العلماء يقتربون من حل لغز جسيمquot;هيغز بوسونquot;

سيكون الإعلان عن حل لغز جسيم quot;هيغز بوسونquot; الذي يُعتقد أنه النواة الحقيقية التي تكتسب منها كل مواد الكون كتلتها بمثابة واحد من أكبر الاكتشافات العلمية خلال السنوات الستين الماضية.


بيروت: يقول العلماء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية إنهم يقتربون من حل لغز جسيم quot;هيغز بوسونquot; الغامض الذي يُعتقد أنه النواة الحقيقية التي تكتسب منها كل مواد الكون كتلتها، باستخدام الجهاز الضخم المصمم لتصادم الجزيئات والذي يطلق عليه quot;صادم الهادرون الكبيرquot;.

وعلى الرغم من أن العلماء لا يمكنهم القول يقيناً إنهم quot;اكتشفواquot; بوسون هيغز الأسطوري، إلا أنهم على قناعة بأن تجاربهم في مصادم الجسيمات الضخم بالقرب من جنيف يضيق نطاق البحث للإقتراب من فك لغز الجسيمات الضالعة في صنع الكون.

يقول فابيولا جيانوتي، فيزيائي يمثل واحداً من الفريقين المتنافسين بالبحث عن quot;جسيم الربquot; في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية: quot;نحن نعلم بأننا اقتربنا من الوصول إلى هدفنا، إنه شعور رائعquot;.
لكن رولف ديتر هوير، المدير العام للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن)، يقول: quot;ما زلنا بحاجة لعام آخر لجمع البيانات التي نحتاجها قبل البدء بالبحث عن إجابة محددة على السؤال الشكسبيري حول مجسم هيغز: أن تكون أو لا تكونquot;.

وقال العلماء، في تصريح في مدينة جنيف، إن تجربتين أجروهما تمخضتا عن مشاهدة جسيم هيغز بوسون بكتلته الحقيقية الثابتة، وهو أمر أثار ترحيبهم. لكنهم يقولون إنهم لا يملكون حتى الآن معلومات كافية للإعلان عن التوصل إلى اكتشاف علمي جديد.

سيكون إعلان العثور على جسيم هيغز بوسون بمثابة واحد من أكبر الاكتشافات العلمية خلال السنوات الستين الماضية، وسيتيح تفسير الكثير من الظواهر الغامضة المتعلقة بنشأة الكون.

ويعتقد العلماء ان وحدة البناء الرئيسة في مواد الكون لا تزال حتى الآن مجهولة وغائبة عن جدول المواد التقليدي، وهو الجدول الذي يشرح التفاعل المتبادل بين الجزيئات المادية والقوى المؤثرة فيها.
وأشارت تسريبات إلى أن جسيم هيغز بوسون قد سجل قراءة مرتفعة على لوحات القياس عند شحن الجهاز بمستوى طاقة بلغت 125 غيغا إلكترون فولت، وهي طاقة تعادل 130 مرة الطاقة المتولدة من البروتونات الموجودة في نوايات الذرات.

لكن دقة قياس الإحصاءات من التجربتين لا تزال منخفضة إلى درجة لا تسمح بالإعلان عن quot;اكتشافquot; علمي، ما يتطلب المزيد من التجارب المماثلة أو الأكثر تطوراً لرصد الجسيم الغامض بدرجة اكبر من الدقة.

على الرغم من ذلك، يبدو العلماء في جنيف أكثر ثقة في أنهم سينجحون في فك هذا اللغز بنهاية المطاف. جسيم quot;هيغزquot; هو الأكثر إثارة لفضول الفيزيائيين، لكن تسميته quot;جسيم الربquot; أو quot;جسيم اللهquot; تثير بلبلة دينية وقد تهدم معتقدات لا يرغب كثر في التعرض لها.

في هذا السياق، كتب براد هيرشفيلد أن quot;جسيم الربquot; ستكون له آثار صغيرة على الدين، قائلاً: quot;في الحقيقة، مصطلح quot;جسيم الربquot; أطلق من باب التسويق أكثر من باب العلم أو الدين. وقد صاغ الاسم يدرمان ليون، وهو فيزيائي حائز على جائزة نوبل، كعنوان لكتابه (جسيم الرب: إذا كان الكون هو الجواب، فما هو السؤال؟).

