براءة الكاتب القمني من أفكاره خشية الإرهاب
سجال واسع بين الليبراليين والأصوليين

إقرأ أيضًا

براءة سيد القمني: مع وضد

الحرة تناقش قضية القمني في حلقة خاصة

سيد القمني : فأين ذهب الإرهاب؟!

د. سيد القمني : كراهية حتى الموت

د. سيد القمني : مقاومة المقاومة

د. سيد القمني :البنوك الربوية هل هي ربوية؟

سيد القمني : عروبة مصر عبودية لاحتلال طال أمده أكثر مما ينبغى

يلاف من بيروت: بين مؤيد ورافض.. بين من رأى في الخطوة شجاعة فيما فسرها آخرون بأنها جبن وتخاذل، تنهال الردود على خطوة الكاتب المصري سيد القمني الذي أعلن براءته من أفكاره وكلماته التي خطها يوما خوفا على حياته... وفيما يتناظر المتناظرون حول الموت من أجل المبدأ والنظرية ريثما يتم التطبيق، يستيقظ القمني صباح يوم جديد وقلبه يدق معلنا استمرار حياته يوما جديدا والأعمار بيد الله طبعا.

وفجرت خطوة القمني سجالا واسعا في أوساط الكتّاب وأصحاب الرأي، وتحديدا مناصري التيار الليبرالي بين رافض ومتفهم وبين مناصري التيار الاسلامي الذين باركوا وأيدوا.

"سيّد القمني: لقد كنت مثالاً للمفكر الجبان، وتركت لدى الإرهابيين الأصوليين المجرمين انطباعاً كاذباً، بأنهم انتصروا على الليبراليين، ولو شددوا علينا التهديد فمن الممكن أن نتخلّى عن أفكارنا وآرائنا كما تخلّيت أنت جبناً وضعفاً وحباً في الحياة. وهذا من حقك الشخصي ومن حق عائلتك وأطفالك عليك. ولكنك بهذا نصرت الإرهاب الأصولي على الفكر العقلاني الشجاع.. انتصرت الغوغاء على الفكر العربي الحر"، بهذه السطور رد الكاتب شاكر النابلسي الذي جوبه بردود فعل تدعو إلى تفهم موقف القمني محملين النظام المصري مسؤولية الحفاظ على حياة الكاتب، خصوصا وانها ليست المرة الاولى التي يتعرض بها كاتب ومفكر الى تهديد وينفذ حكم الاعدام فيه.

وإذ ذاك، كانت هناك آراء مؤيدة لموقف النابلسي وهي استغربت واستهجنت قرار القمني تحت عنوان "ما قيمة الحياة ان لم تودعها بحرية وعشق رغم انف خفافيش الظلام، اي انكسار هذا ايها الشامخ".

انهزام الاصولية الاسلاموية

وفيما رأى البعض ان "اعتزال القمني للكتابة واعلان توبته هو اسعد خبر للاصوليين الاسلامويين "، فإنهم أشاروا من جهة أخرى إلى أن هذه الحادثة تجسد انهزام الاصولية الاسلامية، "لانها لو كانت تملك فكرا متماسكا وقادرا على الاقناع والبقاء، لما التجات الى الاساليب الارهابية الخسيسة للجم الفكر الاخر".

وكان القمني أكد أن سبب اعلان "توبته" هو تهديد بتصفيته تلقاه عبر البريد الالكتروني من قبل جماعة تطلق على نفسها اسم "جماعة الجهاد.

وزخر قسم الردود صفحة كتاب "ايلاف" وهو احد الوسائل التفاعلية التي تعتمدها ايلاف للتواصل مع قرائها وفسح المجال امام التعبير عن كل الآراء بعيدا عن اي قيد، يجد المتابع تباينا وتضاربا في المواقف،

بين الجبن والواقعية
فقد برر أحد المعلقين براءة المقني من افكاره قائلا : "لقد فعل القمني فعلته لانة بيد سيموت ذبحا وسيستمر التطرف لان الظروف العالمية تساعد عليه، وأضاف " وله الحق في ان يخاف وليس في الخوف عيب لاننا بشر ولقد انتهي زمن الأنبياء".

