بين ظهراني سكّانها وزراء أكثر من 55 دولة إسلاميّة
جدة مدينة لايمكن الوصول إليها مؤقتاً


مدينة جدة عروس البحر الأحمر وفي الإطار العاهل السعودي

إقرأ ايضا

افتتاح اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي

العاهل السعودي يأمل أن تعيد قمة مكة الثقة بالنفس

خلال منتدى الرياض الاقتصادي:
رجال الأعمال يطالبون بتطبيق نظام الإقامة الدائمة وإلغاء الكفالة

قمّة مكة تغير مسمّى منظمة المؤتمر الإسلامي

سلطان القحطاني من جدة:دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في افتتاح اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي اليوم في جدة الى مواجهة ما يتعرض له الاسلام "من هجمة شرسة من اعدائه وحتى بعض ابنائه من اصحاب الفكر المنحرف".

مدينة جدة السعودية المطلة على ساحل البحر الأحمر تبدو هذه الأيام وكأنها المدينة التي لا يمكن الوصول إليها مؤقتاً، بعد أن امتلأت جنباتها بطوفان هائل من رجال الأمن السعوديين لحماية وتنظيم سير أكثر من 55 وزير خارجية من دول إسلامية، يتوافدون للمشاركة في الجلسات التحضيرية الثلاث التي تُعقد يوم غدٍ للإعداد للقمة الإسلامية الطارئة. وتبدأ القمة الطارئة، وهي الثالثة من نوعها في تاريخ القمم الطارئة، أعمالها يوم غد الأربعاء في مدينة مكة المكرمة، مهد الإسلام، حيث يُحظر على الذين لا ينتمون إلى الديانة الإسلامية دخولها، وهذا يعني أن رؤساء وفود الدول الإسلاميّة والمنظمات الدولية اللا مسلمين سيكون لزاماً عليهم متابعة أعمال القمة من خلال دائرة تلفزيونية تنقل القمة نقلاً حياً من داخل مدينة جدة.

وفرضت قوى الأمن السعودية طوقاً أمنياً محكماً حول قصر المؤتمرات الذي يقع على غير مبعدة عن ساحل البحر الأحمر، وذلك لتأمين وصول المواكب الرسميّة، في حين اضطر وفدٌ وزاريٌ جزائري إلى الانتظار أكثر من نصف ساعة إلى حين السماح له بالدخول إلى محيط القصر، بعد شد وجذب استغرقا وقتاً طويلاً.

ويبدو البحر الأحمر وكأنه سجين، إذ منعت نقاط التفتيش الأمنية المتواترة عاشقي البحر من الذهاب إليه خلال أوقات الذروة، وقلما تخلو نقطة تفتيش من المحتجين على هذا المنع الأمني الذي حرمهم من نمط حياتهم الاعتيادي، على الرغم من أن أغلبهم لا يبدون آبهين بالمؤتمر وأعماله، بل لم يخطر على بالهم أصلاً أن يضعوه على لائحة اهتماماتهم.

وفي سياق الخطة الأمنيّة التي اعتمدتها السلطات السعودية لعزل مكان التحضيرات الوزارية للقمة عن المحيط الاعتيادي أغلقت كل الشوارع المؤدية إلى قصر المؤتمرات،مكتفية بتسيير شارع واحد يتكفل بنقل الوفود الرسميّة الضخمة لرؤساء الدول الإسلامية،والذين يبلغ عددهم أكثر من 55 زعيماً يجتمعون تحت سقف واحد، وفي وقت واحد، ما يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتق رجال الأمن السعوديين.

ومدينة جدة على البحر الأحمر هي مقر منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست عام 1969 اثر حريق المسجد الأقصى في القدس الذي أشعله متطرف إسرائيلي بعد سنتين من احتلال الدولة العبرية للجزء الشرقي من المدينة "بانتظار تحرير بيت المقدس الذي سيصبح مقرها الدائم"، حسب الاتفاقية التي أنشئت بموجبها المنظمة.

وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أمل اليوم الاثنين في أن تؤدي القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تعقد الأربعاء والخميس في مكة، إلى "إعادة الثقة بالنفس إلى الأمة الإسلامية".

ونقلت وكالة الإنباء السعودية عن الملك عبد الله قوله خلال جلسة مجلس الوزراء أن "أملا كبيرا يحدونا جميعا (...) أن تصل القمة إلى ما يعزز وحدة الصف وان تعيد الثقة بالنفس إلى الأمة الإسلامية لتمارس دورها التنويري والمؤثر في عالم اليوم".

وسيرعى الملك السعودي بعد غد الأربعاء بحضور عدد من زعماء الدول الإسلامية "حفل وضع حجر الأساس وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لمقر منظمة المؤتمر الإسلامي الدائم الجديد في جدة" الذي تكفلت السعودية ببنائه على نفقتها.