انه عنوان كبير، وسواء عزز مبيعات الكتاب أم لا، فإنه من الأسهل بكثير تسويق فكرة الله أكثر من جسيم بوسون هيغز. كم من الناس يعرفون ما هو؟ بالطبع يمكن أن يقال الشيء نفسه عن الله ، وهذا ما يجعل هذه القصة أكثر إثارة للاهتمام.

quot;جسيم اللهquot; لا يهدد الايمان، ولا يدعي بأنه يفعل ما يتصوره معظم الناس عندما يسمعون المصطلح، إنه ليس بديلاً عن الله. بعد العثور على جسيم الرب سيكون العلماء أول من يعترف بأن القصة لم تنته بعد، بل ستكون قطعة جديدة من المعلومات التي سوف تساعد على تفسير الكثير من الأمور وفتح الأبواب على أسئلة جديدة وأكثر تعقيداً.

ما يمكن أن يكون أكثر إثارة للاهتمام هو إذا اتخذ المؤمنون بالله نهجاً مماثلاً في معتقداتهم الخاصة، فإذا وجدوا أدلة على ما كانوا يعتقدون أنها دليل على معتقداتهم، وسيخوضون تجربة التأكيد والتحدي، ويصبحون أكثر تقديراً للحصول على أجوبة جديدة وأسئلة جديدة.

أيا كان ما نؤمن به، فإنه ينبغي أن يكون عظيما بما فيه الكفاية لدرجة أن اكتشاف مفاهيم جديدة ستؤدي إلى رهبة أكبر، حتى عندما نفهمه على نحو أفضل. لا علما ولا الله عظيمان لأنهما لا يزالان غامضين، بل لأنهما يستمران في إلهام الناس وفتح الآفاق الجديدة التي لا يمكن أن يقفلها أحد.

أدى البحث عن هيغز بوسون إلى ارتباك كبير، ما جعل الناقدة الكسندرا بيتري تكتب في مدونتها الالكترونية: كان هناك تحديث بشأن هيغز بوسون. إنها quot;جسيمات الربquot; التي قد تكون أو لا تكون موجودة. إذا تبين عدم وجودها، فإن الكثير من الناس الذين قضوا حياتهم بالصراخ حول العلم سيصابون بخيبة أمل كبيرة.

وقال ثيمس بوكوك أستاذ فيزياء الجسيمات في جامعة ليفربول البريطانية إنه quot;إذا بلغت المشاهدات الخاصة بهيغز بوسون درجة اليقين، فسيكون ذلك في واقع الأمر إيذانا بانجاز أحد أهم اكتشافات القرنquot;. أضاف: quot;بذلك يكون الفيزيائيون قد أماطوا اللثام عن حقيقة رئيسة بشأن مكونات الكون، وهي الحقيقة التي سيعم أثرها لنراه ونستشعره في كل يوم من حياتناquot;.

وقد أخفقت جميع المحاولات السابقة منذ عام 1980 في فك شيفرة جسيم بوسون الذي يعتقد أنه أسهم في تكون النجوم والكواكب والمجرات من مخلفات المواد المنشطرة من الانفجارات ومن ثم نشأة الحياة على كوكب الأرض وربما في عوالم أخرى مجهولة.

وهيغز بوسون جسيم افتراضي سمي تيمناً بعالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيغز الذي قال عام 1964 إنه يساعد على التحام المكونات الأولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها وذلك وفقاً لنظرية تعرف باسم النموذج المعياري لفيزياء الجسيمات.

وكان هيغز، الذي يبلغ من العمر الآن 82 عاماً، يراقب هذه التطورات العلمية على شبكة الانترنت برفقة زملائه في جامعة ادنبره حيث يعمل أستاذاً متفرغاً.

نطاق البحث يضيق وصولاً إلى هيغز بوسون
quot;جسيم اللهquot; والسؤال الشكسبيري: يكون أو لا يكون؟!

احتمال الإعلان عن اكتشاف quot;جسيم الربquot;

من أرشيف إيلافإقرأ أيضًا:
25 سبتمبر 2010

أخبارgt;gt; علماء: الستار قد يسدل على عصر الاكتشافات العلمية

16 سبتمبر 2008

رأيgt;gt; هل سيكتشف العلم الحديث سر الكون؟

10 سبتمبر 2008

أخبارgt;gt; علماء أوروبيون يشغلون أكبر نظام لتسريع الجزيئات

10 سبتمبر 2008

أخبارgt;gt; اهتمام عالمي منقطع النظير بتجربة الإنفجار الكوني العظيم