التعاون بين البلدين والتداول في القضايا الدولية على رأس المباحثات
العاهل السعودي يصل إلى برلين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام

الملك عبد الله في quot;خريف الأناضولquot;: مستقبل العلاقات أخضر !!

ردود فعل حول زيارة الملك عبدالله للفاتيكان

الملك عبدالله والبابا مع مواصلة الحوار بين الأديان

هل يحقق الملك حلم الفلسطينيين من روما؟

الملك عبد الله في روما اليوم... وفي الصرح البابوي غدًا

الزيارة الملكية: ربطات عنق خاطئة وقصف إعلامي

في ختام زيارته لبريطانيا العاهل السعودي يحضر حفل استقبال سفارة المملكة في لندن

الملك عبد الله: اقتصادنا هو الأكبر في المنطقة

زيارة الملك عبدالله الى انكلترا

محمد مسعاد من برلين، وكالات: وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الاربعاء الى برلين في زيارة تستغرق ثلاثة ايام يلتقي خلالها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل كما افادت المستشارية.ووصل الملك عبد الله قبيل الساعة 15.00 (14.00 ت غ) الى مطار تيغيل، غرب العاصمة، في ثالث محطة رسمية من جولة زار خلالها بريطانيا وايطاليا والفاتيكان ويختتمها في تركيا.

وقال مساعد المتحدث باسم المستشارية توماس سيتغ في وقت سابق ان العاهل السعودي quot;سيجري مباحثات مكثفة جدا في المستشارية حول عدد من القضايا الاقتصادية والسياسية تعقبها مأدبة عشاءquot;.
وذكر المتحدث بان السعودية quot;شريك اقتصادي كبيرquot; لالمانيا.

واوضح في تصريح للصحافيين ان الشق السياسيي من المباحثات سيتركز على موضوعين: quot;التطورات في الشرق الاوسط قبل اجتماع انابوليسquot; وquot;التطورات في ايران وتأثيرها على العالم الاسلامي والاستقرار في افغانستان وباكستانquot;.

واشار الى ان quot;الحكومة تأمل وتنتطر من اجتماع انابوليس (الدولي حول السلام في الشرق الاوسط المزمع عقده في نهاية الشهر الجاري) ان يسهم في تحقيق اختراقquot; في نزاع الشرق الاوسط.
ويرافق العاهل السعودي البالغ الرابعة والثمانين من العمر حاشية كبرى من نحو مئة شخص.

ووصل الملك عبد الله قادما من روما في إطار جولته الأوروبية التي قادته إلى كل من سويسرا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا. ويتوقع أن يجري العاهل السعودي خلال زيارته إلى ألمانيا والتي تمتد ليوم الجمعة القادم عددا من اللقاءات والمباحثات مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الألماني هورست كوله بالاضافة إلى وزير الخارجية الاتحادي فالتر شتاين ماير. وستتمحور هذه المحادثات حول عدد من القضايا المهمة حسب تصريح السكرتير الأول للسفارة السعودية في برلين في مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين

الملك عبد الله يصل برلين
وتطوير التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي بالاضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيد الدولي والاقليمي كالنزاع في الشرق الأوسط والمؤتمر الدولي القادم حول السلام بالاضافة إلى النزاع النووي الايراني والوضع في العراق وتطور الأوضاع على الحدود التركية العراقية. ولكون أن الزيارة تدخل في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين برلين والرياض، وفي تصريح لـ(إيلاف) قال أولغيش فيلهيلم الناطق الرسمي للحكومة الألمانية إن هذه الزيارة تأتي لتؤكد الروابط المتينة والقوية بين ألمانيا والسعودية من جهة ونظرا لكون أن السعودية لاعب أساسي في منطقة الخليج من جهة أخرى.

وتعرف العلاقات السعودية الألمانية خطا متصاعدا ما فتئت تتطور بفعل العلاقات المتميزة والتي تمتد إلى حوالى سبعة عقود مضت. وكانت الانطلاقة الحقيقية لهذه العلاقات سنة 1929 عن طريق الملك عبد العزيز. وشهدت هذه العلاقات سنة 1939 قفزة بتدشين البلدين علاقات دبلوماسية تعززت بتبادل السفراء سنة 1959 حيث أرسلت المملكة العربية السعودية أول سفير لها لألمانيا.

