&

كتب الأستاذ "وليد عبد الرحمن" تحقيقا في جريدة "إيلاف" الإلكترونية يوم الأحد، 28 يونيو 2015م تحت عنوان "شيخ الأزهر يحمل على عاتقه مواجهة التشيع". سوف أسرد في هذه المقالة مقتطفات من التحقيق وأرد عليها:

1. "بدأت وزارة الأوقاف المصرية تحقيقات موسعة في إنتشار إقامة الطقوس الشيعية في مساجد بعدة مدن مصرية، بحسب مسؤول مصري رفيع في وزارة الأوقاف. وتحدثت مصادر مطلعة عن أن هذا الإنتشار المريب خلال الفترة الأخيرة بدأ يثير قلق شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مما دفع الإمام الأكبر إلى تخصيص حلقات برنامجه التلفزيوني الذي يقدمه بشكل سنوي خلال شهر رمضان للتحذير من الحملة المحمومة التي تستهدف إستمالة الشباب للمذهب الشيعي".

2. "يأتي هذا في وقت قال فيه مسؤول في وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد في البلاد، إن الوزارة تحقق الآن في وقائع ممارسة شيعة لطقوسهم في بعض المساجد بمدينة 6 أكتوبربالجيزة والمرج (شرق القاهرة) والإسكندرية والبحيرة، لافتا إلى أنه تم التنبيه على أئمة المساجد رسميا بمنع أي طقوس شيعية وعقد ندوات تثقيفية للشباب لتصحيح المغالطات وإيضاح الأهداف السياسية التي تقف خلف محاولات نشر المذهب الشيعي في مصر".

3. " وقال الدكتور الطيب في برنامجه الذي يذاع يوميا على الفضائية المصرية، إن العصمة عند أهل السنة مقصورة على الأنبياء فقط ولا تتعداهم إلى أي فرد من الأفراد، أما عند الشيعة فالعصمة ليست مقصورة على الأنبياء، بل هي ثابتة أيضا عندهم للأمة الشيعة، كما أن أهل السنة يقولون بعصمة الأمة بمعنى أنها إذا إجتمعت على أمر أو حكم ما فإن هذا الأمر غير قابل للطعن فيه ويجب قبوله، ومن هنا عد الإجماع المصدر الثالث من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم والسنة النبوية. ويفخر المصريون بكون الأزهر الذي يعد أعرق مؤسسة سنية وسطية ويمتد تاريخه لما يزيد على الألف عام لا يزال يدرس المذاهب الشيعية في أروقته"

4. "وكان شيخ الأزهر أكد أن السنة والشيعة مسلمون ومؤمنون، قائلا: إننا أمة واحدة، وأبناء دين واحد، وفي زورق واحد، وهذه قضية لا يجب أن نقترب منها، لكن نحن الآن نتحدث عن قضايا مذهبية داخل الإسلام، فمن القضايا المذهبية الفارقة بين السنة والشيعة قضية عدالة الصحابة، فأهل السنة يعتقدون أن الصحابة عدول، والشيعة للأسف الشديد ينكرون هذه القضية ولا يعتقدون أن الصحابة كلهم عدول، وهم يفتحون باب النقد على صحابة النبي (ص) على مصراعيه، واحيانا هذا النقد يؤدي بالغلاة والمتطرفين منهم إلى الجرأة على تكفير صحابة الرسول (ص)، وهذه من المصائب الكبرى التي حلت بالمسلمين".

* سيدي الإمام الأكبر: كلنا نعلم أنه في عام 1959م إبان عهد المرحوم فضيلة "الشيخ محمود شلتوت" صدرت فتوى عن الأزهر الشريف بجواز التعبد بالمذهب الجعفري، وإجازة تدريسه على قدم المساواة مع المذاهب الإسلامية الأربعة، وبهذا القرار الحكيم والشجاع قدم فضيلته خدمة جليلة للإسلام والمسلمين تحسب له في ميزان حسناته عند الله جلت قدرته. وأتمنى على القائمين على

الحوزات الدينية الشيعية في كل من العراق وإيران أن يناقشوا فكرة تدريس المذاهب الإسلامية الأربعة السنية في حوزاتهم ويقروها. بل أدعوا إلى أكثر من ذلك أي أن تدرس مادة الأديان المقارنة لطلبة العلوم الشرعية.

