&

تكاد تتفرد تظاهرات ساحة التحرير بمفارقة لايوجد لها مثيل في كل العالم فهي تظاهرة تمتد لساعتين لا اكثر كل يوم جمعة مع مفارقة أخرى ان هذه التظاهرة (متحجرة) في مكانها بعدها يتفرق الجمع. وهذه الحالة الغريبة أعطت أريحية للطبقة السياسية وصلت في الجمعتين الاخيرتين الى عدم المبالاة لا بالتظاهرات ولا بالمتطاهرين بل أن مجلس النواب العراقي ضرب مثالآ كبيرآ بالاستخفاف بمشاعر العراقيين وتطلعاتهم الانسانية والدستورية المشروعة أذ حدث خلال اليومين الاخيرين فقط مايلي :&

١- التصويت (بالاقتناع) على أجوبة وزير الكهرباء في البرلمان رغم بروز أدلة واضحة على فساد مالي خلال فترة تسلمه الوزارة.

٢- عدم أستدعاء ومحاسبة أي مسؤول او وزير مختص بملف الكهرباء من الحكومات السابقة.

٣- بنفس الاسبوع صدر قانون الاحزاب والذي فتح باب فساد مشرع قانونآ للأحزاب من خلال فقرة (توفير الدعم المالي للأحزاب من قبل الحكومة).

٤- تسجيل اكثر من 160 مسؤول في قوائم السفر لأغراض الحج وبعضهم للمرة العاشرة او الخامسة على التوالي وفي وقت تشهد البلاد حرب وجود مع داعش وتضحيات كبيرة ناهيك عن تظاهرات الشعب.

٥- وقد يكون هذا الموضوع نقطة الاستخفاف والاستهزاء الاكبر بالعراقيين من خلال تثبيت محور بجدول اعمال البرلمان قبل يومين ليتم التصريح بان (المساس بعضو البرلمان جريمة لاتغفر) وهنا المقصود المتظاهرين ومواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد الفساد والامتيازات المالية لعضو البرلمان.

كل قرارت الاستخفاف هذه جرت بشكل رسمي خلال اليومين الاخرين وتحت قبة البرلمان ومع ذلك ستخرج مظاهرات الجمعة القادمة وكأن شيء لم يحدث، مما يشير الى أفراغ التظاهرات من مضمونها وجوهرها الحقيقي من قبل بعض (القابضين) و من أصحاب نظرية الدفاع عن حقوق (العرگ والكحول) او من قبل بعض الاحزاب الاسلامية التي أخترقت هذه التظاهرات!

أن غالبية المتظاهرين مواطنون عراقيون خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة قبل أن تتم المتاجرة بامألهم بشكل علني ومسخ من قبل محللي قناة العراقية الرسمية والتكلم المعيب والمخجل العلني بلغة (الآرنب والغزال).

لذلك يجب القضاء على هذه الفجوة بين مايصدر من قرارات تحت قبة البرلمان ومجلس الوزراء وقصر الرئاسة من جهة وبين طلبات المتظاهرين.

والا فالآمور ستكون عبثا وضياع للوقت وأنفصام جمعي لنا جميعآ عما يدور حولنا من مصادر القرار. كما يجب تكسير تحجر ساحة التحرير وكسر قيد تظاهرات الساعتين الأسبوعية.

&

[email protected]