اصرار لبناني على انجاح باريس 3

لبنان: 77 عالميا و8 إقليميا بالحرية الاقتصادية

متظاهرون يقتحمون القنصلية اللبنانية في باريس

نصر الله أفتى بالخروج من الشوارع

اندريه مهاوج من باريس: فاقت قيمة التقديمات المالية التي حصل عليها لبنان من مؤتمر باريس ثلاثة على شكل قروض ميسرة ومساعدات عينية ومنح ما كان يتوقعه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بالذات الذي كان تمنى ان يحصد لبنان خلال هذه المؤتمر خمسة مليارات دولار في حين قاربت المبالغ التي اعلن عنها في ختام المؤتمر اليوم ثمانية مليارات دولار.

وبين سلسلة مؤتمرات دعم لبنان يشكل باريس ثلاثة المحطة الاهم من حيث عدد الدول والمنظمات الدولية والهيئات الاقتصادية ومن حيث مستوى التمثيل. واللافت ان المؤتمر وضع على خط مواز المسارين الاقتصادي والسياسي لانجاح مسيرة النهوض بلبنان واخراجه من محنته السياسية والاقتصادية . فكل الذين توالوا على الكلام شددوا على ضرورة حل الازمة السياسية الراهنة بالحوار وبالطرق الدبلوماسية بعيدا عن التدخلات الاجنبية واشادوا بخطة الاصلاحات التي وضعتها حكومة السنيورة المنتخبة ديموقراطيا والتي تتحلى بالصفة الشرعية كما قال الرئيس الفرنسي مشددا على تنفيذ القرارات الدولية وتحديدا القرار 1701 وتطبيق كامل بنوده واحترام الحظر على الاسلحة ومنع تدخل دول الجوار وحل مشكلة مزارع شبعا والافراج عن الجنديين الاسرائيليين ووقف الخروقات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية .

ولم تغب اصداء الاحداث التي شهدتها بيروت اليوم عن اعمال المؤتمر حيث تكررت الادانات والدعوات للتهدئة فيما اجمع المشاركون على ان مؤتمر باريس ثلاثة ليس مخصصا لجهو واحدة بل لجميع اللبنانيين واعلن عن تقديم 500 مليون يورو على شكل قروض ميسرة . ورا ى الرئيس شيراك ان الاستقرار في لبنان اساسي لاستقرار المنطقة وان هذا المؤتمر يتوجه الى جميع اللبنانيين كما ان مطامحه تندرج في مستقبل لبنان وهو يمثل موعدا حاسما وفرصة فريدة .

وجارته في ذلك وزيرة الخارجية الاميركية كونزاليسا رايس التي اعلنت ان الرئيس جورج بوش سيطلب من الكونغرس تخصيص 770 مليون دولار للبنان وان الادارة الاميريكة تدعم خطة وليس افرادا واكدت رايس ان بلادها ملتزمة بلبنان امن مستقر ومزدهر وشددت على تنفيذ القرارات الدولية بالكامل .

وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اكد ان بلاده تقف على مسافة متقاربة من كل اللبنانيين وشدد على ضرورة استعادة اللبنانيين الثقة بوطنهم لكي يستعيد اخرون الثقة به وجدد الدعم للمبادرة العربية وادان الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان مطالبا بوضع مزارع شبعا تحت ادارة دولية في انتظار ايجاد حل لها واعتبر ان المنطقة تشهد توترات بسبب صراعات في ثلاث بلدان هي العراق ولبنان وفلسطين واعلن عن تقديم بلاده مئة مليون دولا هبة للبنان وتخصيص مبلغ مليار دولار على شكل قروض.

رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو دعا الى تحقيق المصالحة الوطنية لدعم السيادة والاستقلال وكذلك الى توزيع عادل للمنافع التي ستنجم عن برنامج الاصلاحات وعن مؤتمر باريس ثلاثة واعلن ان المفوضية الاوروبية قدمت 300 مليون يورو ليصبح اجمالي تقديماتها 500 مليون يورو.

الامين العام للامم المتحدة بان كي مون واكد وقوف الهيئة الدولية الى جانب لبنان واشاد بنشر الجيش جنوبا وبعمل قوة اليونيفيل المعززة داعيا الى تنفيذ القرارات الدولية.

رئيس البنك الدولي بول فولفوفيتز راى ان حرب تموز الحقت اضرارا فادحة بلبنان والقت بعبء ثقيل عليه وان على الحكومة ان تعمل بالبرنامج
الاصلاحي واعلن عن تقديم حوالى مليار دولار مئتان وخمسون منها للحاجات المالية الملحة ولدعم الشركات الصغيرة وسبعمئة مليون لتعزيز تنفيذ برنامج الحكومة والمساعدة في مجال الطاقة والتربية والتعليم والصحة.

وخلاصة هذا اليوم الطويل يمكن وضعها في ثلاثة محاور اولها المحور السياسي لدعم حكومة السنيورة والتاكيد على شرعيتها وثانيها مالي لمواجهة استحقاقات المالية المترتبة على الدولة ودعم الموازنة وثالثها اجتماعي لدعم المشاريع الانمائية والقطاعات الصحية والخدماتية والاجتماعية لكي يتمكن المواطنون من مواجهة الاعباء الضريبية الناجمة عن برنامج الاصلاحات لبلد تتخطى ديونه واحدا واربعين مليار دولار.

واذا كان مؤتمر باريس شكل بالون اوكسيجين اقتصادي وسياسي لحكومة السنيورة فان مفاعليه قد تتلاشى بفعل التطورات الداخلية اذا لم يتوصل اللبنانيون الى العودة الى طاولة الحوار وحل مشاكلهم سلميا لكي تم استغلال مفاعيل هذه المؤتر الذي شكل مؤتمر القرارات التاريخية ولكن ايضا مؤتمر الفرصة الاخيرة.