفية بين المسلمين والمسيحيين المصريين، وزرع مناخات الكراهية والتجزئة في مصر على غرار ما يجري اليوم في السودان، وبالتالي اضعاف مصر العربية وإلهائها عن دورها الوفاقي الإطفائي في صراعات المنطقة، ودورها القيادي الذي يقف بالمرصاد للمؤامرات الخارجية على المنطقة العربية.

وقال مفتي الجمهورية: لا ننسى في هذه اللحظة التاريخية، فضيحة وزير الدفاع الاسرائيلي quot;لافونquot; واكتشاف وقوفه وراء الاعمال الارهابية والتفجيرات التي جرت في مصر اوائل الخمسينات ضد المصالح الاميركية، لتصوير المصريين بصورة الارهابيين، وكذلك اليوم لضرب الوحدة المصرية الداخلية بين المسلمين والمسيحيين، ولذلك فان وحدة المسلمين والمسيحيين في العالم العربي اليوم يجب ان تكون اقوى من أي وقت مضى لإفشال الهجمة والمؤامرة الطائفية للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين في الغارة على المنطقة العربية، والشعب المصري اليوم بالقيادة الحكيمة للرئيس محمد حسني مبارك سوف يسقط المؤامرة على مصر العربية بوحدة المسلمين والأقباط المسيحيين أكثر من أي وقت مضى.

كما أدان مفتي الجمهورية اللبنانية عملية احتجاز رهائن داخل كنيسة سيدة النجاة ووقوع قتلى وجرحى في الكنيسة لدى تحريرهم في منطقة الكرادة وسط بغداد، مؤكدا ان هذا العمل يدينه الإسلام والمسيحية معا ولا يصدر إلا عن جهات خارجية تدعم استمرار القتل والإرهاب والتدمير في العراق وإثارة النعرات الطائفية في العراق لتنفيذ مخطط إعادة رسم خريطة المنطقة العربية.