انهى الدكتور العبادي زيارته لإيران، التي استقبلته بسلسة& تصريحات علنية، أشرنا لبعضها لما قبل الزيارة. ومما قاله خامنئي عند الزيارة أن ثمة دولا إقليمية لم يسمها مسؤولة عن& أزمات المنطقة، ولاسيما بسبب مواقفها في سوريا، قاصدا معارضي الأسد. طبعا لا يمكن ، لا هو ولا غيره من المسؤولين الإيرانيين، الاعتراف بالدور الإيراني الكبير والخطير، وخصوصا في المشاركة حتى النخاع في سوريا، مما أطال النزاع وسهل بروز& وتمدد داعش وغيره من قوى التطرف والإرهاب في سوريا والعراق. وقد عرض المسؤولون الإيرانيون استعدادهم لإرسال قوات برية للعراق لمحاربة داعش، وهو عرض لا أعتقد أنه سيثير ثائرة& الأحزاب الشيعية والمليشيات كما أثارتها أخبار غير مؤكدة عن احتمال& مشاركة برية أجنبية. فأمن العراق وأمن إيران واحد، كما قال زعماء إيران للحبادي، والبلدان& بلد واحد والوصاية& للولي المرشد! والدليل ان وجود سليماني وقواته في العراق& لم يثر احدا من هؤلاء.
&العبادي لا يحسد على ما يواجه من تحديات وعقبات وفخاخ، ولاسيما وهو قيادي في حزب الدعوة وفي الائتلاف الشيعي. ولا مبالغة في أن كثيرا من مشاكل وتعقيدات اليوم هو من إفرازات الموجة الطائفية التي لعب فيها الائتلاف منذ رئاسة الجعفري دورا بالغ الضرر. وها أن هذا " البيت السياسي& الشيعي" هو نفسه الذي أخر تشكيل حكومة العبادي لأن أطرافه يسعى كل منهم لأكبر ما يمكن من مقاعد السلطة والامتيازات والجاه والمال. وكم أتمنى لو أن السيد رئيس مجلس الوزراء يقف ليعلن تجميد عضويته في الدعوة والإتلاف ما دام في السلطة باعتبار أنه يمثل كل فئات الشعب لا فئة بعينها او أحزابا بعينها. وقد أشار الكاتب هاشم العقابي مؤخرا لتصريح& قيادي في كتلة الأحرار في صحيفة المدى عن أن أسباب تأخر حسم الوزارات& الأمنية تعود الى مطالبة بعض كتل التحالف المذكور بمناصب حكومية مثل هيئة النزاهة& والبنك لمركزي ومناصب وكيل الدفاع والداخلية- هذا بينما أن جماهير الشيعة كما جماهير السنة تعاني من سوء الخدمات والبطالة والفقر وعواقب الفساد- ناهيكم عن الموت اليومي بسبب فشل حكومة المالكي في ضمان أمن المواطنين. وأما عن سطوة النليشيات الطائفية التي تحكم بغداد وتمارس كل أنواع الانتهاكات ومنها النهب والخطف ، فقد كان مطلوبا منذ اليوم الأول وقف استهتارهذه المليشيات المالكية- الإيرانية عند حدها بدلا من الطبطبة عليها. والغريب أن هناك من يروجون& لكون فضح جرائم هذه المليشيات يخدم داعشا!! والحال أن الصمت هم من يؤدي هذه الخدمة. وها أن كتائب أهل الحق تفضح نفسها بنفسها من جديد باختطاف قريبة لأحد نواب العبادي نفسه طلبا لفدية أكثر من المليون دولار . هذه ليست إشاعة المنظمات الدولية بل وقائع حية في بغداد وتصريحات لضباط في الشرطة العراقية الذين قالوا بمرارة إن أحدا لا يستطيع وقف تجاوزات هذه العصابات. ونؤكد أن محاربة داعش التي هي على رأس المهام لا تتم بالمليشيات الطائفية ولا بالصمت عن انتهاكاتها الطائفية، بل بجيش مدرب ومسلح وذي ولا للعراق ولشعب العراق.
مع تمنيات النجاح للسيد العبادي....
&