وسط ترحيب عراقي رسمي وشعبي بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي فقد انطلقت تحذيرات من خطورة اعتقال قادة الاخوان المسلمين باعتباره تجديدا للأخطاء بينما عبر نواب عن الامل في ان تمر المرحلة الانتقالية دون عنف مؤكدين ان الجيش المصري مثال يحتذى به في العراق وقالوا انه أبى أن ينصاع لأصوات التطرف في مصر.


أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في رسالة الى الرئيس المصري الموقت عدلي منصور بمناسبة تسلمه منصبه الجديد رئيسا موقتا للجمهورية quot;في الوقت الذي نجدد فيه وقوفنا الى جانب الشعب المصري الشقيق والخيارات السديدة، نؤكد ان ثقتنا لاتتزعزع بقدرة مصر وشعبها العزيز على تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة دورها على المستويين الاقليمي والدوليquot;.

واضاف quot;اننا على ثقة بأنكم ستمضون قدما في تحقيق مطالب الشعب المصري وتطلعاته في إجراء انتخابات مبكرة وتوسيع المشاركة وتعزيز المصالحة الوطنية وتطبيق خارطة المستقبل التي أعلنتم عنها وأيدتها غالبية الشعب المصري الشقيقquot;.

وكان المالكي هاجم مرسي الاسبوع الماضي بقوة لقطعه علاقات بلاده مع سوريا واحتضانه مؤتمرا لرجال دين سنة متشددين دعوا الى الجهاد ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

يذكر ان عدلي منصور قد ادى اليمين الدستورية صباح اليوم رئيسا انتقاليا لجمهورية مصر بمبنى المحكمة الدستورية في العاصمة المصرية القاهرة.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد عزلت امس الرئيس المصري محمد مرسي واعلنت خطة للخروج من الأزمة شملت تعطيل العمل بالدستور المصري، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقيام رئيس المحكمة الدستورية العليا بادارة شؤون البلاد لفترة انتقالية.

الحكيم يحذر من خطأ اعتقال قيادات الاخوان

ومن جهته قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم quot;اننا نراقب منذ اكثر من سنة مواقف الحكومة المصرية وشخصنا العديد من الاخطاء التي ارتكبتها الحكومة المصرية ومنها صياغة دستور يضمن حقوق نصف المجتمع المصري ويتناسى حقوق النصف الاخرquot;.

واشار الى انquot; تدخل الحكومة المصرية بصورة مباشرة او غير مباشرة بالازمات الخارجية ادى الى حدوث انقسامات في داخل مصر quot;.

وأضاف الحكيم في كلمة لاحتفال تنظيمي للمجلس الاعلى اليوم quot;اذا ما اراد الشعب المصري ان يحقق الوحدة فعليه ان لا يقع في الاخطاء نفسها التي وقعت بها الحكومة المعزولة مؤخرا واذا تناست الحكومة التي ستشكل قريبا في مصر حقوق المعارضة فانها ستشهد انقسامات اكبر من التي حدثت فيجب ان توضع خارطة طريق لتصحيح ما جرى من اخطاء في الدستور.

وحذر الحكيم من ان اصدار احكام اعتقال بحق 300 من قادة الاخوان المسلمين المنتمين إلى حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي رسالة غير مطمئنة بان المشكلة ستتكرر موضحا ان المشاكل في مصر لا يمكن ان تحل الا عن طريق الحوار بين التيارات المصرية وعدم تكرار الاخطاء السابقة.

مرجع شيعي يتهم الاخوان بخيانة المشروع الاسلامي

المرجع الشيعي الشيخ محمد اليعقوبي هاجم مرسي وحزب الإخوان المسلمين ووصفهم بخاطفي ثورة 25 كانون الثاني (يناير) وقال في بيان ان الرئيس المعزول تنكر لشركائه ونكث عهوده ولم يبذل الجهد الكافي لإصلاح أحوال الشعب وحلّ مشاكله بل زادها تأزّماً لعدم أهليته.

واضاف ان حزب مرسي انشغل بالاستبداد والاستئثار بالأمور وقادوا عملية واسعة للسيطرة على مفاصل الدولة كلها لينشئوا ديمقراطية مزيّفة تعيدهم إلى السلطة باستمرار .

واكد اليعقوبي أن الاخوان المسلمين فشلوا في كلّ شيء إلاّ في جمع الشعب بكل فئاته على رفضهم والمطالبة برحيلهم، وبالغ في النكاية بالشعب حين صمّ أذنه عن سماع صوته والنـزول إلى رغبتهquot;.

وحذر المصريين من مجيء من يختطف منهم نصرهم وثورتهم ويركب الموجة مستغلا عدم وضوح الرؤية وعدم وجود خارطة طريق تفصيلية فيركب الموجة ويصادر جهد الجماهير وتضحياتهم كما اختطف الحزب المعزول انتصارهم بعزل الرئيس السابق حسني مبارك.

