هكذا قال سيد القمني للارهابيين الذين هددوه بالقتل.
أنا ماليش دعوة يا اخوانا!
وطز في كل ما قلته.
لقد كان هُراء في هُراء، وكذباً في كذب، وافتراءً في افتراء.
وأنا اليوم التائب والأوّاب اليكم أيها الحكماء والعلماء.
وأنا بريء ومتبريء من كل ما قلته، لكن احفظوا دمي والنبي لو سمحتم!
لا أدري كيف دافع المدافعون ومعظمهم من المصريين (على سُنة انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً) عن صكِّ الهوان والذل والاستسلام الذي وقعه بالخط العريض للارهابيين المجرمين المفكر (الفشنك) سيد القمني؟
ماذا لو استسلمت الحكومة العراقية للارهابيين واستقالت، واحضرت صدام حسين من سجنه واعادته إلى الحكم؟
ماذا لو رضخت الحكومة الكويتية لمطالبات السلفيين الأصوليين في الكويت بطرد أحمد البغدادي من جامعة الكويت وحرمانه من الكتابة والخطابة والحديث في الفضائيات؟
ماذا لو استجاب عثمان العمير ناشر "إيلاف" لتهديدات الأصوليين وأغلق إيلاف وقال كما قال القمني: الشباك الي يجيك منه الريح سده واستريح؟
ماذا لو خاف وفزع شاكر النابلسي من دعوة الشيخ ابراهيم الخولي بتكفيره على الهواء مباشرة من قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس وأعلن توبته عن افكاره وتقدميته وليبراليته؟
ماذا لو استجاب العفيف الأخضر لتهديد راشد الغنوشي وغيره من الأصوليين السفاحين وكسر قلمه وأعلن تخليه عن أفكاره التي ضربنا لها مليون سلام؟
سيد القمني اصبح مثالاً حياً للأصوليين الارهابيين يستعملونه كسلاح بتار في وجه الليبراليين في المستقبل لكي يقولوا لليبراليين : أنظروا كم أنتم جبناء من قش يا دعاة الليبرالية.
يا ليتك مت يا سيد لكان بموتك حياة لنا.
ولكن حياتك الآن هي موت لنا وذل لنا .
كنت انتظر ان تقول لنا في يوم ما:
أنا ما ليش دعوة، سواء هددك الأصوليون أم لم يهددوك. لقد أحسست في السابق وأنا اقرأ لك بأنك غير واثق مما تقول. وأنا لديك عقدة. ولقد كشف لنا شاكر النابلسي في مقاله عقدة الذنب الدينية التي يعاني منها الفكر المصري في القرن العشرين وجاء لنا بالأمثلة الدالة الدامغة.
هنيئاً لك في حياتك بريئاً من كل ما قلته وما كتبته.
ولا عزاء للأحياء الأموات.

[email protected]