محمد القحطاني من الدمام: منذ شهرٍ و نيّف ، و ياسر مضغة تناقتلها الأقلامَ و الألسن ، هذا يؤكد خبر انتقاله للهلال و ذاك ينفي و يستنكر ، و الآخر يطالب بمفاوضات ، و الملايين تتحدث ، و خطب الجمعةِ تندد وتشجب ، و المجالس تتساءل ماذا حلّ بياسر ، ياسر القضيّة التي باتت بفعلِ فاعلٍ قضيّة رأي عام ، الجميع ينتظرُ ما تنتهي عليهِ . و ها هو نادي الهلال يؤجل الحسمَ حتى يوم السبت على أملِ أن تحظى خزينته بالهباتِ من أعضاء شرفهِ فيما لو حقق لقب الدوري هذا الموسم.

ياسر سعيد القحطاني مهاجم نادي القادسية و المنتخب السعودي ( 23 سنة ) كان قد برز أول مره مع المنتخب السعودي في بطولة الخليج السادسة عشرَ بالكويت ، و توالت بعد ذلكالأضواء عليه ،و اكتسب من خلالها قاعدة جماهيرية لا يمكن الاستهانة بها ، و قد لا نبالغ إن ذكرنا بأنه الأكثرَ جماهيرية في الشارع الرياضي السعودي إذا ما أخذنا في الاعتبار قصر مدة نجوميتهِ وشهرته.

_البداية_

قبل عامين و تحديداً بعدَ بروزه مع المنتخب في كأس الخليج السادسة عشر بدأت الإدارة الاتحادية في المفاوضات مع النجم و إدارة ناديهِ ، مفاوضاتٌ انتهت بارتداء سعود كريري و سعيد الودعاني –زملاء ياسر في ناديهِ- شعار نادي الإتحاد و بقاءه قدساوياً حتى إشعارٍ آخر.

و بعد صمتٍ دام كثيراً عادت الأصوات من جديد لتطالب بياسر و لكن هذهِ المرة هلالية ، فتناولت الصحف أحاديث عن عرضٍ هلالي لضم خدمات اللاعب لصفوفِ ناديه قبيل انتهاء مباريات الدور الثاني من الدوري السعودي ، لكن لا شيء مؤكد .

و يترك ياسر كل هذه المعمعة و يسافر للقاهرة لقضاء إجازتهِ و يفاجأ بمنصور البلوي رئيس نادي الإتحاد الذي لحق بهِ هناك بعد مباراة الذهاب و التي جمعت ناديه بنادي الصفاقسي التونسي في تونس ليفاوضه عن قرب ، و بعدَ يومينِ من زيارة البلوي للقحطاني في القاهرة تحدث المفاجأة الكبرى.

الشرارة.

إعلان ياسر القحطاني عن رغبتهِ للانتقال لنادي الهلال السعودي في التلفزيون السعودي أتت بمثابة الصدمة لعشّاق الإتحاد و اللذينَ كانوا قد ضمنوا رؤية النجم قائداً لهجومهم ، بناءً على التصريحات التي كان يطلقها رئيس ناديهم منصور البلوي . تصريحه الذي شلّ أطراف منسوبي إدارة ناديهِ الحالي و لخبط أوراقهم أتى مدوياً و مبهجاً في ذات الوقت بين أوساطِ محبي الأزرق نادي الهلال السعودي ، و اعتقد الجميع بأن هذا التصريح هو خاتمة مسلسلٍ طويل بدأ منذ عامينِ . لكن منصور البلوي كان له رأياً آخر ، كذلك الإدارة القدساوية كان لها موقف مغاير ،فاللاعبُ قد وضع حداً للمزايدةِ عليه جاعلاً الكرة في شباكِ ناديهِ هذه المرّة.

