رام الله (الضفة الغربية)، غزة، وكالات: توجهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاثنين الى رام الله في الضفة الغربية حيث بدأت محادثات مع مسؤولين فلسطينيين غداة زيارتها الى اسرائيل. وتسعى رايس التي تقوم بزيارتها الثامنة الى المنطقة منذ مطلع السنة، الى ردم الهوة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بهدف عقد اجتماع دولي حول النزاع ستستضيفه الولايات المتحدة مبدئيا في تشرين الثاني/نوفمبر.

والتقت في رام الله احمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين على ان تجتمع في وقت لاحق مع كل من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والرئيس الفلسطيني محمود عباس على حدة. ويحاول الاسرائيليون والفلسطينيون منذ عدة اسابيع وضع وثيقة مشتركة تحدد اطر تسوية تمهيدا للاجتماع الدولي الذي سيعقد في انابوليس في الولايات المتحدة، لكن لم يتم تسجيل اي تقدم حتى الان.

من جانبه قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات quot;ان الرئيس عباس سيطلب من الوزيرة رايس تعبيد الطريق للوصول الى وثيقة ذات مصداقية ومتفق عليها من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي عبر تنفيذ استحقاقات المرحلة الاولى من خطة خارطة الطريقquot;. وقال quot;الرئيس سيبلغ رايس استعداد السلطة الفلسطينية لتنفيذ كل استحقاق في خارطة الطريق وخاصة الامنية لكنه سيطالب رايس بان تضغط على اسرائيل لتنفيذ الاستحقاقات التي يجب عليها تنفيذها ولم تنفذها حتى الان ومنها وقف الاستيطان وازالة البؤر الاستيطانية وفتح مكاتب منظمة التحرير في القدس واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 28 سبتمبر عام 2000 ووقف الحواجز والافراج عن معتقلينquot;.

واوضح ان quot;الرئيس يريد اجراءات بناء ثقة متبادلة مع الطرف الاسرائيلي وليس التزام من جانب واحد فقطquot; مشددا على ان quot;اسرائيل لم تنفذ اي شيء من التزاماتها ولذلك على اميركا والرباعية الدولية ان يبدأوا الاشراف والرقابة للحكم على التزام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي كما نصت عليه خارطة الطريقquot;. واعتبر عريقات ان quot;الاجراءات الاسرائيلية بالقتل والاغتيال والاستيطان تقوض جهود السلطة الفلسطينية الرامية لفرض الامن والنظام والقانونquot;. وقال ان الرئيس عباس quot;سيطالب بوثيقة مشتركة فيها محددات لحل قضايا الوضع النهائي لتشكل نقطة الارتكاز لاطلاق مفاوضات جادة وحقيقية تقود لتطبيق خطة خارطة الطريقquot;.

والاحد حاولت رايس في اسرائيل حيث التقت خصوصا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت طمأنة الاسرائيليين ازاء امنهم في حال اقامة دولة فلسطينية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي من جهته بان الاسرائيليين والفلسطينيين قد يتوصلون الى اتفاق سلام قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير 2009.

لكن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اكدت في المقابل ان الضرورات الامنية لاسرائيل تأتي قبل اقامة دولة فلسطينية. ورايس التي تغادر المنطقة في ختام محادثاتها في رام الله، ستقوم بجولة جديدة في الشرق الاوسط في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر كما قال مسؤولون فلسطينيون رفضوا الكشف عن اسمائهم. وقد حثت رايس إسرائيل على اتخاذ خطوات جريئة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. جاء ذلك في كلمة امام مؤتمر بالقدس حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير.

وأكدت رايس التزام بلادها الكامل بأمن إسرائيل وقالتquot; يجب أن يثق كل الإسرائيليين في أن أمريكا تقف بالكامل ورائهم، نحن ملتزمون بالكامل أمنهكم ولذلك يمكن أن تتحلوا بالجرأة في سعيكم للسلامquot;. وأضافت الوزيرة الأميركية أن الوقت قد حان لاتخاذquot;قرارات صعبة من أجل تحقيق السلامquot;،لكنها أشارت إلى أن الوقت لم يحن بعد لتحديد موعد مؤتمر السلام الذي تستضيفه الولايات المتحدة في مدينة انابوليس بولاية ميريلاند. وبدا هذا التصريح إشارة إلى استمرار الخلافات الفلسطينية الإسرائيلية حول الوثيقة المقترح تقديمها للمؤتمر.

