&لا يكفي صخب المنتديات ليكون الصخب مضاعفا في منتدى ضيوفه والمشاركين فيه من الصحفيين والإعلاميين ليعطي فكرة سريعة عن الوقت الذي يمر مسارعاً دون أن يعطي الفرصة كافية للجميع للتعبير عما يفكر فيه ويجول بخاطره حيال القضايا المهمة التي طرحت خلاله.

المنتدى الإعلامي العربي بدورته الجديدة حمل معه الهموم الخليجية من واقع ما يجري في اليمن والحرب هناك والمخاطر من التمدد الإيراني في الحضن الخليجي مع تصاعد تصريحات مسئولين إيرانيين كبار عن العواصم العربية الخاضعة لهم، بلغة فيها الكثير من الاستفزاز المرفوض بشكل عام.

التحدي اليمني يمكن أن يصف الحال في المنتدى ومن حضره من الإعلاميين والسياسيين الكبار كان لديهم توافق مهم أن الجميع هنا أتى ليقدم الإضافة وليس ليستمع لمواقف جاهزة بل ليحاول الجميع تقديم الرؤى لبلورة الحلول للقادم في المنطقة.

المؤكد أن دول الخليج وأولهم السعودية ليس بواردها السماح بتمدد إيراني في عمق مساحة أمنها القومي واليمن بوابة شبه الجزيرة العربية ستبقى بالنسبة للخليج ومصر خطاً أحمر لا يمكن المساس به رغم أن الفهم لواقع ديكتاتورية الجغرافية في العلاقة التاريخية مع إيران يبقى حاضراً لا يستثنيه أحد ولا يمكن تجاهله أيضا.

جلسات الحوار التي شابها بعض التوتر والتصلب في مداخلات عدد من المشاركين لم تعكر الأجواء بل ساهمت في تدافع فكري مهم ظهرت تجلياته بعدم الخوف من ملف النووي الإيراني مقابل استمرار القلق الدائم من النووي الإسرائيلي أو الوصول لمرحلة ما بعد القلق من تصاعد المناكفة الإيرانية في اليمن.

صورة الإسلام والمسلمين في العالم من القضايا التي طرحت بعمق في جلسات الحوار والتي حاولت الخروج من مفهوم نمطية الصورة في تعاطي الإعلام العربي مع هذه الصورة السلبية في العالم، وضرورة مراجعة فكرة الانطواء واعتبار ما يجري مؤامرة على الإسلام والمسلمين إلى التحرك لكسر الصور السلبية التي يقدمها المسلمون عن دينهم ضمن مفاهيم يغلب عليها الجهل والعنف والبعد عن واقع العالم الحديث.&

المنتدى خرج بالأفكار الجديدة المثيرة عبر ممشى إعلامي تعامل بذكاء وسرعة مع قضايا تهم الجميع على مستوى تطوير الحضور الشخصي في وسائل التواصل الاجتماعي وفي السعي للابتكار الإعلامي والرفع من مستوى الحضور في هذه الوسائل عبر أفكار مبتكرة قدمها مختصون من هذه المؤسسات في.

الحلم بغد افتراضي سيطر بمساحة كبيرة على أفكار المنظمين وأحلامهم وكأن الإمارات تسعى لتكون أول حكومة في العالم بإدارة تتفاعل مع مواطنيها وزوارها عبر عالم افتراضي سهل ويسير تختفي فيه الصورة التقليدية للإدارة وموظفيها وراء المكاتب وتتحول لعلاقة تفاعلية عبر شبكات الانترنت والبطاقات الذكية.

بين الأحلام المدفوعة بالأمل بغد أفضل وواقع قلق من انعكاسات التصادم الإقليمي من أحلام التمدد الإيراني لعاصمة عربية خامسة تسقط تحت هيمنتها ورفض خليجي وعربي لذلك، وواقع إماراتي تجسد دبي جزء من منظومة حركته السياسية والمالية والاجتماعية تكمن أهمية الرهان على سبل الخروج من الأزمة الحالية المسقطة على دول الخليج بأقل الخسائر الممكنة ودون تنازلات لا يمكن تقديمها لأحد، والأمل بنهاية سريعة للأزمة في اليمن بدأت تظهر بوادرها مع بداية انكسار الحوثيين وفهمهم ولو متأخراً أنهم سيواجهون وحدهم نتائج قناعتهم بأنهم يخوضون معركة باسم تحالف إقليمي وستقف معهم طهران في حربهم ولن تتخلى عنهم بهذه السهولة.

معركة اليمن بدأت تحزم أوراقها ونهايتها لن تتأخر والاستعراضات في خليج عدن لسفن المساعدات لن تخرج عن تعويم الصراع إعلاميا بعد حسمه عسكرياً في انتظار فتح باب الحل السياسي لإيجاد مخارج مقبولة للجميع تعيد ترتيب الأوضاع في اليمن حسب المتطلبات التي تفرض استمرار ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

دبي حققت قفزة جديدة في رؤيتها للمستقبل بهدوء وصمت رغم تواجد كل وسائل الإعلام العالمية في مدنها الإعلامية في رؤية لتحديات عملاقة في سباق متسارع بين الحلم والزمن.&