باراك يقود انقلاباً في إسرائيل بعد تقرير فينوغراد

غرفة بوش بالقدس تطل على الصراع الشرق أوسطي

الذهبي: نتطلع باهتمام كبير لزيارة بوش للمنطقة

أسامة العيسة من القدس: مشاهدة رجال الأمن الأميركيين، بنظاراتهم السوداء، وسماعات اللاسكلي الظاهرة في أذانهم، ونظراتهم المتوثبة، ليست غريبة على الفلسطينيين، فهؤلاء يتولون حراسة الشخصيات الأميركية التي تدخل مناطق السلطة الفلسطينية، وكذلك، يظهرون عندما يصلون إلى مقرات الأمن الفلسطينية لغايات التدريب أو التنسيق، ولكن ما يحدث منذ يوم الخميس الماضي، خصوصا في مدينتي بيت لحم ورام الله، التي من المتوقع أن يزورهما الرئيس الأميركي جورج بوش، أمرا يكاد يكون جديدا، حيث تتخذ إجراءات أمنية غير مسبوقة في المدينتين، جعلت السكان يقررون منذ الان عدم الخروج من منازلهم، ويقولون ان الأميركيين احتلوا المدينتين وسيظهر ذلك خلال زيارة بوش.

وتعمل فرق أمنية أميركية- إسرائيلية مشتركة، على وضع الخطط الأمنية لضمان زيارة آمنة للرئيس الأميركي، ليس فقط على الورق، ولكن من خلال الزيارات الميدانية التي لم تنقطع إلى المدينتين الفلسطينيتين.

وحلقت اليوم أربع طائرات حربية كبيرة يعتقد أنها أميركية في سماء مدينة بيت لحم، على ارتفاع منخفض جدا، على الأرجح لغايات الترتيب الأمني لزيارة الرئيس الأميركي.

ورغم انه ما يحدث من جهود أمنية أميركية إسرائيلية الان تذكر الفلسطينيين، بزيارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون، إلى بيت لحم عام 1998، إلا أن حجم الترتيبات الأمنية الأميركية الملحوظة يفوق ما حدث في زيارة كلنتون، وفي تلك الزيارة تولى رجال الأمن الأميركيون، الترتيبات الأمنية، وضربت عدة أطواق على مكان ظهور كلنتون وزوجته وابنته، وأخضعت الشخصيات الفلسطينية والصحافيين، الذين سمح لهم بتغطية الزيارة إلى عمليات تفتيش عديدة معقدة، واخر مراحلها كان التفتيش بواسطة الكلاب المدربة التي وصلت مع طاقم الرئيس الأمني من أميركا، ولم يتم استثناء أي مسؤول فلسطيني من ذلك.

وتبدو قوات الأمن الفلسطينية عاجزة عن الاعتراض على استبعادها، من الترتيبات الأمنية الأميركية التي تتخذ لحماية بوش، في حين سمح لها خلال زيارة كلنتون، بالاطلاع بدور أمني محدود في منطقة محيطة بمكان الزيارة.

ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين، يقولون إنهم جمدوا الاستيطان في المستوطنات، تمهيدا لزيارة بوش إلا أن ما يجري على ارض الواقع يبدو مختلفا.

وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية، ان الحكومات الإسرائيلية كررت التزامها بوقف الاستيطان استنادا لخريطة الطريق، خلال السنوات الأربع الماضية، وبذلت جهودا لإزالة البؤر الاستيطانية العشوائية اليهودية في الضفة الغربية، في أروقة محكمة العدل العليا، إلا انه حتى الان لم تصدر المحكمة أية قرارات بهذا الشان، باستثناء قرار واحد يتعلق بالنقطة الاستيطانية عمونا، التي أزيلت بالقوة قبل عامين.

وذكرت صحيفة هارتس بان وزارة الإسكان الإسرائيلية قررت، وخلافا لرأي المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز، الشروع بإقامة 1000 وحدة سكنية استيطانية على أراض تقع في منطقة جبل أبو غنيم صودرت من سكان فلسطينيين حسب quot;قانون مصادرة أملاك الغائبينquot;.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أمس أن قرار وزارة الإسكان يأتي خلافا للأمر الذي أصدره ميني مزوز ويقضي بعدم تطبيق قانون أملاك الغائبين داخل حدود القدس ورغم الوعود الذي قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة بعدم تطبيق هذا القانون على الأملاك داخل القدس. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت قبل أسابيع إقامة 300 وحدة سكنية لاستكمال الجزء الثاني من خطة مستوطنة جبل أبو غنيم.

كما قرر المستوطنون وابتداء من اليوم وضع منازل متنقلة على مساحة عشرين دونما بين جبل أبو غنيم ومدينة بيت لحم، للاستيطان فيها، تحديا للرئيس الأميركي جورج بوش.

وأعلن رؤساء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، عن إطلاق حملة لإلغاء القرار بتجميد البناء في التجمعات السكانية اليهودية في الضفة، وطالب هؤلاء بان لا يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي اهود اولمرت، أي التزام سياسي لبوش، يقضي بتجميد عملية الاستيطان، وذلك خلال اجتماع عقدوه في مستوطنة ارئيل الليلة الماضية، وقرروا خلاله مطالبة وزراء شاس وإسرائيل بيتنا وكاديما وحزب المتقاعدين، بالعمل على إلغاء القرار بتجميد البناء في المستوطنات واشتراط استمرار مشاركتهم في الحكومة بإلغاء هذا القرار.

أما بوش فطل على المشاهدين الإسرائيليين من خلال القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، معربا عن اعتقاده بإمكانية بلورة رؤية الدولة الفلسطينية العتيدة خلال زيارته للبلاد، قائلا ان هذه الدولة ستقام بناء على التعهدات الواردة في خطة خريطة الطريق، واكد بوش أن الأمر المهم هو توفير الأمل للفلسطينيين، وتمكين رئيس السلطة أبو مازن الذي اعترف بحق إسرائيل في الوجود من التوجه إلى أبناء شعبه، وطلب دعمه لإقامة الدولة الفلسطينية، والتوضيح للفلسطينيين بأنهم إذا دعموا من اسماهم القتلة والإرهابيين، فان هذه الدولة لن تقام.

واعرب بوش أيضا عن تفاؤله من إمكانية بلورة الخطوط العريضة لإقامة الدولة الفلسطينية والحدود وحق العودة بالتفاوض، قائلا quot;أنا على ثقة بان اولمرت وعباس يريدان تحقيق هذا الهدفquot;.

وردا على سؤال إذا كان سينتج عن زيارته اتفاق لإقامة الدولة الفلسطينية قال بوش quot;ان الاتفاق سيكون حول طبيعة الدولة المستقبليةquot;، واعرب عن اعتقاده بان الجدول الزمني لهذا الاتفاق هو السنة المتبقية لتوليه منصب الرئاسة الأميركية لان كل من اولمرت وأبو مازن يعرفانه ويدركان دعمه للموضوع، في حين لا يعرفان ماذا سيكون موقف خلفه في الرئاسة الأميركية.