* أما ما ذكرته سماحتك حول قول الشيعة بعصمة أئمتهم، وهم كما تعلم من أهل بيت النبي (ص) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فأقول: العلم عند الله، ولكن إن كانوا حقا معصومين فلن يضرهم من يقولون بعدم عصمتهم، وإن لم يكونوا معصومين فلن ينفعهم من يقولون بعصمتهم. ولا يجب أن يكون هذا سببا للخلاف والفرقة بين المسلمين.

* أما بخصوص عصمة الأمة التي يقول بها أهل السنة ولا يقرها الشيعة، فهذا - في إعتقادي الشخصي - خلاف فقهي في الفروع كباقي الخلافات الفقهية الفرعية الأخرى، وليس في الأصول أي لا يمس أركان الدين.

* أما موضوع عدالة الصحابة التي يعتقد بها أهل السنة وينكرها الشيعة. فأقول: العدالة المطلقة هي من صفات الذات الإلهية العلية، والأنبياء معصومين برحمة من الله جلت قدرته. أما بقية البشر والصحابة من ضمنهم، فالعدالة التي يتصفون بها هي عدالة نسبية. والخلفاء الأربعة (رضوان الله عليهم) وباقي خيرة الصحابة، فهؤلاء جميعا إجتهدوا في أحكامهم ومعاملاتهم كل حسب مستوى علمه وقدرته، فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد، وحسابهم على ربهم.

سيدي الإمام الأكبر: لماذ هذه الحملة المحمومة التي قررت أن تقودها شخصيا ضد شريحة من أبناء وطنك وإخوانك في الدين والإنسانية، قرروا بإرادتهم الحرة التي وهبها لهم خالقهم التعبد بمذهب من المذاهب الإسلامية المعترف بها من قبل الأزهر (المؤسسة الدينية الكبرى في العالم الإسلامي والتي هي تحت قيادتكم)، والعمل على منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية في بيوت الله، وإثارة مشاعر الكراهية والحقد والبغض ضدهم.

لا أعتقد أن سماحتك قد نسيت الأحداث المؤسفة التي حدثت في عام 2013م في عزبة أبو مسلم بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة (جنوب غربي القاهرة)، التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص من المصريين الشيعة، بينهم "الشيخ حسن شحاته"، بعد أن قام المئات من أهالي العزبة بضربهم وسحلهم حتى الموت خلال إحتفالهم بليلة النصف من شعبان. هذه الجريمة البشعة أرتكبت بسبب إشاعة ثقافة التكفير والتحريض وإثارة مشاعر الكراهية ضد الآخرين.

يقول جل جلاله وعلا شأنه وتقدست أسماءه الحسنى في كتابه المجيد: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ويقول: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". ويقول: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. ويقول: "إنما أنت مبشر لست عليهم بمسيطر".

سيدي الإمام الأكبر: إذا كان الله بجلاله وعظمته قد أعطى عباده حرية الإيمان أو الكفر به، فكيف أتتك الجرأة – سامحك الله – أن تحاول منع شريحة من عباده أن يعبدوه على مذهب أنت تقر بصحته، كما جاء في الفقرة رقم (4): "إننا أمة واحدة، وأبناء دين واحد، وفي زورق واحد، وهذه قضية يجب أن لا نقترب&منها". أليس هذا تناقضا بين الأقوال والأفعال"؟ سيدي: رفقا بالإسلام والمسلمين، ويكفي الإسلام ما يرتكبه الدواعش من جرائم ضد البشرية بإسمه.