&

&

&

تناقلت وكلات الانباء مؤخرا ان رئيس وزراء اسرائيل طالب اثناء لقائه الرئيس الأميركي ضمان تمثيل النظام السوري الحالي في أي اتفاق لأي حل سياسي محتمل حول سوريا.

منذ أن سيطرت (إسرائيل) على مرتفعات الجولان قبل 45 عاما تميزت الحدود بين (إسرائيل) وسوريا بالهدوء التام وتعتبر من أفضل الجبهات التي تواجه (إسرائيل) من ناحية أمنية.

ليست اسرائيل ذاتها فقط تنسف أكذوبة الممانعة والمقاومة بوضوح ودون مواربة. حيث بتاريخ 11 اكتوبر 2014 قال حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني، إن سقوط نظام بشار الأسد على يد تنظيم “داعش” من شأنه أن يقضي على أمن (إسرائيل)، بحسب خبر نقلته وكالة فارس الإيرانية للأنباء وأضافت أن المسؤول الايراني أكد قائلا " إذا أراد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، تغيير النظام السوري فإن أمن (إسرائيل) سينتهي".

وقبل 4 أعوام وللتذكير في 11 مايو 2011 قال ابن خال بشار الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز انه اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا سوف لا يكون هناك استقرار في إسرائيل.

&

ماذا قال الاسرائيليون؟

في ديسمبر 2013 حذر دان حالوتس قائد جيش الدفاع الإسرائيلي من سقوط الأسد وقال إننا نريد الأسد أن يكون ضعيفا ويبقى في السلطة لأنه التزم بهدوء جبهة الجولان على غرار ابيه وليس لدينا مشكلة معه. وقبل 12 عام طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون عام 2003 بعد غزو العراق من الرئيس بوش عدم المس بالنظام السوري الذي حافظ على هدوء جبهة الجولان لمدة 30 عاما 1973 – 2003. والتفاصيل الكاملة لتحذيرات شارون للإدارة الأميركية بعدم إيذاء النظام السوري يمكن قراءتها في مقال بعنوان شارون يحذر بوش بقلم يوسف البار بتاريخ 12 كانون الثاني 2007 في الموقع الإخباري اليهودي: The Jewish Daily Forward. وفي سياق مشابه كتب الجنرال آفي ديختر وزير الأمن الإسرائيلي ورئيس أسبق لجهاز الشاباك في صحيفة ايديعوت احرونوت بتاريخ 11 ايلول 2012 “سقوط بشار الأسد ليس في مصلحة (إسرائيل)”. ونشرت صحيفة معاريف بتاريخ 12 ايلول 2012 ما قاله رئيس هيئة الأركان السابق

الجنرال غابي اشكنازي “ان تغيير النظام في سوريا سوف لا يخدم (إسرائيل). وبقاء بشار الأسد في السلطة مصلحة استراتيجية ل(إسرائيل) للحفاظ على هدوء الجبهة الشمالية في هضبة الجولان”

ألا ينسف ذلك أكذوبة المقاومة والممانعة التي صّدقها بسطاء وسذّجة الشارع في الوطن العربي؟

بات معروفا أن اسرائيل غير متحمسة لسقوط هذا النظام وهذا يفسر تردد وتخبط ادارة اوباما في اتخاذ اي اجراء حاسم لاسقاط بشار الأسد واكتفت بالاختباء خلف مسرحية التخلص من داعش وقبل ذلك السلاح الكيماوي والذي لم يكن موجها ضد اسرائيل بل ضد الاطفال السوريين. فاذا سقط نظام دمشق ستخسر اسرائيل الحماية المضمونة لاحتلال الجولان.

بتاريخ 11 ايلول 2013 ظهر في موقع وورلد تايم World Time التابع لمجلة التايم الأميركية مقال بعنوان "على الرئيس أوباما الابتهاج لأن سياسة التخبط والتردد في توجيه ضربة عسكرية يحظى بموافقة اسرائيل لأنها لا تريد سقوط النظام السوري".

وفي أيار 2013 كتب افرايم هاليفي في مجلة فورين أفيرز (مجلة الشؤون الخارجية الأميركية) "لأربعين عام ورغم عدم وجود اتفاق سلام رسمي بين سوريا واسرائيل التزم نظام دمشق باتفاق الهدنة بحذافيره منذ عام 1974 وحتى اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982.

يقول هاليفي ان نقل الأسلحة لحزب الله يعتبر خط أحمر وهذا يفسر الغارات الاسرائيلية المتكررة ضد مواقع سورية وقوافل الأسلحة ولكن النظام يلتزم الصمت بسبب عجزه عن الرد.

وعندما تدخل «حزب الله» اللبناني تنفيذا لتعليمات طهران بشن حرب على الشعب السوري دعما لنظام دمشق، وشارك في ارتكاب المجازر البشعة إلى جانب جيش النظام خاصة في مدينة «القصير» كخادم للمصالح الايرانية فقد صفة المقاومة التي كان يروج لها لاكتساب الشارع الساذج. وهذا التدخل خدم ايران ودمشق ولكنه أضعف حزب الله داخل لبنان وبدأ يفقد مصداقيته في الشارع العربي.

تهديدات وتصريحات إيرانية:

ورغم فيضان التصريحات النارية من طهران ودمشق المعادية لإسرائيل إلا أنها تبقى شفهية وشعاراتية ليس إلا. ولم تترجم إلى الفعل الحقيقي ولو لمرة واحدة. فقد انتهكت “(إسرائيل)” المجال الجوي السوري عشرات المرات، وقصفت الكثير من المواقع العسكرية والاستراتيجية السورية، خصوصا في السنوات الثلاث الماضية التي تشهد ثورة شعبية عارمة بقي النظام السوري ساكتا وهادئا.

وكذلك يتكرر الأمر بالنسبة للعلاقة بين طهران و(إسرائيل) فعلى الرغم من العداوة الشفهية ورفع شعارات رنانة مؤيدة لمقاومة الصهاينة. ألم نسمع منذ عام 2006 عن مقدرة إيران على مسح (إسرائيل) من الخارطة وبقيت هذه التهديدات شفهية وصوتية فقط وفي هذا السياق يأتي تصريح قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء “قاسم سليماني” اغسطس 2013 الذي أكد فيه أن نزع “سلاح المقاومة وهم لن يتحقق”، وحث حركة حماس في غزة على تكثيف عملياتها ضد (إسرائيل) متوعدا برد “في الوقت المناسب”. إنها نفس العبارة المكررة التي يستخدمها النظام السوري منذ عقود، والذي أكد الواقع أنها لم تكن سوى سياسة مقصودة مخادعة للضحك على بسطاء&الشارع العربي و”القومجيين” علما أنها تهدف فقط لضمان أمن حدود “(إسرائيل)” من جهة، واستمرار النظام البعثي المجرم في سوريا تحت غطاء المقاومة الكاذب. ومن صدّق خطبة قاسم سليماني في أغسطس 2013 النارية التي قال فيها “إننا نؤكد أننا مستمرون بإصرار على نصرة المقاومة ورفعها إلى النصر حتى تبيت الأرض والهواء والبحر جهنما للصهاينة، وليعلم القتلة بأننا لن نتوارى للحظة عن الدفاع عن المقاومة ودعمها ودعم الشعب الفلسطيني، ولن نتردد في هذا”.

هذا هراء لاستهلاك البسطاء والسذجة في العالم العربي والإسلامي وأكد ذلك بنيامين نتينياهو رئيس وزراء اسرائيل في زيارته الأخيرة لواشنطن.

&

&

لندن