كنت صديقًا لصدام حسين في المعتقل... الكتاب والصورة (6/6)
صدام رفض عرض السعودية باللجوء وبكى لدى وداعي!

الحلقات السابقة:
دخلت إلى الكويت فقط... لأعاقب أميرها

كيف كان يتواصل مع شعبه وهو في الحكم؟

حلبجة... عدي وقصي... النساء.. وأشياء أخرى كما يراها صدام!

زبيبة العراق... والملك أميركا... والتاريخ هو المفتاح!

ليلة الوصول إلى بغداد وقصة الرئيس المهووس بالنظافة

زيد بنيامين من دبي: كان صدام حسين يعتقد بقوة أن وجود المسؤولين والعلماء في العراق كاف ليعود العراق إلى مصاف الدول النووية، من دون الحاجة إلى الوئاثق او حتى الاسلحة التي تخلص منها على يد لجان التفتيش، وبالتالي كان هدفه الأساسي هو رفع الحصار على العراق لكي يعود الأخير إلى خططه وبرامجه العسكرية ايضًا. يقول بيرو quot;كان هدفه هو رفع الحصار المفروض على العراق.. وكان الرئيس يعتقد أن الحصار كان سيرفع بشكل مبكر لولا هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وعلى الرغم من تغير الولايات المتحدة وسياستها بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) أن صدام حسين كان يسير على الطريق الصحيح من أجل تحقيق هدفه... كانت خطته في التخلص من مبررات الحصار قد نجحت، لكنه إعترف لي أنه أخطأ في أن هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر قد يكون لها تأثيرات في تطويل فترة الحصار على العراق، كما أخطأ في الحكم على الرئيس بوش الإبنquot;.. قبل أشهر من بدء الغزو سمح الرئيس العراقي السابق صدام حسين لفرق التفتيش في الدخول إلى جميع المواقع العراقية كتكتيك لتأخير أي هجوم أميركي، على الرغم من بقاء 8 مواقع رئاسية خارج سلطة التفتيش بموجب الإتفاق مع الأمم المتحدة وذلك اعتبارًا من أيلول/سبتمبر 2002.

حينما علم جورج تينت المدير التنفيذي للمخابرات المركزية الأميركية أن صدام حسين يختبئ في ملجأ في احدى مزارع منطقة الدورة غرب بغداد، فإن بوش اعطى التصريح بضرب العراق والملجأ بالتحديد في الساعة 9:33 من صبيحة 19 آذار/مارس 2003 حيث استهدفت قنابل جوية زنة طن واحد الملجأ، كما أطلقت السفن الاميركية في الخليج 30 صاروخ توماهوك إلى الموقع وبعد 54 دقيقة من ذلك الحدث وجه الرئيس بوش خطابًا الى الشعب الاميركي يعلمهم ببدء عملية (تحرير العراق)...

صدام كشف لبيرو نه كان متواجدًا بالفعل في ذلك الملجأ، ولكنه غادر الملجأ قبل وقت قصير من استهدافه، وهذا الشي حدث ايضًا خلال تلك الحرب ايضًا، حينما قصفت القوات الاميركية منطقة المنصور السكنية في بغداد وبالتحديد بالقرب من مطعم الساعة الشهير في منطقة 14 رمضان...

يقول بيرو إنه حينما سأل الرئيس المخلوع أن كان يريد أن يعلن لأميركا انه بالفعل لا يمتلكأي اسلحة دمار الشامل، فإن الأخير لم يجب على السؤالquot;، ولكنني اقول انه ما كان سيقوم بذلك، لأن هذا كان سيضعفه، كانت لديه الفرصة للمغادرة والعيش في المملكة العربية السعودية معززًا مكرمًا، وأن يكون غنيًا هناك، حيث منحه السعوديون الخيار للانتقال الى هناك، ولكن ماذا كان سيترك للعراقيين فيما بعد من ارث حضاري يفتخرون به... وان قال انه سيلجأ الى هناك أو أنه ليس بالقوة التي تظاهر انه عليها فاين سيكون موقعه من تاريخ العراق...quot; صدام حسين لم يبدِ ندمًا على هذا الخيار، يقول بيرو quot;بعض قراراته نجحت.. وبعضها الاخر فشل، اما القرارات التي فشلت ، فإنه حاول ان يصدر قرارات اخرى لتصحيح الامرquot;.

