هذه هي المقايضة التي يعرضها النظام الإيراني جوابا على دعوات& أوباما وزعماء أوروبا الغربية بأن تشترك إيران في الحرب على داعش..
أوباما ليس غبيا، معاذ الله، ولا يعقل أنه لا يقرأ التقارير الرسمية التي تقدم له يوميا، وما تبثه القنوات والصحافة، أو أنه يجهل تاريخ ووقائع رعاية إيران& للإرهاب في المنطقة والعالم ، سواء بأجهزتها الداخلية أو بأدواتها كحزب الله والمليشيات العراقية أو الحوثيين. ولا يجهل هو وقادة الغرب سجل التنسيق والتعاون الإيرانيين مع القاعدة في العراق، وإيواء إيران لقادة ونشطاء القاعدة واستخدامهم. فمنذ خطف السفارة الأميركية في طهران، وإيران لا تنفك تنفذ، مباشرة أو بالواسطة، عمليات تفجير وخطف وقتل. والمليشيات العراقية التابعة لإيران هي من قامت - وعدا عن الفتك بالعراقيين على أساس طائفي- بقتل وتهديد الجنود والمدنيين الأميركيين في العراق، وهذا ما يتبجح به علنا زعيم كتائب اهل الحق التي& تمارس اليوم من الأعمال الهمجية ضد سنة العراق ما تمارسه عصابات داعش ضد الأقليات الدينية. وليس خافيا على احد الدور الإيراني وحزب الله ومليشيات المالكي في سوريا، والدعم الإيراني للحوثيين الذين يطوقون اليوم صنعاء.
ايران هي في مقدمة المستفيدين من وجود وهمجية داعش في سوريا والعراق. والمالكي، رجلها المخلص& في العراق، هو من سلم الموصل وأسلحة 60000 عسكري عراقي وأموال الدولة ومناطق شاسعة من العراق لداعش، بعد ان نبذ وتجاهل عن عمد جميع التحذيرات التي كانت نرده خلال شهور وشهورعن نشاط الإرهابيين في الموصل. وربما كانت الخطة [ نقول ربما، وبلا جزم]أن تهاجم قوات داعش، المجهزة بالأسلحة الأميركية التي& تسلمتها من القوات العراقية، أربيل وتحتلها وتهدم الفيدرالية الكردستانية، التي ناصبها العداء بلا انقطاع. وحينما يتم ذلك، فلكل حادث حديث، فيجري& الاستنجاد بالأميركيين ويحاربون داعش فيبدو أخونا بطل الإنقاذ. أم ماذا من تفسير آخر لتسليم الموصل والسلاح والمال؟؟
الإدارة الأميركية- بحسب التقارير الصحفية- تستنجد بإيران في الساحة العراقية مع أن القوات الإيرانية، ومعها الطائرات، موجودة في العراق منذ شهور وسلبماني يتحرك ما بين كردستان وبقية العراق. وهو من ينسق عمل المليشيات والمتطوعين و القوات العراقية. ورغم النفي الايراني، فإن طائرة يقودها طيار ايراني سقطت في العراق. وهذا خبر نشر في الصحافة.
إيران& تمثل أحد الأطراف التي ساهمت في ظهور داعش في سوريا، وذلك باستغلال عدم المبالاة الأميركية والدولية بالمذابح الأسدية وبالمشاركة الإيرانية والروسية ومشاركة توابع ايران. وداعش لم يظهر في سوريا إلا بعد أكثر من عام على الهبة الشعبية السورية التي كانت سلمية. ولم تقع مصادمات بينه وبين القوات الرسمية السورية إلا بعد احتلال الموصل. ووزارة الخزانة الأميركية نفسها هي من فرضت عقوبات على إيران وعلى مقيمين فيها بتهمة مساندة الإرهابيين في سوريا بالمال والجهاديين. وحين تريد إيران مقايضة التنكر لداعش& بالقنبلة النووية، فهذا بحد ذاته اعتراف بعلاقتها مع هذه العصابات المتوحشة. وها هي قوات جديدة لقاسم سليماني تدخل إقليم كردستان تحت قيادته، لا لمحاربة داعش، بل لمحاربة من يحاربون داعش من أكراد إيران الموجودين في الإقليم، ولولا تدخل حكومة كردستان لكان قاسمي قد أشعلها حربا عليهم، تاركا داعش بسلام. كما ان المعلومات المنشورة تفيد أن لداعش نشاطا بارزا هذه الأيام في مدن عديدة من كردستان إيران ومن دون تصد& له من الحكومة الإيرانية. ولعل& منطقهم هو " بأسهم بينهم" أي تسليط داعش على أهالي كردستان& الإيرانية كما كانت الخطة من وراء تسليم الموصل. وفي كردستان العراق ظهرت قبل سقوط صدام مجموعة إرهابية باسم أنصار الإسلام& كانت تتلقى المساعدات من إيران رغم ارتباطها بالقاعدة.
الإدارة الأميركية، التي خطت خطوة جيدة في العراق أعادت للولايات المتحدة بعض الهيبة: يجب ان تستمر في ضرباتها لداعش وتوسعها& في مختلف المناطق العراقية التي يهددها داعش. وعليها ان تضرب بلا هوادة مواقع داعش في سوريا، وان تسلح المعارضة المدنية المعتدلة من أجل سوريا بلا داعش وبلا بشار. وإذا كان ثمة بصيص أمل في العراق بترحيل المالكي، فلينفتح باب الأمل في سوريا والمنطقة بترحيل الأسد...
&