طهران ndash; إيلاف :اعلنت وزارة الخارجية في لندن مساء اليوم ان البحارة البريطانيين الـ 15 الذين تحتجزهم ايران منذ حوالى الاسبوعين، التقوا للمرة الاولى منذ بدء احتجازهم السفير البريطاني في طهران جوفري ادامس. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية ان quot;اجراءات رحلة العودة تبحث في الوقت الراهن. ولم يعقد اللقاء في السفارة. والاسرى ما زالوا على ما يبدو في ايدي الايرانيينquot;. و عقب إحتجازها 15 بحارًا بريطانيًا في 23 آذار (مارس) الماضي، طرحت إيران عدة شروط للإفراج عنهم بعد أن وصفتهم جهات شبه رسمية بالجواسيس الذين إنتهكوا المياه الإقليمية الإيرانية. وكعادتها السابقة، أخذت إيران تطرح هذه الشروط، إما بصورة غير رسمية كتلك التي سمعناها في مظاهرات الطلبة الموالين للحكومة الذين اجتمعوا أمام السفارة البريطانية في الأول من نيسان (أبريل)، وإما بصورة رسمية وعلى لسان مسؤولين إيرانيين.
اعلنت وزارة الخارجية في لندن مساء اليوم ان البحارة البريطانيين الـ 15 الذين تحتجزهم ايران منذ حوالى الاسبوعين، التقوا للمرة الاولى منذ بدء احتجازهم السفير البريطاني في طهران جوفري ادامس. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية ان quot;اجراءات رحلة العودة تبحث في الوقت الراهن. ولم يعقد اللقاء في السفارة. والاسرى ما زالوا على ما يبدو في ايدي الايرانيينquot;. و عقب إحتجازها 15 بحارًا بريطانيًا في 23 آذار (مارس) الماضي، طرحت إيران عدة شروط للإفراج عنهم بعد أن وصفتهم جهات شبه رسمية بالجواسيس الذين إنتهكوا المياه الإقليمية الإيرانية. وكعادتها السابقة، أخذت إيران تطرح هذه الشروط، إما بصورة غير رسمية كتلك التي سمعناها في مظاهرات الطلبة الموالين للحكومة الذين اجتمعوا أمام السفارة البريطانية في الأول من نيسان (أبريل)، وإما بصورة رسمية وعلى لسان مسؤولين إيرانيين.
فقد طالب الطلاب بعدة أمور، منها إغلاق السفارة البريطانية وطرد سفيرها ومحاكمة البحارة المحتجزين في إيران. وقد أشار بعض المسؤولين وعدد من نواب البرلمان المحسوبين على التيار المتشدد إلى ضرورة محاكمة البحارة البريطانيين.
أما على الصعيد الحكومي فطلبت الحكومة الإيرانية، وعلى لسان المتحدث باسم الخارجية والناطق باسم الحكومة ومسؤولين آخرين، بأن تعترف الحكومة البريطانية بإنتهاك زوارقها العسكرية، الحدود الإيرانية وأن تقدم إعتذارًا في هذا الشأن. وقد تم هذا التنازل من quot;محاكمة الجواسيسquot; إلى quot;الإعتراف و الإعتذارquot; بعد أن شعرت الحكومة الإيرانية بالضغوط الدولية الهائلة من كل حدب وصوب.
أي أن التنديد بإحتجاز هؤلاء البحارة، لم يشمل بريطانيا والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بل تعداهم إلى بعض الدول العربية كالسعودية وباكستان وتركيا والعراق نفسها.
ونلخص هنا الأمور التي أدت بالحكومة الإيرانية أن تقدم على إطلاق سراح البحارة البريطانيين: أولاً، شعور الحكومة الإيرانية بالغبن حينما رأت تحويل الشعب البريطاني من معارض للحرب على إيران ( والذي تجلى ذلك في مظاهرات الألوف من البريطانيين في ذكرى الحرب على العراق) إلى معادٍ لإيران بسبب حادث إحتجاز بحارتهم وإثارة أحاسيسهم القومية.
ثانيًا، الرد البريطاني الرسمي الحاسم و القاضي بقطع العلاقات مع طهران ndash; ماعدا تلك المتعلقة بالمفاوضات حول البحارة المحتجزين ndash; و لهجة بلير الهجومية. و ثالثًا، تهديد الإتحاد الأوروبي بقطع العلاقات مع إيران إذا لم تفرج عن البحارة المحتجزين. و رابعًا، وصف الرئيس الأميركي جورج بوش المحتجزين بالرهائن. وخامسًا، الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني جلال شرفي المختطف في بغداد حيث يبدو أن الأمر قد تم في إطار مساومة إيرانية ndash; أميركية ndash; بريطانية للإفراج عن البحارة البريطانيين. غير أن الإدارة الأميركية إكتفت بالإفراج عن هذا الشخص فقط، ولم تقبل وساطة عراقية كانت تنوي مقايضة البحارة البريطانيين مع 5 من عناصر الأمن الإيرانية الذين إحتجزتهم القوات الأميركية في مدينة أربيل العراقية.
في الحقيقة، إن الحكومة الإيرانية لم تحصل على ما كانت تخطط له عند إحتجاز البحارة البريطانيين ولا ننسى أن التيار المعتدل في السلطة الإيرانية لم يكن راضيًا لما قام به التيار المتشدد وقوات الحرس الثوري في إحتجاز هؤلاء البحارة وقد بذل جهدًا حثيثًا لحل المشكلة سلميًا.
وقد كان دخول علي لاريجاني يوم الإثنين الماضي على الخط مؤشرًا بحسم المسألة وفقًا لما يريده زعماء التيار المعتدل في السلطة كرفسنجاني وأصحابه. أي أن الظروف الضاغطة دوليًا والإنقسامات في السلطة هي التي أدت إلى حل المشكلة بالشكل الذي شاهدناه حيث يعد الأمر تراجعًا للحكومة الإيرانية والتيار المتشدد المساند لها وسنشاهد بعد الآن إستغلال المعارضة الإيرانية من هذا التراجع لصالح أهدافها السياسية منذ اليوم الخميس.