بعد كل لقاء كان على بيرو وزميله في الاستجواب ارسال تقارير الى الاف بي اي وصل عددها خلال تلك المرحلة الى 320 تقرير وكانت الايام تمر وبدأت الحكومة العراقية المعنية الانتقالية تستلم الامور في حزيران (يونيو) 2004، حيث تولت الوصاية القانونية على صدام حسين، فان بيرو اخبر الديكتاتور العراقي انه سيرحل، كان صدام ينادي بيرو بانه طبيب الجهاز الامني، كان على بيرو ان يهيئ صدام حسين لاول ظهور علني له امام المحكمة التي عينت للقصاص منه كما قام عدد اخر من اعضاء الاف بي اي بحلاقة شعره... يقول بيرو متذكرًا quot;لم نفعل ذلك من اجله... بل من اجلنا، كنا نريد ان نري العالم كيف عاملنا صدام حسين بشكل جيد ليس بسبب ما كان عليه في يوم ما بل بسبب هويتنا نحنquot;. في الاول من تموز(يوليو) 2004 قاد بيرو صدام الى محكمة اقامها الاول بنفسه لتهيئة الرئيس العراقي .

ومع توالي الايام، كان الوقت قد حان لوداع الرئيس العراقي... بعد ان امضى مع صديقه لمدة ثمانية اشهر، منها سبعة اشهر استغرقتها الاستجوابات... وتحضيرًا للوداع اشترى بيرو للرئيس العراقي قطعتين من السيجار مقابل 6 دولارات quot; كنا نجلس في الخارج، حيث قمنا بتدخين السيجار الكوبي معاً، وتحدثنا ، لقد ودعنا بعضنا على الطريقة العربية، قمنا بهز الايادي وقبلنا بعضنا على الخد الايمن ثم الايسر، ثم الايمن مرة اخرىquot;.. وهذا ما جعل بيرو غير مرتاح.. بدأ صدام يرتجف وملئت عينيه الدموع.. quot; حينما قلت له وداعًا... بدأ دموع عينيه تنهمرquot;.

حينما كان بيرو يشاهد فيديو الاعدام تذكر ان صدام قال له انه لم ينتحر باطلاق الرصاص على راسه حينما القي القبض عليه، على الرغم من امتلاكه للمسدس quot; لم يكن يريد لحفرة العنكبوت تلك ان تكون فصله الاخير في كتابه.. لقد شاهد ما حدث لأولاده... اللذين قتلا في معركة مع القوات الاميركية، قال لي انه يعلم انه سيعدم.. على الرغم من كل ما سيكون هناك من اقوال او دفاع قد يظهر لصالحه.. خصوصًا حينما علم ان المحكمة ستكون عراقية.. لم يكن الاعدام يهمه.. كان في السابعة والستين وقد عاش حسب رأيه اكثر مما يستحق في هذه الحياة من رجل عربي عاش ظروفه... كان الاعدام يخدم غرضه... حيث سيؤكد على ارثه وعلى مكانته في تاريخ العراقَ!quot;

يقول بيرو quot;اعتقد ان صدام كان يستعد لهذا اليوم منذ زمن طويل لذلك تراه مستعد في الفيديو الخاص باعدامه.. انه يظهر فخورًا بنفسه.. وشجاعًا... لقد رفض ارتداء القناع.. ولم يبدِ اي خوف.. لم يحتاج الى اي مساعدة وهو يسير نحو مصيره المحتوم,.. اسهمه في العالم العربي عادت الى الارتفاع كما كانت عليه قبل سقوطه.. وهذا ما اراده هوquot; ورغم ذلك يقول بيرو quot; اعتقد ان نهايته كانت عادلة للجميع .. لقد كان الرجل ساحرًا، كانت لديه شخصية فريدة.. كان مؤدبًا ومهذبًا، كان لديه حس الدعابة، وكان كل من يلتقيه يعجب بهquot;..

حينما علمت والدة بيرو ان الكعك الذي ارسلته لابنها في 28 نيسان/ابريل كانت له مناسبة هو عيد ميلاد الرئيس العراقي ضربت ابنها بيرو ضربة خفيفة على راسه ربما لانها تعترف كما ابنها ان الولايات المتحدة قد احتضنتهم ومنحتهم الفرصة للوصول الى ما وصلوا اليه بعد ان كانوا لا يفقهون من الانجليزية كلمة واحدة!..