متى تصبح الفانتازيا الجنسية مشكلة؟

متى تصبح الفانتازيا الجنسية مشكلة؟ علامة إستفهام لابد أن تطرح، فالفانتازيا ليست وردية على طول الخط، وممارستها لا بد أن تكون قد طالتها بعض المحاذير والمشاكل، والجواب عن هذا السؤال يتلخص فى مشكلتين، الأولى حين تصبح الفانتازيا هى الوسيلة الوحيدة، والوحيدة فقط للإثارة الجنسية عند شخص معين، فهذا الشخص يصبح بذلك خارجاً عن خط الصحة الجنسية، والثانية حين تتحول هذه الفانتازيا إلى وسواس قهرى مما يعوق مسارات التفكير والسلوك.

فانتازيا بدون أم مع !!
معظم الناس ينظر إلى الفانتازيا الجنسية كشئ خاص جداً لا بد أن يكون كرصيد البنك والملابس الداخلية لا يحق لأحد أن يطلع عليهما، ولكن البعض يرفض هذه النظرة التى بدون شريك، ويعتقد أن الفانتازيا مع أو المشاركة فيها ما بين الطرفين تجعل الأمر أكثر حميمية وفهماً، ويتهم من يحصرون الفانتازيا فى مساحة ضيقة لا تخرج عن نطاق عظام جمجتهم فقط بأنهم أنانيون وغير ناضجين، ويضيعون على أنفسهم فرصة ممارسة ممتعة مشتركة تجعل الجنس أكثر رحابة وإتساعاً، وتجعله أيضاً يخرج من أسوار الممكن إلى آفاق المستحيل!.
أصحاب نظرية الفانتازيا مع يعلنون تمردهم وإتهامهم للذين يتبنون نظرية الفانتازيا الخاصة، بأنهم فاقدون للنضج، لأنهم إذا كانوا يرجعون السبب إلى مجرد الخجل من هذه الفانتازيا، فإن هذا الخجل "الشماعة" هو فى الواقع ومن وجهة نظرهم دليل آخر على عدم النضج، وهم يصفون العلاقة الحميمة بأنها العلاقة الخالية من القيود التى تعوق التواصل وتشله، ولذلك فالتواصل المفتوح علامة على النضج، والخوف من هذه الفانتازيا دليل عندهم على الخوف من هذا التواصل المفتوح وعائق أمام العلاقة الحميمة، ويعتبرونها أخيراً وسيلة من وسائل الفهم المشترك ما بين الطرفين.
بالطبع لا يصمت المعسكر الآخر أمام هذه الإتهامات الخطيرة بالطفولية وعدم النضج والتخلف، ويقول أصحابه ويعلنون بوضوح انهم لا يوافقون بداية على أن من يريد أن تكون له مشاعره وأفكاره الخاصة لا بد أن يتهم بعدم النضج، ويؤكدون على أنه من الممكن أن تؤدى هذه الفانتازيا المشتركة إلى سوء فهم بدلاً من ترسيخ فهم فتختلط الأمور: هل الذى يتخيله طرف هو ما يريده فعلاً فى الواقع من الطرف الآخر، وهل سيستطيع الطرف الآخر تلبية هذا الطلب أو هل سيقدر على أن يكون على مستوى هذا الخيال، ويتوه مضمون الرسالة ما بين الواقع والخيال والممكن والمستحيل، بدليل أن سيدات كثيرات يستمتعن بفانتازيا الإغتصاب أو بتخيل أن شخصاً ما يغتصبهن، وهذا فى الحقيقة لا يعنى على الإطلاق أنهن فى الواقع يردن أن يغتصبن.
فى معرض إعتراض هؤلاء على نظرية المشاركة فى الفانتازيا يطرحون عدة أسئلة على الفريق الأول مثل: هل تستطيع تحمل الشك الذى تثيره هذه المشاركة أو المعرفة المفتوحة من أن يفعلها الطرف الآخر بعيداً عنك (مثلاً فانتازيا الإغتصاب)؟! وسؤال آخر هل تستطيع تحديد متى يرغب الطرف الآخر فى هذه الفانتازيا أو تلك، والتأكد من أنه لم يعد يرغب فى نمط معين وهجره إلى نمط آخر!.
وأخيراً يؤكدون على أنه عاجلاً أو آجلاً سيقع أبطال فريق المشاركة فى إضطراب ناتج عن علامة إستفهام كارثة وهى هل هذه الفانتازيا تفسير لعدم إشباع أم أنها رغبة فى شخص آخر؟!!.
وما زال المعسكر الذى يرفع راية "بدون" مصراً على خوض المعركة للنهاية، وأيضاً على الجبهة الأخرى ما زال أتباع مدرسة "مع" يكيلون الإتهامات ولا يتوقفون عن السخرية والضحكات على سذاجة المعسكر الأول.
أما الحقيقة فهى تائهة بين دفاع هذا وهجوم ذاك.
[email protected]


"أقرأ ايضا"

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة السابعة

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة السادسة

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الخامسة

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الرابعة

التاريخ السرى للعادة السرية -الحلقة الثالثة

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الثانية

التاريخ السرى للعادة السرية - الحلقة الاولى