البلوي و المحاولة الأخيرة

غضِبَ منصور البلوي ، و حينما يغضب رجل الأعمال تكونُ لغة الأرقامِ هي الضحيّة ، 42 مليوناً ماتتْ من أجلِ ياسر .. هكذا أتى العرض الرسمي الذي قدمه نادي الإتحاد لنادي القادسيّة مرفقاً بشيك قيمته (25) مليون كعربونِ مودة و صدقْ نيّة الإتحاد ، فرح رجال القادسيّة لكن فرحهم مشوب بحذرٍ من موقف ابنهم .. هل يخذلهم ياسر و يرفض العرض الهائل؟ هل مورست ضدّه ضغوطات كي يصرّح برغبتهِ ؟ هل يضحي بمستقبلهِ و مستقبلِ ناديهِ و الـ (42) مليوناً من أجلِ شيءٍ تافهِ كرغبة ؟

هكذا كانت تتساءل الإدارة القدساوية و التي أعلنت غير مرّة ألا رغبة في عالمِ الاحتراف ، الاحتراف لا يفهم سوى المصلحة و المادة .. ومن يدفع أكثر يحصل على ياسر _كما صرّح بذلك رئيس النادي السيد / جاسم الياقوت ، مؤكداً في ذاتِ الوقت على وجوبِ الجلوس مع اللاعب فالرغباتُ تتغير بتغير الأرقام .

الهلال يبحث عن مهلة

المنافس و الطرف الآخر في هذهِ القضيّة إدارة نادي الهلال السعودي طلبَت مهلة لتبحث ما تفعل إزاء ما قدمه البلوي ، و إزاء رغبة اللاعب ، و إزاء جماهيره التي تبحث عن ياسر بأي ثمنْ .. و كان لها ما طلبتْ ، و حصلت على المهلة ، و بعد أن وجهت ضربة قويّة لمنصور البلوي و نادي الإتحاد بعدَ أن نجح فريقهم الأول لكرة القدم في إقصاء الإتحاد من عرشِ بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الخميس الماضي ، أتى عرضهم الرسمي لنادي القادسيّة مخيباً للآمالِ القدساوية و الهلالية على حدٍ سواء .. ويبدو أن التكتيك الاحترافي الذي تتعامل به الإدارة الهلالية كان مثمراً جداً .. تسعة ملايين ريال مع الجلوس على طاولة المفاوضات كانت رغبة الإدارة الهلالية و التي وجدت صدراً مرغماً على الخضوعِ من جانب إدارة القادسيّة ، خيبةُ جماهيريّة لكن العقلية الإدارية الاحترافية لا تفهم سوى لغة النتائج .. والنتائج بلا شكٍ معها حتى الآن في ظلِ رغبة اللاعب المعلنة و في ظل تأكد تام من أنه لن يرتدي قميص الإتحاد ولو دفع الأخير كل ما في خزينتهِ .

الزامل و الخوف

ياسر لخبط كل شيء ، حتى رئيس أعضاء شرفِ القادسيّة أحمد الزامل لم يكن راضياً عمّا أبداه ياسر فبدأ بإطلاق تصاريحه عبر وسائل الإعلام المختلفة و فتح ملفاتٍ عتيقة ، كانت مركونة في أدراج مكتب الرئيس في مقر النادي . وذكر أنّ مصلحة ياسر يجب أن تكون في خطٍ موازٍ لمصلحة ناديه وناديهِ بلا شكٍ يتطلع لـ (42) مليوناً التي بقت في حسابِ منصور البلوي مرهونة بكلمةِ " موافق " من قبلِ اللاعب ، وبدأ الشكُ يتسرب نحو أروقة نادي القادسيّة ، والأسئلة كذلك .. هل خرج الطفلُ من جلبابِ أبيهِ ؟ وكيف خرج ؟ ولماذا خرج أصلاً ؟ و أصبحت الأمور شائكة أكثر بعدما ظهر والد ياسر السيد سعيد القحطاني عاتباً على أحمد الزامل و موضحاً حقائق كان يرى أنها لا بدُ أن توضح ، وجدّد العهد الذي أطلقه ابنه :

" إن كانَ هنالك انتقال يا إدارة القادسيّة فلا غير الهلال "!

