مجلس التعاون يبقي على الجدول الزمني للعملة الموحدة

القمة الخليجية بالدوحة: ثلاث ساعات عمل و45 ساعة مراسم
تكرار الثوابت وحضور نجاد يخطف الأضواء

الدوحة:
يعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء، اليوم الثاني والأخير من قمتهم في الدوحة التي يفترض أن تختتم ببيان يتضمن سلسلة من القرارات الاقتصادية المهمة، وذلك غداة دعوة إيرانية لإنشاء منظومة للتعاون الأمني الإقتصادي المشترك بين ضفتي الخليج.
وتعقد الجلسة الختامية حوالى الساعة 00،10 بتوقيت غرينتش على ان يتبعها مؤتمر صحافي لعرض ابرز ما سيتضمنه البيان الختامي من مواقف سياسية وقرارات على مستوى المجلس.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، قد إقترح الإثنين خلال القمة التي حضرها للمرة الاولى في تاريخ المجلس، على القادة الخليجيين سلسلة من 12 اقتراحًا لإنشاء منظومة للتعاون الامني والاقتصادي بين البلدين.
ويتوقع ان تعلن القمة قيام السوق الخليجية المشتركة وقرارًا حول مصير الجدول الزمني لاعتماد العملة الخليجية الموحدة.
وكان مصدر مشارك في اجتماع لوزراء الخارجية والمالية لدول المجلس قال الاحد ان الوزراء قرروا الابقاء على العام 2010 موعدًا لاعتماد العملة الموحدة على ان quot;يلتحق من يستطيعquot; من الدول الاعضاء.
من جهة اخرى، ذكرت وكالة انباء الامارات الرسمية الاثنين نقلاً عن وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي لن يتخذوا في القمة قرارًا بفك ربط عملات دولهم بالدولار، على الرغم من الضغوط في هذا الاتجاه نظرًا لضعف العملة الاميركية.
والمجلس الذي اعلن في قمته الماضية في الرياض اطلاق ابحاث لبناء برنامج نووي سلمي خليجي، يناقش في الدوحة دراسة جدوى اولية لهذا البرنامج اعدتها الامانة العامة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حضور العاهل السعودي قمة الدوحة quot;طي لصفحة خلافات الماضيquot;
من جهة ثانية، حضر العاهل السعودي عبد الله بن العزيز الى الدوحة للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي في اول زيارة لملك سعودي الى قطر منذ 17 سنة تشكل دلالة على تجاوز البلدين لخلافات استمرت سنوات.
وعلاوة على المرض الذي الم بالعاهل السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز والذي منعه من السفر، بما في ذلك الى الدوحة منذ القمة الخليجية لسنة 1990 اندلعت خلافات بين البلدين بلغت ذروتها مع سحب السعودية لسفيرها من الدوحة في 2002.
كما لم يشارك الملك فهد او ولي العهد في حينها الامير عبدالله في القمة الخليجية بالدوحة عام 2002 في خضم الخلاف بين البلدين وتراس الوفد وزير الخارجية الامير سعود الفيصل.
واستقبل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بحفاوة اليوم الاثنين.
وقال مسؤول قطري بارز فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لوكالة فرانس برس ان quot;صفحة الخلافات بين البلدين قد طويت نهائيًا واصبحت من الماضيquot;.
وفي السياق نفسه، قال رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية جمال خاشقجي انه quot;متفائل رغم فترة الاختبار التي يمر بها البلدانquot;.
واكد خاشقجي لوكالة فرانس برس ان quot;العلاقات بين الدوحة والرياض ستعود جيدة لان مصلحة البلدين السياسية والاقتصادية واحدةquot;. واضاف الاعلامي الذي شغل مناصب رسمية في المملكة العربية السعودية quot;هناك اسباب قوية لطي صفحة الماضي من بينها مصلحة قطر في التوسع في مجال تصدير الغازquot;.
وتعترض المملكة العربية السعودية على عملية مد انابيب لتصدير الغاز القطري الى الكويت عبر الاراضي السعودية.
من جهته، قال المحلل السياسي وعضو مجلس ادارة قناة الجزيرة محمود شمام لفرانس برس quot;تقابلت مع بعض المسؤولين السعوديين الذين حضروا الى الدوحة للمشاركة في القمة الخليجية وبدا الارتياح واضحًا عليهمquot;.
وتراجعت العلاقات بين البلدين خصوصًا عندما سحبت الرياض في 2002 سفيرها من الدوحة احتجاجا على بث قناة الجزيرة برنامجا تم خلاله تناول العائلة الحاكمة السعودية.
الا ان شمام يعتقد ان quot;ملف الجزيرة لم يكن اساسيا في الخلافات بين البلدينquot;.
واعتبر الصحافي الاميركي من اصل ليبي quot;الان ومع الحريات الاعلامية المتزايدة لدى الطرفين هناك فهم اوفر لدور وسائل الاعلامquot;.
وسجل البلدان تقاربًا منذ فترة وترجم خصوصًا بزيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ثلاث مرات الى السعودية خلال سنة لحضور القمة الخليجية الماضية وقمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الشهر الماضي اضافة الى لقاء جمعه بالملك عبدالله في جدة على البحر الاحمر في ايلول/سبتمبر.
ويرى الكاتب في صحيفة quot;ذي ميلquot; اللندنية عادل درويش ان quot;الاشهر الاخيرة شهدت محاولة لتجاوز المفاهيم القبلية العتيقة في بناء العلاقات بين دول الخليجquot;.
واضاف درويش في حديث مع وكالة فرانس برس quot;هناك مصالح استراتيجية دائمة بين الجيران واذا حسبنا المصالح الاقتصادية والامنية المشتركة بين الدوحة والرياض فسنجدها تفوق بكثير نقاط الخلاف والتنافسquot;.
ويقدم رئيس تحرير صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن عبد الباري عطوان تصورًا ممثالاً بقوله ان quot;المنطقة كلها على كف عفريت وهي على حافة حرب سيكون الخليج محرقتها ان حدثت وبالتالي على دول الخليج التنسيق في ما بينهاquot;.
لكن عطوان اعرب عن اعتقاده بان quot;الامتحان الحقيقي لتحسن العلاقات القطرية السعودية سيظهر بعد القمةquot; مشيرًا بشكل خاص الى عودة للسفير السعودي الى الدوحة قد تحصل قريبًا.
وفي هذا السياق يرى جمال خاشقجي ان quot;لاشيء يمنع عودة السفير السعودي الانquot; مضيفا ان quot;المسألة مسالة وقتquot;.
وتحدثت انباء صحافية عن اتفاق تم التوصل اليه بين الدوحة والرياض ينص على ان تعيد السعودية سفيرها الى الدوحة قبل نهاية العام الحالي والسماح لقناة الجزيرة باعادة فتح مكتب لها في العاصمة السعودية.