بيروت: إستأنف الجيش اللبناني صباح اليوم الأربعاء كما أفادت قناة التلفزيون quot;العربيةquot; قصف مواقع المسلحين من منظمة quot;فتح الإسلامquot; المتطرفة المتحصنين في مخيم اللاجئين الفلسطينيين quot;نهر الباردquot;. كما تفيد القناة أنه كانت تسمع داخل المخيم انفجارات قذائف وصليات رشاشة.

ولقي مصرعه في الصدامات المستمرة منذ 3 أسابيع ما يقارب 140 شخصًا بينهم 60 جنديًا وحوالى 60 مسلحًا وقد قتل 16 منهم حسب بيان قيادة الجيش اللبناني يوم أمس.

تقرير: الجيش اللبناني يسيء معاملة الفلسطينيين

من جهة ثانية، اتهمت منظمة هيومان رايتس واتش الدولية لحقوق الإنسان الجيش وقوى الأمن اللبنانية بالتعرض ضربًا للاجئين الفلسطينيين الفارين من مخيم نهر البارد وبإعتقالهم بشكل عشوائي. وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت إن حوالى 340 مدنيًا هربوا منذ يوم الأحد من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، والذي يشهد معارك بين منظمة فتح الإسلام والجيش اللبناني منذ أسابيع.

وأضافت المنظمة أن الجيش اللبناني يستجوب العديد من الرجال الفارين من المخيم ويحتجز الذين يشتبه في أنهم يدعمون quot;فتح الإسلامquot; أو لديهم معلومات عنها. ونقلت في بيانها عن quot;بعض الرجال الفلسطينيين الذين فروا من نهر الباردquot; قولهم إن عناصر في الجيش اللبناني أساءوا معاملتهم خلال الاستجواب في محاولة للحصول على معلومات عن فتح الإسلام.

وقالت سارة لي ويتسون مديرة فرع الشرق الأوسط في المنظمة: quot;يمكن للجيش اللبناني أن يستجوب الفلسطينيين من نهر البارد عن فتح الإسلام، لكن اللجوء إلى العنف الجسدي يخالف القانون اللبناني والمعايير الدولية لحقوق الانسان بوضوحquot;. وقدمت المنظمة ما قالت إنها أمثلة quot;موثقةquot; حول استخدام العنف، بما في ذلك احتجاز فلسطيني يبلغ من العمر 21 عامًا للإستجواب، وقد قال للمنظمة إنه تلقى لكمات وصفعات من المستجوبين.

كما نقلت المنظمة عن أحد الرجال الفلسطينيين الذين استجوبوا قوله: quot;ضربوني بأيديهم وأقدامهم وأسلحتهم على كتفي ويدي وظهري وحتى وجهي ورجلي... لحوالي ثلاث ساعات. هدّدوني بسكين وبقطع أصابع قدميّ في حال لم أتكلمquot;. كما اتهمت المنظمة قوى الأمن اللبنانية بأنها اعتقلت وفي بعض الأحيان ضربت بعض الفلسطينيين في مختلف أنحاء لبنان، مطالبة الحكومة اللبنانية التأكد من عدم تعرض أي فلسطيني لسوء معاملة بسبب انتمائه.

ونقلت عن فلسطيني يبلغ من العمر 27 عامًا قوله: quot;ضربوني على ظهري بالـكلاشنيكوف، كنت أنزف من أنفي. ثم أتى أحدهم وقال: دمك سيُسفك كدماء شهدائنا. وركلني، فتساقطت أسنانيquot;. كما قالت المنظمة إن بعض الفلسطينيين رووا أنهم احتجزوا واستجوبوا لبضع ساعات دون أن يتعرضوا لأي إساءة. لكنها اعتبرت أن بعض من تبقى داخل المخيم من فلسطينيين قد يكون خائفًا من سوء المعاملة، وليس مربتطًا بجماعة فتح الإسلام.