مفتي الديار يشجب ويستنكر

و لأن الحديث طال ، والحكاية بلغت ما بلغت من اهتمام كان للدِين رأيٌ لا بد منه ، فانشغال الناس بياسر بدأ يأخذ حيزاً أكبر من حجمهِ المفروض ، و جاءت خطبة مفتي المملكة العربية السعودية مستنكرةً هذه التبذير محرمة في ذاتِ الوقت على اللاعبِ والأنديةِ و رؤساءها ما يقومون بهِ .. 42 مليون كثيرة جداً جداً في حقِ لاعب يركل الكرة ، فهل حقاً كانت كثيرة ؟ أم أننا لم نعي بعدُ معنى الاحتراف ؟ أم أنّ أولوياتنا باتتْ مرهونة بلاعبٍ يركض في مستطيلٍ أخضر مدحرجاً لفافة تسمى عبثاً كرة ؟

هكذا كانت الأسئلة ، و الأسئلة حق مشروع كما أن للبلوي وإدارة نادي الهلال الحق أيضاً بملء جيوب منسوبي القادسية بالملايين . كل له الحق و لكن أين هو الحق؟!

اللاعب يجدد رغبته

و جاء اللاعبُ بعد أن قضى أسوأ و أسعدَ إجازة مرّ بها ، الأضواء مسلطة عليهِ من جهة و الراحة بعيدة عن عينيهِ من جهةٍ أخرى وأظنهُ السعيد التعيس في آن معاً .. و بعد اجتماع حافل و دامي مع رئيس ناديهِ جاسم الياقوت و أعضاء مجلس إدارته ، جاءت نتيجته من صالح الهلال فالإدارة القدساوية لم ترَ بد من القبول بالجلوس على مائدةِ المفاوضات مع إدارة نادي الهلال تحقيقاً لرغبةِ اللاعب التي أقفلتْ كل السبل في وجهِ ملايين منصور البلوي!

ملايين بندر بن محمد ، وربيان جاسم الياقوت

جاء المفاوض الأبرز و ممثل الإدارة الهلالية الأمير بندر بن محمد عضو شرف الهلال البارز ورئيسه في فترةٍ سابقة بحقيبةٍ مليئة بالملايين نحو مقر نادي القادسية بالخبر ، و كان الياقوتُ و أعضاء مجلسِ إدارتهِ في استقباله و على مائدتهم ربيانٌ طازج جلب خصيصاً لهذه المناسبة . و بعدَ نقاشٍ حاد وحوارٍ حامي الوطيس وسط ترقبُ جماهيري وإعلامي كبير خرج الياقوت مبتسماً لرجالِ الإعلام قائلاً بأن الربيان الذي أعددناه للأمير غالي الثمن ! ، نريد ( 25 ) مليوناً مقابلاً له .. في المقابلِ ذكر الأمير بندر بأن الهلال لن يدفع أكثر مما دفع فالربيان _رغم طعمه اللذيذ _ غيرَ أنه لا يستحق أكثر مما في حقيبتنا، وعلّقت المفاوضات حتى إشعارٍ آخر..

اللاعب يعتزل والهلال يراوغ!

و في حركةٍ قصد منها الضغط على إدارة الياقوت أعلن وكيل أعمالِ اللاعب أن اعتزال اللاعب سيكون في حال استمروا على موقفهم والـ(25) مليوناً ، قوبل هذا القول ببرودةِ التاجرِ فقد تكفل أحمد الزامل بحفل مهرجان الاعتزال .. !

ياسر لن يعتزل ، الإدارة القدساوية تعي ذلكْ فهل يخضع الهلال و يدفع الخمسة ملايين المتبقية قريباً .. هذا ما سيفضحه السبت القادمْ .!

إقرأ أيضاً بخصوص قضية ياسر القحطاني:

لا هلال و لا إتحاد .. ياسر القحطاني باق في القادسية!

تأجيل الحسم في قضية ياسر القحطاني لليوم الأحد

ياسر القحطاني يجتمع بالياقوت لتحديد مصيره

والد ياسر القحطاني يرد على القادسية

إدارة القادسية لإيلاف: هذه حقيقة إنتقال ياسر القحطاني

القحطاني: إما الهلال وإلا البقاء في القادسيّة

قضية ياسر القحطاني تتفاعل عربياً

الإتحاد يطلب القحطاني رسميّاً بـ 42 مليون

الياقوت: لا يعنيني كلام ياسر القحطاني و هذه الحقيقة

ياسر القحطاني يشعل بورصة إنتقالات اللاعبين السعوديين