كما حذرت رايس من أن فشل مؤتمر انابوليس في تحقيق تقدم تجاه إقامة دولة فلسطينية فان ما وصفتها بالدول المتطرفة quot;ستزيد تأثيرها على الشباب الفلسطيني الذين شبوا وهم لا يعرفون سوى العنفquot;. ودعت الوزيرة الأميركية الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي لانتهاز الفرصة الحالية لإجراء محادثات سلام.

استعداد للتفاوض

اما أولمرت فأكد في كلمته امام المؤتمر أنه يامل في تحقيق تقدم حقيقي باتجاه تحقيق السلام مع الفلسطينيين قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي سيغادر البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2009. وقال أولمرتquot; إذا تحركنا نحن والفلسطينيون بحزام وإصرار فيمكن تحقيق إنجازاتquot;. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداده للتفاوض حول كل القضايا الأساسية بعد مؤتمر السلام القادم رغم ما وصفه بالشكوك في قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على كبح جماح الفصائل المسلحة المعادية لإسرائيل. واشار أولمرت إلى رغبته في انتهاز فرصة استعداد الرئيس عباس لتحقيق السلام، وأضاف أنه لاينوي الدخول في مفاوضات إلى مالانهاية. كما دعا اولمرت الفلسطينيين إلى محاربة ما أسماه الإرهاب وإجراءquot; تغيير جذري في واقعهم الداخليquot;. وطالب في هذا الصدد بأن ينفذ الجانب الفلسطيني التزاماته بموجب خريطة الطريق المعلنة منذ 2003. من جهته قال توني بلير إن الإطار العام للحل واضح للجميع ولكن المشكلة في عدم وجود ثقة متبادلة بين الجانبين.

الأمن أولا

وكانت رايس أجرت الأحد محادثات في القدس مع أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. و قالت ليفني في المؤتمر الصحفي المشترك مع رايس إنه لن يكون هناك اتفاق سلام في الشرق الأوسط بدون ضمانات لأمن اسرائيل. وأوضحت الوزيرة الإسرائيلية أن الوضع أكثر تعقيدا من ذي قبل وأنه انه يمكن احراز تقدم في حال أوفى الفلسطينيون بالتزاماتهم وفقا لخريطة الطريق وأضافت:quot;الأمن لاسرائيل أولا ثم التفكير في دولة فلسطينية. لا أحد يريد أن يرى دولة ارهابية جديدة في المنطقةquot;. وهذه هي ثامن زيارة لرايس إلى المنطقة هذا العام والثالثة خلال ستة أسابيع في محاولة لتضييق هوة الخلاف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحث العرب على دعم جهود عقد المؤتمر.

وقد تظاهر مئات المستوطنين اليهود في القدس احتجاجا على زيارة رايس، ونظمت التظاهرة أكبر منظمات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في إطار الضغوط الداخلية على أولمرت لرفض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في مؤتمر السلام.

انفجار عبوة ناسفة عند مدخل احد مطاعم الوجبات السريعة

وبالتزامن افاد شهود عيان فلسطينيون ان انفجارا وقع فجر الاثنين عند مدخل احد مطاعم الوجبات السريعة في مدينة غزة والحق اضرارا مادية من دون ان يسفر عن اصابات. وقال شهود العيان ان الانفجار quot;حصل في ساعات الفجر الاولى في مدخل احد المطاعم المشهورة في غزة للوجبات السريعة موقعا اضرارا في المطعمquot;. وكان المطعم الواقع في منطقة الجامعات في غرب مدينة غزة مغلقا عند وقوع الانفجار. ووقع فجر السبت انفجار مماثل استهدف احد صالونات الحلاقة والتجميل للنساء في غزة. ولم تتبن اي جهة مسؤوليتها عن الانفجارين.