ودعا اليعقوبي الشعب المصري الى الاستفادة من أهل الخبرة من الوطنيين المخلصين في كل المجالات ليضعوا لهم برنامجا يؤسس لدولة متحضرة تُحترم فيها إرادة الإنسان وكرامته وتوفّر له أسباب الحياة السعيدة التي يستحقها شعب مصر العريق الطيب المنجب مؤكدا أن quot;الاسلاميين اعتبروا حزبهم هو الجنس الأرقى وينظرون إلى الآخرين باستعلاء وازدراء وغذّوا العنف والكراهية وأسّسوا أو اجتذبوا عدة خطوط من جماعات العنف وتصفية الخصوم، وما الحادث الوحشي المريع الذي أدّى إلى استشهاد المرحوم الشيخ حسن شحاتة (رجل الدين الشيعي المصري) ورفاقه عنّا ببعيد.

وأكد اليعقوبي أن الخسارة الكبرى التي يتحمل وزرها هذا الحزب الذي اتخذ من الإسلام شعاراً له ليس في فقد منصب الرئيس وقيادة البلاد ولا في محاكمة رموز الحزب ومثولهم أمام القضاء في تهم عديدة وإنّما في خيانتهم المشروع الإسلامي وفشلهم في تقديم الإسلام على أنّه الحلّ الوحيد لإنقاذ الناسquot;.

وقال إنّ ذلك quot;أحبط كلّ أملٍ في إقناع الشعوب بقيادة الإسلام للحياة في كلّ شؤونها فهل تستحق شهوة السلطة والحكم وسرقة المال العام هذه الخسارة الاستراتيجية التي يصعب النهوض منهاquot;.

العراقية: جيش مصر مثال على الجيش العراقي الاحتذاء به

اما النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك فقد شدد على انه لابد ان يكون الجيش المصري مثالا يحتذى به في العراق مشيدا بمواقف هذا الجيش الذي أبى أن ينصاع لأصوات التطرف في مصر.

وقال المطلك خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن quot;ما قام به الجيش المصري من موقف للمحافظة على وحدة الشعب واستقرار بلاده دليل على أصالته وعقيدته النابعة من صميم الشعب.

وأضاف قائلا quot;إننا نريد أن يكون جيشنا كما كان صاحب الأمجاد والبطولات في حماية الحدود وان لا يتدخل في الأمور السياسيةquot;. واشاد بموقف الجيش المصري الذي قال انه أبى أن يصوب بنادقه ضد أبناء شعبه وينصاع لأصوات التطرف الذي أراد أن يبعد مصر عن تأثيرها العربي والدولي

النائبة السهيل: امل بمرور المرحلة الانتقالية دون عنف
وقالت عضو مجلس النواب النائبة المستقلة صفية السهيل ان ما قام به الشعب والجيش المصري بتصحيح مسار الديمقراطية يستحقان التقدير والثناء والاحترام مؤكدة ان مصر أعطت درسا ونموذجا رائعا للروح الوطنية الوثابة.

واضافت في بيان صحافي ان (30 يونيو) تغيير شعبي لعودة مصر الى الدولة المدنية واحترام لهذا الشعب لتاريخه وحضارته وانتمائه.

كما انها كشفت مصير كل من يعمل من أجل الاستبداد والتفرد بالسلطة واقصاء الآخرين والتفرد بالقرارات والغاء مبدأ المشاركة، ان الشعب والجيش المصري يستحقان اليوم التقدير والثناء والاحترام لدعمه إرادة الشعب ورسم خارطة سياسية جديدة تأخذ على عاتقها التغيير والاصلاح.

واشارت الى ان الشعب والجيش المصري أعطيا أمس درسا كبيرا ونموذجا رائعا للروح الوطنية الوثابة والموقف الحكيم التاريخي للقيادات الدينية والوطنية والعسكرية والشبابية للبلد من خلال التأكيد على الوفاق الوطني وإحترام إرادة شعبهم وعدم إقصاء أي جهة سياسية. وعبرت عن الامل في أن تمر الفترة الأنتقالية في مصر من دون عنف وأن تكون قصيرة لحل مشاكل البلد عبر حوار وآليات ديمقراطية وبروحية الشراكة والمصالحة الوطنية.

وشددت بالقول ان نجاح الديمقراطية في مصر لها أهمية بالغة لكافة شعوب المنطقة والديمقراطيين في العالم, هنيئاً للشعب المصري الشقيق ولقادته الجدد المزيد من التقدم والنهوض والازدهار في كفاحه المذهل من أجل الحرية والعدالة الأجتماعية والكرامة الإنسانية والديمقراطية الحقيقية.