كانت الخطوة التي قامت بها الإمارات العربية المتحدة بحظر التنظيمات الإرهابية حاسمة وعكست شجاعة على اتخاذ القرار السليم لتحمي نفسها وهذا حق كل دولة ذات سيادة. وقد يقول البعض لماذا نحن تجتث التنظيمات الدينية بينما إيران في الجوار تنطلق من منطلق ديني في محاربة السنة. والرد على هذا التشكيك بصحة القرار هو أن السير في طريق الحرب الطائفية دمار للجميع وينقل الحرب الطائفية إلى داخل البلاد لتصبح حربا أهلية بينما إيران تقف متفرجة دون أن يطالها أي أذى. وإذا رأت الدول أن أنه تم فعلا حظر التنظيمات الدينية في بعض الدول فإنها ستفكر جديا بأن تحذو حذوها.&

وحري بجميع الدول أن تحظر التنظيمات الدينية لعدة أسباب منها أن هذه التنظيمات صناعة غربية أوجدتها بريطانيا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية والهدف هو ضرب أهل المنطقة ببعض وإشعال حروب أهلية لا تنتهي. فهاتان الدولتان تستلهمان من التاريخ أفكارهما وتدرسانه جيدا لكي تستفيدا منه، ولديهما الكثير من الخبراء العالمين بالمعارك التي جرت بين المسلمين عبر التاريخ، ويوظفون هذه المعرفة لكي يعيد التاريخ نفسه، لتدور حرب شرسة طويلة الأمد. وقد قام النائب البريطاني السابق جورج غالاوي بحملة لكشف السياسات الأمريكية في المنطقة لكن الإسلاميين واظبوا على اتهامه بالنفاق على الرغم من أن جميع ما قاله في محاضراته وندواته نراه يترجم فعليا على أرض الواقع. ونتذكر هنا الحرب العراقية التي ضحى في سبيلها مفتش الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي (رحمه الله) بحياته عندما اتهم توني بلير بالتلاعب بالملف العراقي وتلفيق تهمة دعم الإرهاب له. إن الغرب يلعب بنا كالدمى ورغم ذلك فنحن محظوظون أنه يخرج من بينهم من يكشف أوراقهم ويكشف ممارساتهم كما فعل الصحفي الأمريكي سيمور هيرش عندما كشف فظائع سجن أبو غريب. فإذا كانوا هم يقومون بكشف الحقائق التي تدمرنا، أفلا يجدر بنا أن نقوم نحن بالدفاع عن بلادنا؟ إن على الجميع الدول العربية حظر التنظيمات الدينية لأنها الأداة المستخدمة من قبل الدول الاستعمارية (وبعض الدول العربية) لتدمير الدول العربية.&

والسبب الثاني الذي يدعو إلى حظر هذه التنظيمات هو أنها تنشر الجهل وتحول دون التنمية ومواكبة العصر في الإنتاج ومنافسة الدول الصناعية وبالتالي فإن هذه الدول ستظل مستوردة لجميع حاجاتها مما يعني المزيد من الطلب على المنتجات الغربية. وكلما زاد الوضع سوءا، زادت كراهية العالم للمسلمين والإسلام ولكنه لن يقضي عليهم لأن وجودهم يصب في مصلحة الدول الصناعية كونهم جاهزون للدخول في حروب أهلية في أي وقت. زد على ذلك صفقات شراء الأسلحة من الدول الصناعية التي تقدر بالمليارات، ثم يتبعها توفير الوظائف لمئات الخبراء الغربيين لتدريب الجيوش عليها وصيانتها لمدى بعيد.&

والسبب الثالث هو أن هذه التنظيمات تجلب الأجانب المقاتلين من الخارج ليدخلوا البلاد ويعيثوا فيها فسادا، فالتنظيمات الإسلامية التي نراها الآن تستقطب آلاف المقاتلين الأجانب وربما يشكل العرب أقل من نصفهم. وهذا يعني أن تصبح البلاد مشاعا للمقاتلين من كل حدب وصوب.&

لقد آن الأوان لحظر جميع التنظيمات الدينية من كل الأديان والطوائف حماية للبلاد وإغلاقا للثغرات التي تنفذ منها الدول الإمبريالية لتحقيق مآربها.&