لوحة laquo;الصلبraquo; للفنان الإيطالي باولو أوتشيلو (أنجزها في 1440)

يحسم الإسلام مسألة صلب النبي عيسى بالآية القرآنية laquo;وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهمraquo;. على أن علماء غربيين يقولون الآن إنهم تمكنوا من تحديد تاريخ الصلب نفسه باليوم والشهر والعام، وذلك استنادا علي طائفة من المعطيات العلمية والدينية والتأريخية.


لندن: وفقا لدراسة نشرتها دورية laquo;إنترناشونال جيولوجي ريفيوraquo; المعنيّة بعلم طبقات الأرض فقد laquo;صُلبraquo; النبي عيسى يوم الجمعة الثالث من نيسان (ابريل) العام 33 الميلادي. وجاء هذا الزعم في معرض بحث العلماء عن الأنشطة الزلزالية في منطقة البحر الميت. فوجدوا أن هذا التاريخ يوم أصاب فيه المنطقة زلزال وقع مركزه على بعد 20 كبلومترا من القدس.

ويذكر أن الفضل السابع والعشرين من laquo;إنجيل متىraquo; يقول إن موت المسيح على الصليب تلازم مع زلزال هز المدينة وبعثر القبور وأحال ضوء النهار ظلاما. والآن يقول العلماء إنهم تناولوا بالبحث مخطوطات ووثائق جيولوجية وفلكية تدعم الذهاب الى أن تاريخ هذا الزلزال (الثالث من ابريل 33) هو تاريخ صلب المسيح أيضا.

ونقلت صحيفة laquo;ديلي ميلraquo; البريطانية عن جيفرسون وليامز وزملائه الباحثين بفريق laquo;جيولوجيو الموجات فوق الصوتيةraquo; في laquo;مركز أبحاث العلوم الجيولوجيةraquo; الألماني إنهم تناولوا بالفحص عينات أخذوها من الطبقات الأرضية في واحة عين جيدي قرب البحر الميت.
ووجد هؤلاء الباحثون أن زلزالا وقع في العام 31 وآخر بين العامين 26 و36.

وقال وليامز، في لقاء مع فضائية laquo;ديسكوفريraquo; التلفزيونية العلمية ونقلته الصحافة البريطانية، إن هذا الزلزال الأخير (المشار اليه في انجيل متى) وقع عندما كان بيلاطس البنطي الحاكم (الروماني) لمنطقة جنوب فلسطين. وكان هذا الأخير هو القاضي الذي حكم بصلب المسيح.

وقال إن البحوث أثبتت دقة اليوم والشهر الذي نفذ فيه هذا الحكم وإن كانت السنة محل شك. لكن معطيات أخرى معيّنة، كما قال، تتيح تجميع القطع التي تتألف منها هذه الفسيسفاء، وحددها كالتالي:
* أن الأناجيل الأربعة ووثائق المؤرخ والسناتور الروماني تاسيتاس تتفق في أن الصلب وقع في عهد بيلاطس البنطي من العام 26 إلى 36.
* كل الأناجيل تتفق على أن الصلب وقع يوم الجمعة.
* كل الأناجيل تتفق على أن المسيح لفظ أنفاسه الأخيرة قبل ساعات قليلة من بدء يوم السبت اليهودي.
* الأناجيل السنوبتية (الثلاثة الأولى: متى ومرقس ولوقا) توضح أن المسيح مات في 14 نسيان بالتقويم اليهودي بيوم قبل يدء عيد الفصح اليهودي (في 15 منه). وبتتبع الأمر يتضح أن هذا التاريخ يوافق 3 ابريل بالتقويم الغريغوري (الغربي) وهو الثالث من نيسان بالتقويم السرياني (الأرامي القديم السائد في بلاد الشام اليوم).

ويذهب الباحثون الى أمر آخر يرد في ثلاثة من الأناجيل وهو حلول الظلام منذ ظهيرة الذي صلب فيه المسيح. ويقول وليماز إن السبب في هذا على الأرجح عاصفة ترابية هوجاء غطت قرص الشمس، وإنه بصدد أخذ عينات أرضية إما لتأكيد هذه الفرضية أيضا أو استبعادها.