بعد مسار عسكري إنقلابي وثوري
تشافيز أو أسطورة المحرر الجديد للاميركا اللاتيية

النقاط الرئيسة في الإصلاح الدستوري الذي يريده تشافيز

إستفتاء في فنزويلا حول الإصلاح الإشتراكي لتشافيز

تشافيز لن يتخل عن الافراج عن الرهائن في كولومبيا

كراكاس:اقفلت مكاتب التصويت رسميا الاحد في فنزويلا اثر الاستفتاء على الاصلاحات الدستورية التي اطلقها الرئيس هوغو تشافيز وترمي الى اقامة نظام اشتراكي وتعزيز سلطاته، كما اعلنت السلطات.واعلن وزير الدفاع غوستافو رانخيل بريسينو للصحافيين اقفال الصناديق بعد 45 دقيقة من الموعد المقرر في الرابعة بعد الظهر (00،20 ت غ).

واكدت مسؤولة المجلس الانتخابي الوطني تيبيساي لوسينا رسميا اغلاق مكاتب الاقتراع لكنها قالت ان بعض المراكز ظلت مفتوحة للسماح للناخبين الذين كانوا ينتظرون دورهم بالادلاء بأصواتهم.وقالت quot;علينا انتظار نتائج التصويتquot;. وتابعت quot;لقد بينت فنزويلا مجددا للعالم اننا بلد ديموقراطي ومتحضر ومسالم، واننا نحل خلافاتنا عبر المؤسسات الديموقراطيةquot;.

ويبلغ عدد الناخبين 16 مليونا في فنزويلا دعيوا للادلاء برايهم بشأن تعديلات على الدستور تعطي مزيدا من الصلاحيات للرئيس هوغو تشافيز وخصوصا انها تسمح له بالبقاء رئيسا لفترات غير محدودة، كما تقيم quot;نظاما اشتراكياquot; يخول الحكومة مصادرة املاك وفرض رقابة على وسائل الاعلام في اوقات الازمة، والسيطرة على البنك المركزي.

و كان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وعد انه quot;سيحترمquot; نتيجة الاستفتاء داعيا المعارضة الى ان تحذو حذوه.وقال تشافيز الذي ظهر وهو يحمل حفيده بين ذراعيه امام كاميرات التلفزيون بعدما ادلى بصوته في مدرسة صغيرة في حي quot;23 دي اينيروquot; الفقير في ضاحية كراكاس quot;سنقبل النتيجة كما هيquot;.وتشير استطلاعات الراي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع الى ان مؤيدي الاستفتاء ومعارضيه يتساوون.

وتشافيز الذي انتخب رئيسا لفنزويلا منذ 1999 والباقي في السلطة حتى 2013 اثر انتخابه العام الماضي لولاية جديدة، يواجه للمرة الاولى تهديدا بالهزيمة في الانتخابات بحسب استطلاعات الراي. وقد دعا المعارضة الى ان تحذو حذوه عبر اعتبار نتيجة التصويت بمثابة quot;انتصار ديموقراطيquot;.

وتشافيز (53 عاما) العدو اللدود للولايات المتحدة وحليف كوبا وايران، والذي وصل الى السلطة اثر انقلاب عسكري، يرغب ايضا في فرض نموذج اقتصادي اشتراكي في البلاد.ولم يسجل اي حادث يذكركما تمت تعبئة اكثر من 100 الف جندي لتولي امن العملية الانتخابية بعد حملة مشحونة.

وكان الناخبون الفنزويليون بداوا الاحد الادلاء باصواتهم في استفتاء على اصلاح دستوري تقدم به الرئيس هوغو تشافيز يهدف الى تعزيز صلاحياته وفرض اقتصاد اشتراكي على الدولة الغنية بالنفط.
واستيقظ سكان كراكاس عند الفجر على اصوات صاخبة تصدر عن مكبرات صوت وضعت على شاحنات، وعلى اصوات الالعاب النارية التي اطلقت في سماء المدينة.

ومن بين اكثر الاصلاحات الدستورية التي اقترحها تشافيز اثارة للجدل الغاء القانون الذي ينص على تولي الرئيس منصبه لفترتين فقط ما يفتح الباب امامه لتحقيق طموحه بان يصبح رئيسا مدى الحياة لفنزويلا.

