بيروت : تنفس اللبنانيون الصعداء واستقبلت شوارع بيروت بترحيب كبير الانباء التي وردت من الدوحة عن توصل الاكثرية والمعارضة الى اتفاق يضع حدا لازمة سياسية غير مسبوقة شهدها لبنان منذ اكثر من ثمانية عشر شهرا.في احياء العاصمة اللبنانية، كانت انظار اصحاب المقاهي والمتاجر شاخصة الى التلفزيونات لمتابعة وقائع الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة والتي اعلن خلالها الاتفاق بين الافرقاء المتنازعين.

اما السائقون في سياراتهم فكانوا يستمعون الى كلمات المسؤولين اللبنانيين التي نقلت مباشرة من العاصمة القطرية.واخذ المارة يتبادلون كلمة quot;مبروكquot; احتفاء بالاتفاق الذي اعاد رسم الابتسامة على وجوه اللبنانيين.وقال ابو فادي الذي يبيع اوراق اللوتو في شارع الحمراء quot;منذ اعلان الاتفاق ازدادت المبيعات، علما ان احدا لم يشتر ورقة واحدة خلال اليومين الاخيرين. اليوم، يعتقد الناس ان الاتفاق سيجلب لهم الحظquot;.

في متجرها لبيع ملابس البحر، لم تخف جوزيان نكد فرحتها وعلقت quot;انا متفائلة جدا لاننا سنتمكن اخيرا من متابعة حياتنا في شكل طبيعي. بالكاد بعت بعض الاشياء هذا الموسم لان الناس كانوا محتارين، هل سيمضون الصيف على البحر ام تحت القنابل؟quot;.واضافت quot;آمل ان يكون ما حصل في الدوحة اتفاقا دائما وليس مجرد هدنةquot;.امام محل لبيع المأكولات السريعة كان الزبائن يتزاحمون على شراء العصير والسندويشات.

وقال محمد مرزوق رافعا كوبه من العصير quot;في صحة السلام ولبنانquot;. ثم بادر الى دعوة مجموعة من العابرين الى تناول فنجان قهوة.وعلق مالك المحل quot;هذه المشروبات على حسابنا، لن نتفق كل يومquot;.لكن بعض اللبنانيين لا يزال حذرا وفضل عدم الافراط في التفاؤل.وقال ايلي (85 عاما) quot;لقد شهدت امورا كثيرة. الوضع يهدأ لفترة ثم تتجدد النزاعات. ربما اكون محظوظا واموت في زمن السلامquot;.

وفي وسط بيروت حيث بدأ مناصرو المعارضة رفع اعتصامهم الذي بدأ في كانون الاول/ديسمبر 2006 للمطالبة باسقاط الحكومة، تسمر العديد من المواطنين على جسر قريب او على شرفاتهم لمشاهدة الحدث المنتظر.وقالت لبنانية تقطن في بلجيكا وطلبت عدم ذكر اسمها quot;جئنا لمشاهدة بلدنا. يبدو انه يعود الى الحياةquot;.من جهتهم، انهمك موظفو المطاعم التي كانت مغلقة في تنظيف زجاج ابوابها ونوافذها.

وقال احدهم quot;اغلق المطعم منذ 18 شهرا وسنعاود فتحه هذا المساءquot;.وعلق الياس راشد الخمسيني quot;اخيرا جاء الامل. يبدو ان قادتنا فتحوا اعينهم وشعروا بالمسؤولية حيال شعبهمquot;.اما اليكو عساف فامل quot;الا يكون الحل موقتا وان يستمر فترة طويلة، فالناس يحتاجون الى العيش بسلامquot;.وفي عمشيت شمال بيروت، البلدة التي يتحدر منها قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي سينتخب رئيسا خلال ايام، سار جمع من المواطنين رافعين صورة عملاقة للرئيس العتيد الذي طال انتظاره.

اما في صور (جنوب)، فخرج عصام عبدالله من متجره مصفقا وهاتفا quot;لقد اتفقوا، لبنان ولد مجدداquot;.واضاف quot;قفزت من مقعدي فرحا حين اعلنوا الاتفاقquot;.