وفي مساء هذا اليوم سيحل العاهل السعودي ضيفا على الرئيس الألماني هورست كوله في قصر بيلفيه. أما غدا الخميس فسيتوجه الملك عبد الله رفقة عمدة برلين كلاوس فوفايت حيث سيقومان بجولة عبر ساحة باريس وبوابة براندنبورغ الشهيرة وأحد معالم برلين قبل أن يتوجها إلى مقر بلدية برلين ليوقع العاهل السعودي في الدفتر الذهبي.

تعتمد العلاقات الألمانية السعودية مبدأ المصلحة العليا للبلدين وتطورت لتشمل ميادين مختلفة منها الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية. وكانت أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى هي التي قام بها الملك فهد بن عبد العزيز كولي للعهد سنة 1978، تلتها زيارة للملك خالد بن عبد العزيز سنة 1980. وتعتبر الزيارة التي يقوم بها اليوم العاهل السعودي الملك عبد الله هي الزيارة الثانية له بعدما زار ألمانيا كولي للعهد سنة 2001. وفي اطار تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، قام عدد من المستشارين الألمان بدورهم بزيارات للمملكة العربية السعودية، حيث زار المستشار هيلموت شميت السعودية سنة 1976، وبدوره هيلموت كول قام هو الآخر بزيارة للعربية سنة 1985. أما المستشار السابق غيهارد شرودر فقام من جانبه بزيارتين رسمتين الأولى في أكتوبر سنة 2003 والثانية في فبراير سنة 2005 على رأس وفدين مهمين من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة. وبدورها لم تخرج المستشارة أنجيلا ميركل عن هذه القاعدة حيث زارت هي أيضا المملكة العربية السعودية في فبراير الماضي. وجدير بالذكر أن تبادل الزيارات بين البلدين شكل فرصة سانحة للطرفين من أجل تعميق وتطوير التعاون بين الرياض وبرلين على أكثر من صعيد.

تتعدد مجالات التعاون بين ألمانيا والسعودية فعلى المستوى التجاري تحتل ألمانيا المرتبة الثالثة ضمن البلدان المصدرة للمملكة في حين تحتل السعودية المرتبة الثامنة والأربعين بمعدل 1,83 في المئة. ويقدر حجم المبادلات التجارية بين البلدين بنسبة 4,1 مليارات يورو. هنا اطلالة على حجم المبادلات التجارية بين البلدين بملايين الدولارات.

20002001200220032004
الصادرات السعودية1109.6956.9843.8930.31058.6
الواردات السعودية2637.92998.83433.33187.43052.9
حجم المبادلات التجارية3747.53955.73277.14117.74111.5
الميزان التجاري1528.82041.92589.52257.11994.3

تضم الصادرات السعودية نحو ألمانيا البترول ومشتقات النفط و المواد بترو كيماوية والمواد الشبه مصنعة. بخلاف وارداتها من ألمانيا فتشمل السيارات والبواخر، والآلات والمواد الكيماوية، وآلات التجهيز المنزلية والمواد الغذائية والمواد الحديدية والمواد الميكانيكية الدقيقة.

وتحتل المملكة العربية السعودية المكانة السابعة من بين سبع وعشرين دولة مزودة لألمانيا بالبترول حيث وصلت القيمة الاجمالية لذلك ما بين أبريل 2004 و مارس 2005 3,995 مليون طن. ويفوق حجم المشاريع بين الدولتين 120 مشروعا تتوزع بين 48 مشروعا في قطاع الصناعة و تشمل باقي المشاريع قطاعات البناء و الشركات و قطاع الخدمات. ويبلغ حجم هذه المشاريع أكثر من 6,503 مليارات دولار، يملك فيه قطاع الاستثمار الألماني حوالى 40 في المئة.

وتجدر الاشارة إلى أنه من حين لآخر يتبادل البلدان زيارات مهمة بين رجال الأعمال والمستثمرين من أجل تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية و التعاون بين العربية السعودية وألمانيا، خصوصا في ميدان الماء الصالح للشرب و التصريف الصحي للمياه والطاقة بالاضافة إلى مشاريع أخرى كالسكك الحديدية والطرق والموانئ.
من دون شك تشكل هذه الزيارة التي يقوم بها اليوم العاهل السعودي إلى ألمانيا دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وإن كانت بالطبع لن تقف عند هذه الحدود بل سيجد المسؤولون في البلدين أنفسهم في الأيام الثلاثة القادمة مجبورين على الخوض في القضايا التي ترخي بظلالها على الساحة الدولية والاقليمية.