ويعتبر هذا الاستفتاء اكبر تحد انتخابي يواجهه الرئيس البالغ من العمر 53 عاما منذ توليه السلطة قبل ثماني سنوات.وحشد المعارضون للاصلاحات الدستورية قواهم خلال الاسابيع الماضية وانضم اليهم عدد ممن انشقوا عن حزب تشافيز.

واشارت التوقعات الى ان النتائج متقاربة. ومن المقرر ان تغلق مكاتب التصويت ابوابها عند الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (00،20 تغ) على ان تظهر النتائج الاولية بعد ثلاث ساعات من انتهاء الاقتراع.

وتشافيز يتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لعرقلة التصويت، وهدد بوقف صادرات النفط اليها اذا اندلعت اعمال عنف ربما تكون وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) وراءها حسب قوله.

ووصف تشافيز كل معارضيه بانهم quot;خونةquot; وصرح في كلمة في نهاية حملته الانتخابية الجمعة ان quot;التصويت ب+نعم+ هو تصويت لتشافيز، والتصويت ب+لا+ هو تصويت للرئيس الاميركي جورج بوشquot;.كما قال انه يرغب في البقاء في الرئاسة quot;حتى عام 2050quot; اذا دعمه الشعب.

وفي مؤتمر صحافي السبت، اكد تشافيز على انه سيوقف صادرات النفط الى الولايات المتحدة اذا لاحظ اي تدخل منها في الاقتراع.وقال quot;لن تحصل اية جهة على النفط، وسيرتفع سعر البرميل الى 200 دولارquot;.

وتصدر فنزويلا، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، نحو 60 بالمئة من نفطها الى الولايات المتحدة. وتقدر قيمة هذه التجارة بنحو 37 مليار دولار سنويا استنادا الى الاسعار الحالية. وتسد فنزويلا نحو 11 بالمئة من احتياجات اميركا للنفط.

وتصدر فنزويلا 6،2 مليون برميل من النفط يوميا، طبقا لارقام وزارة الطاقة الاميركية، او 2،3 مليون برميل، طبقا لارقام رسمية فنزويلية.واشارت استطلاعات للرأي الى انقسام شبه متساو بين الناخبين بشان الاستفتاء الذي يطلب منهم بموجبه التصويت على 69 اصلاحا بما فيها تمديد ولاية الرئيس من ست الى سبع سنوات، ويسمح للحكومة بفرض الرقابة على الاعلام في اوقات الطوارئ، كما يسمح بمصادرة الملكية الخاصة.

واصطف الناخبون امام العديد من مراكز الاقتراع في الصباح الباكر. وسمح للسكان باستخدام وسائل النقل مجانا.ونشر اكثر من 100 الف جندي في انحاء البلاد. وبعكس ما كان يحدث في الاقتراعات السابقة، لم يحضر اي مراقب من الاتحاد الاوروبي او منظمة الدول الاميركية عملية الاقتراع.

ومن اشد المنتقدين لتشافيز وزير دفاعه السابق راؤول بادويل الذي كتب مقالا نشرته السبت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاميركية.وقال بادويل quot;فنزويلا لن تزدهر الا عندما يكون لكافة مواطنيها حصة فيها. ان منح الرئيس مزيدا من الصلاحيات من خلال اصلاحات دستورية مخادعة لن يسمح بحدوث ذلك (...) ولهذا السبب على الشعب الفنزويلي التصويت ب+لا+quot;.

كما انتقدت زوجة تشافيز السابقة الصحافية ماريسابيل رودريغيز الرئيس الفنزويلي.غير ان توليو هيرنانديز الاستاذ في جامعة فنزويلا قال ان الكاريزما التي يتمتع بها تشافيز والتي يقر بها الاعداء كما الاصدقاء، يمكن ان تلعب دورا هاما في التصويت لصالح الاستفتاء.

وصرح هيرنانديز لوكالة فرانس برس quot;لم يصوت الناس مطلقا لدعم مشاريعه الاشتراكية (...) الا انه تجسيد حي للمخلص، الرمز الراسخ في ثقافة سكان اميركا اللاتينيةquot;.