ووافقه متابع آخر قال "من حق سيد القمني ان يبادر بالتوبة لاجل نفسه ولاولاده هو حر في اعلان توبة او غيرها فهناك الاف من الذين خافوا ولكل انسان طاقتة ولا لوم عليه فمن على البر عوام كما ان الارهاب سينتصر شئنا ام ابينا وهذة هي الحقيقة المرة وعلينا ابتلاعها وعلي الغرب الاستعداد لدفع الجزية من الان".

ومن المواقف المؤيدة والمباركة الآتي "لقد احسن القمني عندما تراجع عن افكاره وتاب عن الهذيان الفكري والشغب الثقافي الذي كان يمارسه تحت يافطة حرية الرأي ، لم نر القمني مرة واحدة في موقف رجولة اوبطولة او نجدة اومرؤة او كلمة حق في مواجهة النظام في بلده الذي يقمع الجميع بل تفرغ لاثارة الشبهات التي اطلقها الحاخامات والقساوسة المتعصبين ضد الاسلام ، وما كان يفعله ليس اقل اغتراف من هذا المستنقع العفن ورميه في وجه مجتمعه المسلم ، ابارك له وأسأل الله له الثبات والمغفرة" .

أما الخط الرابع فرأى" أن بيانه الراضخ لتهديدات الإرهابيين، لن يلغي دور أفكاره ، فسوف تظل حافزا رغم تراجعه البياني عنها، لأن الإرهابيين أنفسهم يعرفون أنه تراجع لحفظ حياته وحياة أسرته، وعندما يتوفر الظرف النقيض لن يتأخر القمني في إعلان إستمرار قناعته بهذه الأفكار، دون أن يسجل عليه ضمن هكذا ظروف أنه متقلب أو إنتهازي...إن إنتهازه لفرصة جديدة من الحياة حق له ولعائلته، وحتما سيكون فرصة قادمة لدعم أفكاره هذه التي أوصلت الإرهابيين إلى حد الجنون، بدليل تهديداتهم هذه التي تستغل الدين وصولا لأوهامهم الخاصة في تكفير من يريدون، وسط سكوت الغالبية العظمى من شيوخ الدين وفقهائه، وهم على المحك في هذه القضية، فطالما أن أحدا منهم لم يكفّر القمني سابقا على هذه الأفكار، فلماذا يسكتون الآن على من يكفره ويهدده في حياته".

بعض الردود

في حصيلة بعض الآراء من جانب متابعي (إيلاف) جاءت الآتية، على سبيل المثال لا الحصر: "لا نريده ان يصبح محمد عمارة او هويدي آخر" وفي تعليق آخر "أذا كان الكلام من فضة فسكوتك سيكون من ذهب"، و "سيّد القمني: نعم المفكر الذكي أنت !".

وقال رد من متابع "بسم الله الرحمن الرحيم يبدو أن السيد القمني ـ حين اتخذ قراره التاريخي بالصمت ـ كان أذكى بكثير مما اعتبره البعض ـ من أمثال السيد النابلسي ـ جبناً... فالواضح أن الأفكار التي روج لها ودافع عنها السيد القمني ـ وغيره من الكتّاب (النابهين )ـ لا تستحق أن يموت المرء في سبيلها ...سيد القمني كان الله إلى جانبك وتحياتي الحارة".

وتحت عنوان (رفقا بالقمني) علق أحد قراء إيلاف "الاستاذ النابلسي افهم تاثير خبر خضوع المفكر سيد القمني لتهديدات الارهاب الفكري عليك كما كان صدمه وخيبه امل على جميع اليبراليين وفعلا كما قلت باستسلام القمني سيشعر ارهابي الفكر بالانتصار والاستمرار باستخدام نفس الاسلوب لتاكدهم من فعاليته لكن كان بودي ان تكون لهجتك في كلامك الموجه لسيد القمني لهجه عتاب ومواساه وتشجيع للقمني وحثه على العدول عن قراره والعوده لمواجهة الظلام بنور فكره بدل ان تكون لهجه هجوم وحكم قاسي بانه جبان سيد القمني ليس بجبان بل هو انسان في وسط غابه تحكمها الوحوش . احدى قراء القمني".

