إيلي الحاج من بيروت:قبل أسبوع من بدء مهلة الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود،نقلت ايلافعن بعض زورا رئيس الجمهورية اللبناني إيميل لحود أن الرجل خلافا لما يردده بعض الأوساط لأهداف سياسية تهويلية بدأ فعلاً ترتيب أغراضه وملفاته للإنتقال من القصر الجمهوري في قصر بعبدا إلى منزله في بعبدات أيا تكن الأوضاع ، وسواء انتُخب رئيس يخلفه أم لا . ويناقض سلوك لحود هذا تلميحاته إلى خطوات دراماتيكية وخيارات وقرارات سوف يتخذها ويسير بها في اليوم الأخير من ولايته إذا ما انتخب رئيس بالنصف زائد واحد من عدد النواب، على ما تهدد الغالبية، أو إذا لم يحصل الإنتخاب على الإطلاق . ويعزو زواره قرار لحود مغادرة القصر quot;طبيعياًquot; إلى أن الرجل قرر عدم المغامرة بتعريض نفسه وأفراد عائلته لملاحقات وعقوبات دولية في حال أقدم على مخالفة الدستور اللبناني، سواء ببقائه في القصر الرئاسي في بعبدا بدعوى توفير استمرارية الحكم والحؤول دون الفراغ ndash; باعتبار أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي يفترض بها أن تتولى مهمات رئيس الجمهورية إنتقالياً في حال عدم انتخاب خلف له هي حكومة غير قائمة ولا دستورية ولا ميثاقية في رأي لحود- أو من خلال تشكيل quot;حكومة ثانيةquot; غير دستورية لكنها تحظى باعتراف شعبي جزئي بها من quot;حزب اللهquot; وأطراف المعارضة الآخرين.

وكان السفير الأميركي جيفري فيلتمان زار الوزير السابق وديع الخازن القريب من لحود الأسبوع الماضي ليبلغه بوضوح أنواع العقوبات التي سيتعرض لها الرئيس اللبناني الحالي إذا لم يغادر القصر الرئاسي عند انتهاء ولايته، أو إذا أقدم على خطوات مخالفة للدستور مثل تشكيل حكومة ثانية . وقال إن هذه الإجراءات ستطاول أمواله وعائلته في أوروبا وحتى في دول عربية quot;مثل قطرquot;!

وعزز اقتناع لحود بمغادرة القصر الرئاسي دون خطوات دراماتيكية، موقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي أكد رفضه ترؤس quot;حكومة ثانيةquot; يعلن تشكيلها لحود، أو أي خطوة يمكن اعتبارها إنقلابية، مثل إعلان حال الطوارىء وتسليم السلطات كافة إلى المؤسسة العسكرية بذريعة الوضع الأمني .

أما ما تردد عن احتمال أن يكلف الرئيس لحود سلفه في قيادة الجيش، النائب الجنرال ميشال عون رئاسة حكومة إنتقالية، فيؤكد العارفون أنه إحتمال لم يرد ولن يرد لحظة في ذهن رئيس الجمهورية المستاء من الجنرال عون الذي رفض أن يلتقيه وإن لمرة يتيمة، وحتى في منزل للحود مجاور لمقر إقامة عون في منطقة الرابية. وفوق ذلك رفض عون السماح لأي من أعضاء كتلته النيابية بزيارة لحود الذي يجهر بأنه حتى لو شكّل حكومة ثانية في آخر أيام ولايته- وهذا ما لن يحصل- فإنه سيرفض أن يترأسها أو حتى أن يشارك فيها عون الذي ساهم لحود في إعادته لاعباً quot;بقوةquot; في الساحة السياسية اللبنانية وأعاد إليه مستحقات له وأغلق بنفوذه ملفات قضائية مالية في حقه ولم يلق في المقابل إلا quot;عدم الغفرانquot;.

في هذا الوقت، لا تزال حظوظ إجراء إنتخاب quot;طبيعيquot; لرئيس الجمهورية مساوية لحظوظ الإحتمالين الآخرين quot;الخطرينquot;: الإنتخاب بالنصف زائد واحد، أو الفراغ الرئاسي الذي يعني تحوّل سلطات الرئاسة إلى حكومة الرئيس السنيورة.

لكن الأنباء التي تسربت من لقاء الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن بينت أن الجهود الفرنسية نجحت في إحداث خرق في جدار الموقف السوري من الأزمة الرئاسية في لبنان. وعلى هذا الأساس يصل إلى بيروت خلال ساعات الموفد الرئاسي الفرنسي كلود غيان الذي كان عرّج على روما، ونقل رسالة عاجلة حول الوضع اللبناني من الرئيس ساركوزي الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان في زيارته الرسمية لإيطاليا. والمتوقع أن يبقى غيان في العاصمة اللبنانية لمواكبة الاستحقاق الرئاسي، حتى لو اقتضى ذلك بقاؤه أياماً، إلى أن يوافيه إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير قبل الاثنين المقبل.

ولا يزال البطريرك الماروني نصرالله صفير يتحفظ عن طرح اي لائحة باسماء المرشحين نزولا عند مطالبات بذلك يتلقاها من كل حدب وصوب، لكن المعلومات تتقاطع عند إحتمال إقدامه على هذه الخطوة في اللحظة المناسبة بالتشاور مع جميع القيادات اللبنانية ، بعد أن يتأكد من الموعد الحاسم والنهائي لجلسة مجلس النواب وينال ضمانات ثابتة من طرفي النزاع لانتخاب أحد الواردة أسماؤهم في اللائحة .
ويتردد أن البحث يدور حول خمسة أسماء : بطرس حرب ونسيب لحود وميشال عون وأمين الجميّل و... ميشال إده ( إحفظوا هذا الإسم).

أما إذا ظلت كل الإتصالات تراوح مكانها، وتبيّن أن السوريين وحلفاءهم لا يعنون فعلاً ما يصرّحون به عن قبولهم بانتخاب رئيس توافقي يستطيع إعادة العلاقة إلى طبيعتها بين لبنان وسورية ويسهل قيام لبنان بالتزاماته الدولية ... فلم يعد ثمة شك بأن الغالبية النيابية ذاهبة في الأيام العشرة الأخيرة إلى انتخاب رئيس بنصف عدد النواب زائد واحد . وسينال هذا الرئيس إعترافاً عربيا ودوليا واسعاً يمكنه من quot;المواجهةquot; الواقعة حتماً .

في هذه الحال، ولأن عبء المواجهة سيكون ثقيلاً ، ولأن ترشيح رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع غير وارد لأسباب وأسباب ، قد لا ترى قوى الغالبية بين مرشحيها أنسب من ... الرئيس السابق أمين الجميّل .