إيلاف من الرياض:أعلنت مصادر ضليعة لـ"إيلاف" أن القمة الإسلامية الطارئة التي ستحتضنها مكة المكرمة غرب السعودية، يوم الثلاثاء المقبل،ستقرُّ تغيير مسمّى "منظمة المؤتمر الإسلامي" إلى مسّمى مشابه، وهو "منظمة الدول الإسلاميّة"، دون إبداء أي إيضاحات تتعلّق بسبب تغيير المسمّى في القمة الطارئة المقبلة، بعد أن حملته لمدةٍ جاوزت العقود الأربعة منذ تأسيسها في أواخر الستينات من القرن الميلاد الفائت.وتحاول الحكومة السعودية رسم إستراتيجية جديدة تتركز على تقديم منظور يجسّد الإسلام الحضاريّ،ويرتكز على دعامتين لا ثالث لهما:محاربة الإرهاب الذي تقترفه جماعات مسلحة تدعي تمسكها بالتقاليد الإسلاميّة،وتنظيم العمل الخيري عبر ضوابط قانونيّة تستهدف كبح أوردة التمويل المالي التي تصل بطريقة لا مباشرة إلى جماعات متطرفة تقوم بالإستفادة منها في تمويل عملياتها المسلحة.

ومازالت المحاولات تجري داخل أروقة صنّاع القرار لمنع دول غير إسلاميّة من دخول المنظمة،على رغم من أنها تحوي عشرات الملايين من المسلمين كالهند،التي تواجه رغبتها في دخول المنظمة الإسلامية ذات التكتّل الضخم،عثرة الخلاف مع العضو الأبرز داخل المنظمة الباكستان على قضية كشمير،وهو ما أعاقها من دخول المنظمة حتى وإن كان ذلك عبر صيغة مراقب.

وكذلك منع دخول دول أخرى إلى المنظمة لا تملك صبغة دينية وإن كانت تحوي عدداً كبيراً من المسلمين مثل روسيا،التي تواجهها عقبة الشيشان ذات الأغلبية المسلمة،وإن كان تمكّن رئيسها فلاديمير بوتين من المشاركة في أعمال القمة الإسلامية السابقة التي احتضنتها ماليزيا،عبر مسمّى مراقب،فيما يمكن اعتباره انضمامٌ جزئي للمنظمة.

وتأكدت إيلاف من مصادرها الخاصّة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيكون مترئساً لوفد بلاده إلى القمة الطارئة،في حين يتغيّب الرئيس التركي ورئيس وزراءه عن القمّة،وهي البلد التي ينتمي إليها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين اوغلو الذي انتخب مؤخراً لتولي منصبه الحالي.

وكان وزير الخارجيّة السعودي الأمير سعود الفيصل قد اجتمع اليوم في مقرّ الوزارة بالعاصمة الرياض، مع رؤساء تحرير الصحف السعودية ،ونخبة من الكتّاب السعوديين لشرح الإستراتيجية السعودية الجديدة التي ستكون على طاولة القمّة المقبلة،إضافة إلى العديد من الملفات المختلفة التي تطرق إليها الأمير الفيصل أثناء اجتماعه اليوم.

ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها سبعاً وخمسين دولة منظمة دولية تحشد مواردها وتوحد جهودها وتتحدث بصوت واحد للدفاع عن مصالحها وتأمين رقي ورفاهية شعوبها وكل المسلمين في العالم كما يقول بيانها الرسمي.

تأسست المنظمة في الرباط بالمملكة المغربية في 25 سبتمبر 1969م ، خلال المؤتمر الأول لقادة العالم الإسلامي الذي عقد في العاصمة المغربية على إثر الحريق الذي تعرض له المسجد الأقصى في الحادي والعشرين من أغسطس 1969م على يد عناصر صهيونية في مدينة القدس المحتلة طبقاُ لما أورده موقع القمة المختص.

وقد تضمن ميثاق المنظمة عهدا بالسعي بكل الوسائل السياسية والعسكرية لتحرير القدس الشريف من الاحتلال الصهيوني . وبعد ستة أشهر من هذا الحدث التاريخي ، عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية المؤتمر الأول لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي قرر إنشاء الأمانة العامة للمنظمة ، كي تقوم بمهمة التنسيق بين الدول الأعضاء . وعين أمينا عاما لها وحدد مقرها مؤقتا في مدينة جدة إلى أن تحرر مدينة القدس مقر المنظمة الدائم .

وفي فبراير 1972م أقرت الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي الذي جعل في طليعة أهدافه تعزيز التضامن بين الدول الإسلامية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية .