من المتوقع ان تشهد الساحة السورية تغييرات دينامكية في الاسابيع القليلة المقبلة من شأنها الاسراع في اسقاط النظام. من الواضح أن التطورات على الساحة لا تبشر خيرا للنظام السوري وحلفائه. التقارير الاخبارية تؤكد ان الثوار يتقدمون وقوات النظام تتراجع حيث قالت صحيفة " واشنطن بوست" الأميركية إن قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة بدأت تهتز.

وبحسب السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، "لا يمكن استبعاد حدوث انهيار في النظام السوري، فالانشقاقات والنكسات المتتالية في ساحة المعركة، فضلا عن نقص القوات تشكل جميعها علامات الضعف".

وأضاف فورد: "قد نكون الآن بصدد رؤية علامات بداية النهاية للنظام السوري".

اذا كانت كل الانباء الميدانية صحيحة فان الصراع على الساحة السورية دخل مرحلة بداية النهاية للنظام وسنشهد تطورات دراماتيكية قد تسارع في اسقاط النظام. نقرأ عن تكهنات صحفية ان عاصفة الحزم في اليمن قد تنتقل الى سوريا بتعاون وتحالف تركي سعودي. ونقرأ ايضا عن قلق أميركي ازاء تقدم الجماعات الاسلامية في الحرب ضد النظام. الادارة الأميركية لمدة ثلاثة اعوام ماطلت ورفضت تقديم دعم حقيقي للجيش السوري الحر العلماني المعتدل وهذا كان أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه الرئيس اوباما.

على أية حال بتاريخ 22 اكتوبر 2011 كتبت مقالا في موقع ايلاف بعنوان: نصائح لبشار الأسد لتجنب مصير القذافي. وسأذكّر ببعض النصائح التي فشل النظام في تطبيقها.

كان بامكان القذافي ان يتجنب البهدلة والموت بطريقة لا تليق بالانسان لو غادر ليبيا الى بلد آمن. ولكن من ميزات الدكتاتور العربي العناد والغباء والاعتقاد انه دائم وغير قابل للسقوط. هذا الغباء جلب نهايات كارثية لصدام حسين وعائلته ولمعمر القذافي واولاده وسيجلب الكوارث لبقية الدكتاتوريين. لذلك فانها مسألة وقت قبل ان يأتي دور بشار الأسد الذي لجأ للحلول الأمنية القمعية التي استعملها معمر القذافي وجلب الويل لنفسه وافراد عائلته. ولكن دراسة سلوك الدكتاتوريين تشير انهم لا يتعلمون ولا يتعظون من الدروس. فصدام حسين رفض المغادرة والاستقالة والتنحي واصر على البقاء حتى تم العثور عليه في الجورة الحقيرة وكذلك زميله معمر القذافي اعلن العناد والحرب على شعبه وانتهى الأمر به في مجاري قاذورات تقطنها الجرذان. وهنا التشابه في التغريدة التي فاجأتني هذا الصباح.

وهذا جزء مما قلته في مقالي 22 اكتوبر 2011

كيف يستطيع بشار الأسد انقاذ نفسه وعائلته؟ ولكي يتفادى بشار الأسد مصيرا مؤلما مظلما يتعين عليه قراءة النصائح التالية واذا طبق النصائح تطبيقا دقيقا سوف ينجو من الانتهاء بحفرة بائسة.

اولا الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني السوري كالممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وعلى بشار أن لا يستمع لأكاذيب وليد المعلم وبثينة شعبان ان سوريا ليست ليبيا. الجغرافيا تختلف ولكن رغبة الشعوب بالتغيير تبقى ذاتها. ثانيا لا يستمع لأكاذيب ديناصورات حزب الارهاب البعثي ولرؤساء اجهزة المخابرات والأمن والشبيحة. لا يهم هؤلاء سوى مصالحهم الشخصية فقط وسيتخلون عنه في لحظات عندما يشعرون ان النهاية اقتربت. ثالثا: أن يرسل زوجته أسماء واطفالها الى بريطانيا حيث انها تمتلك الجنسية البريطانية وسيتم الترحيب بها كمواطنة بريطانية في حي أكتون الشعبي حيث يقطن والدها.

وفي بريطانيا يحترمون الانسان وحقوق الانسان بعكس سوريا. ولكن بشار نفسه لا يستطيع أن يأتي لبريطانيا لأنه متورط بجرائم حرب واذا وصل الى بريطانيا سيتم القبض عليه لتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية. رابعا على بشار البحث عن ملجأ اخر في روسيا او الصين اللتان قدمتا الحماية لنظامه في مجلس الأمن باستعمال حق الفيتو. هذه الدول تستطيع ان تمنح لجوءا سياسيا لاصدقاءها. خامسا: ان لا يصدق روايات المؤامرة والقاعدة والمندسين بل عليه ان يفهم ان الشعب لا يريده ولا يريد حكم الأسد لأربعين عاما اخرى. سادسا: على بشار ان لا يستمع لاعضاء مجلس الشعب الذين يهتفون بالروح والدم نفديك يا بشار. حتى لو احتل المنصب صنم من الاسمنت سيكررون نفس الهتافات وخلال شهور سيكررون نفس الهتافات لأعضاء المجس الوطني الانتقالي وللقادة الجدد. من يهتف بالروح والدم نفديك يا دكتاتور يستطيع ان يهتف نفس العبارات لغيرك فلا تصدق المديح الكاذب. سابعا: على الرئيس ان لا يصدق الأكذوبة التي يكررها ديناصورات البعث الارهابي ان دمشق هي قلعة العروبة النابض. فهي في الحقيقة قلعة الفساد والقمع والشبيحة. ولا يصدق ان نظام دمشق هو نظام ممانعة او مقاومة. كما يعلم فهي ممانعة شفهية لفظية فقط. كيف يمكنكم ان تتحدثوا عن المقاومة فهذه نكتة قديمة لأن احتلال الجولان مضى عليه 44 عام ولا يوجد اي مقاومة حتى المقاومة الكلامية ممنوعة. لعبة الخداع والكذب انكشفت والخيارات ضيقة. اذا كنت لا تزال غير متأكد ما يمكن عمله عليك الرجوع للنقاط 1و 2 و3 و 4 اعلاه. ثامنا:

لا ترتكب خطأ صدام وتجد نفسك في حفرة حقيرة بائسة ولا ترتكب خطأ معمر القذافي وتبقى في سوريا وسيتم العثور عليك والقبض عليك. اذا قررت البقاء في سوريا والنجاة من مصير مخيف عليك ان تبدأ بتفكيك الأجهزة الأمنية وتفكيك حزب البعث وتنحى واستقل واعتذر للشعب السوري واعتزل السياسة وربما يغفرون لك او يقدموك لمحاكمة عادلة بالمعايير السورية التي خضع لها الشعب السوري منذ اوائل الستينات. قال وليم هيغ وزير الخارجية البريطانية آنذاك بالحرف الواحد ان بشار وصل نقطة اللارجعة ومهما يفعل سيلاحق كمجرم حرب.

&

لندن