وعلق متابع "لا احد اليوم آسف ومحزون على اهتداء سيد محمود القمني الى الحق الا المتعصبين دينيا وفكريا من مسيحيين وملاحدة وعلمانيين ولبراليين وخدام الصهاينة والصفويين والامريكيين ، ان التراجع عن الخطأ شجاعة وإن الاعتراف به فضيلة .الى السيد القمني، فلا لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز افضل منزل".

اتصال بـ (إيلاف)

يشار إلى أن الباحث والكاتب المصري الشهير الدكتور سيد القمني فجر قنبلة عبر مكالمة هاتفية تلقتها (إيلاف) منه شخصياً، قال فيها إنه قرر التوقف عن الكتابة والحديث لوسائل الإعلام والنشر في الصحف، و المشاركة في الندوات، ليس هذا فحسب، بل و أعلن "براءته" من كل ما سبق له نشره من كتب ومقالات وبحوث، قائلاً إنه تلقى تهديدات جدية بقتله إذا لم يقدم على هذه الخطوة، و لأنه " ليس راغباً في الموت على هذه الطريقة"، فقد قرر الامتثال للتهديدات التي تلقاها عبر عدة رسائل في بريده الإليكتروني.وسيد القمني كاتب وباحث ذائع الصيت في مجال الإنسانيات عموماً، وله اهتمام خاص بالتاريخ والتراث والأديان والإسلاميات، و هو من مواليد العام 1947 في مدينة الواسطى من أعمال محافظة "بني سويف" في مصر الوسطى، وحاصل على إجازته الجامعية في الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم درجة الدكتوراه، وله العشرات من الكتب والمؤلفات التي أثارت جدلاً واسعاً في مصر، منها "موسى وآخر أيام تل العمارنة"، ( 3أجزاء)، " الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية"، و"النبي إبراهيم والتاريخ المجهول"، و"رب الزمان"، و"حروب دولة الرسول"، وآخر كتبه المنشورة هو "شكراً بن لادن"، كما ينشر مقالاً أسبوعياً بمجلة "روز اليوسف"

وتلقى سيد القمني تهديدات كثيرة، فيما مضى، وكانت آخرها حسب ما أبلغ إيلاف قبل أيام حيث تلقى عدة رسائل عبر بريده الإليكتروني، كانت أكثرها صرامة ووضوحاً، تلك التي أعاد إرسالها إلينا للاطلاع عليها كوثيقة توضح مبررات انسحابه من مضمار الفكر والكتابة، وهذه الرسالة معنونة بكلمتين فقط هما "رسالة تحذيرية"، وتقول كلماتها بالحرف الواحد :

"الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، اعلم ايها الشقي الكفور المدعو سيد محمود القمني، أن خمسة من اخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى ان يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا ان يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبي الأعظم صلوات ربي وتسليماته عليه، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه" .

"أيها الدعي الأحمق ، نحن لا نمزح .. صدق ذلك او لا تصدقه، ولكننا لن نكرر تهديدنا مرة أخرى، لن ينفعك إبلاغ المباحث بامر هذا التهديد، فلن يفلحوا في حمايتك إلا بصورة وقتية وبعدها سيتركوك فريسة لليوث الاسلام، هذا ان حموك اصلاً .ولن تنفعك أي حراسة خاصة أو اجراءات أمن، فالحارس لن يمسك الرصاصة التي تنطلق من سيارة مسرعة او سطح منزل مجاور، واجراءات الامان لن توقف انفجار القنبلة في سيارتك ... أو أي وسيلة اغتيال أخرى .. فاعتبر بمن سبقوك ممن ارسلناهم إلى القبورمع انهم كانوا اصعب منك منالاً، والسعيد من وعظ بغيره".