&
اما المتعالي، فهو الرئيس الاميركي، الذي امتنع عن المشاركة في التضامن الدولي الحاشد مع فرنسا في محاربة الارهاب.
ليست هذه عي المرة الاولى التي يبدي فيها اوباما عدم الاكتراث تجاه الاوروبيين الغربيين وما يحدث في القارة من احداث خطيرة وتاريخية. ففي ولايته الاولى حلت& ذكرى انهيار جدار برلين. حضر الاحتفال الرؤساء المعنيون& مباشرة، ومنهم غورباشيف. ولكن اوباما تغيب دون تقديم سبب او عذر، مفضلا جولاته في منطقة جنوب شرقي أسيا.
واليوم، ومع يوم التضامن العربي والدولي مع باريس امام خطر الارهاب في اوروبا، فانه ليس فقط لم يحضر ينفسه، بل ولم يرسل لا نائبه ولا وزير خارجيته، السعيد بالاستعداد للحوار مجددا مع الوزير الايراني!
ثمة في رأينا اسباب اسراتيجية وشخصية قد تفسر هذه المواقف....
الإدارة الاميركية الحالية تقدم في سياساتها الخارجية& مساعي بناء علاقة حلف استراتيجي مع الصين من جهة، ومع ايران من جهة اخرى. واوروبا الغربية بالنسبة لاوباما تأتي فيما بعد من الاهمية...
هناك ايضا عقدة الرجل الاسود من القارة التي ارسلت لاميركا الرجل الابيض الانجليزي، الذي& صار تاجر رقيق.. ولا بد من ان تتذكر كيف تعامل اوباما مع رئيس الوزراء البريطاني السابق بتعال وجفاء بتأخير مقابلته له عند زيارة الاول للولايات المتحدة.
كما أن اوباما معجب لحد الهوس بشخصه ويبحث دوما ان يكون هو موضع ومحور الاهتمام. فكيف يذهب لباريس وهي ورئيسها صارا موضع الاهتمام& العالمي!
ويجب مع هذا كله عدم نسيان أن المواقف الفرنسية من ايران ومن الاسد هما أكثر تقدما ووضوحا من مواقف الادارة الاميركية، هذه المواقف التي ساهمت في بروز ونمو خطر داعش وبقية التنظيمات الاهاربية. ونتذكر استعداد فرنسا للمشاركة في توجيه ضربة للاسد ردا على الكيميائي حين تعهد اوبما بالضربة، ولكنه تراجع لائذا بالكونغرس مع ان الضرب كان ضمن صلاحياته. وفرنسا كانت على الدوام تحذر من التنازلات المستمرة التي تقدم لايران في الموضوع النووي وترك ايران تعبث بأمن المنطقة وتنشر الطائفية كما تريد..
اوبما علل امتناعه عن المشاركة في باريس بالموضوع الامني. ولكن لماذا لم يرسل نائبه العتيد؟