&
أجل، لا فرق بين داعشي سني وداعشي شيعي، فالاثنان ينحدران من عقلية التطرف الديني واستخدام الدين للهيمنة السياسية والمال والإشباع الجنسي.
لا قرق بين من فجروا& المسجد السني& مصعب بن عمير، وهم& كتائب أهل الحلق الإيرانية، التي يستخدمها المالكي اليوم كما كان يستخدمها بالأمس، وبين من يفجرون الحسينيات الشيعية. ولا فرق بين من يسبون النساء غير المسلمات ويغتصبوهن وبين من يحللون خطبة الرضيعة المسلمة والعبث الجنسي بها وزواج القاصرات في التاسعة ودونها، كما حلل كل ذلك قانون الاحوال المدنية الجعفري الذي صادق المالكي عليه وقدمها للبرلمان. الفرق إنما هو في درجة اوحشية والاستهتار والجبن أيضا بين قاطعي الرؤزس وبين الحمساويين الذين يعدمون 18 فلسطينيا دون محاكمات وعلنا، ثم تسحل جثثهم.أمام الناس. أو بين قوات ومليشيات شيعية تهاجم& لاجئين سياسيين عزلا وتبيدهم دفعة بعد دفعة كما فعل المالكي منذ 2009 .وداعش يقيم ما يسميها بالمحاكم الشرعية لقتل الناس بالجملة. والولي الفقيه يهاجم السجون وينفذ الإعدامات بالجملة، ولا يتورع عن إعدام أم وابنها في وقت واحد. وداعش، كما قاعدة بن لادن، مشبع بكراهية غير المسلمين ويمارس عمليات القتل والتهجير بحقهم وحرق كنائسهم. وهذا أيضا ما مارسته المليشيات الشيعية في العراق على مدى سنوات وسنوات، كما مارسه الإخوان المسلمون في مصر. فالجميع في خانة واحدة، مع اختلافات في درجة الوحشية وفي التكتيك السياسي وفي التوقيت وفي التحالفات. وثمة وقفة مطلوبة عند مجزرة قاعدة سبايكر في تكريت والتي لم يقدم المالكي وضباطه أية معلومات دقيقة عنها ولحد يومنا، مع تعدد الروايات عن العدد والكيفية . بل إن قائدا عسكريا عراقيا ينفي أن القاعدة كانت تضم طلاب تدريب عسكري.* لقد نسبت المجزرة لداعش، ويتبين اليوم أن الجزارين هم من ضباط صدام وأقاربه وأفراد من عائلته، وان المجزرة تمت قبل دخول داعش. فما الفرق بين الداعشيين وبين هؤلاء الصداميين الذين يثأرون بقتل آلاف من الأبرياء؟.وكيف يمكن للسيد طارق الهاشمي في هذه الحالة أن يبرر تصريحاته من إستنبول الداعية للحوار مع بقايا حزب البعث الصدامي لإيجاد حلول سياسية لازمة العراق، كما قال؟؟!! أما عن لجان تحقيق المالكي عن المجزرة، وفي مجازر أخرى واغتيالات،& فلم ينتج عنها بوما كشف ومعاقبة للقتلة الحقيقيين. وسيكون الشيء نفسه مع اللجنة التي قال إنه سيشكلها [ تصوروا .. إنه لا يزال يتصرف بكل حرية وكأنه رئيس مجلس الوزراء] حول مجزرة المسجد في محافظة ديالى.
والآن، ومن جهة أخرى، كم مظاهرة عربية وإسلامية& جرت& في إدانة& جرائم داعش الوحشية في العراق وسوريا؟؟ كم مرجعية دينية خرجت علنا وأمام الملأ لتدين ما يقترف من جرائم ضد غير المسلمين في الدول العربية والإسلامية؟ من حسن الحظ أن مفتي السعودية خرج ليكفر تنظيم داعش وجرائمه ويعتبره عدوا للإسلام. هذا جيد جدا وإن جاء متأخرا. ولكن المطلوب أيضا هو تخصبص الجرائم ضد غير المسلمين وليس الاقتصار على الحديث العام مهما كان مفيدا وضروريا.
الواقع، أن الداعشية، وكما يقول عبد الرحمن الراشد، فيروس موجود ومنتشر في العالمين العربي والإسلامي وبين الجاليات المسلمة في العالم. إنه فيروس كراهية الآخر، وتبرير القتل باسم الجهاد من أجل الإسلام، واعتبار الإسلام هو وحده الدين الصحيح؛ وحول المذاهب، فإن هناك من يكغرون الشيعة وهناك من يكفرون السنة.
المشكلة الحقيقية والكبرى هي في التربية العائلية والتربية المدرسية ووسائل الإعلام، ولاسيما في الفضائيات والمدارس الدينية، ومن المذهبين، وفي ما يلقنه للناس أئمة الجوامع والحسينيات من دعوات كراهية وقصص مختلقة وأفكار مسمومة هي بمثابة ألغام& مستعدة للانفجار.
إن الحرب بالنار على الداعشية والقاعدة مطلوب وواجب من الدرجة الأولى، وكذلك التصدي للدول التي تمول الإرهاب وتشجعه...لكن هناك جبهة أخرى للنضال والتصدي، وهي الجبهة الفكرية والتربوية والإعلامية، من أجل "تجفيف منابع التطرف الديني" والجهادية، من قطبية وخمينية& وداعشية.
أما الدول التي تصدر أو تدعم الإرهاب والتطرف والطائفية، قإنه يجب عزلها دوليا وليس تدليل بعضها كما يفعل أوباما في العلاقة مع إيران.
باختصار، فإن& داعش وقاعدة الظواهري والمليشيات الإيرانية في العراق والباسيجي الإيراني وحراس الثورة الإيرانيين والأممية الإخوانية والحوثيين وشبكات بوكو حرام و"الشباب" في أفريقيا هم جميعا داعشيون بامتياز. والدول التي ترعى أيا منها يجب نبذها وفضحها واتخاذ الإجراءات الرادعة ضدها..كما من الواجب الملح إعادة النظر الجذرية في مناهج التعليم وخطب المساجد والحسينيات ومواد الفضائيات الدينية وعلى نطاق العالمين العربي والإسلامي، وطبعا من دون التغاضي عن كشف قنوات التطرف الإسلامي في الغرب...

[* يقال إن ال1700 طالب عسكري في قاعدة تكريت كانوا من شيعة الجنوب. السؤال : أليس هذا وحده من مظاهر التمييز المذهبي الذي كان يمارسه المالكي، الذي لا يزال بناور ويلعب ليكون له دور مؤثر في حكومة العبادي، فيكون العراق& " لا رحنا ولا جينا" وتحت رحمة همداني هذه المرة بدلا من سليماني!!]
&