دومينيك يتفوق وليبي يفوز
الفرنسي تعامل بواقعية والايطالي خنق هجومه بيديه

بهاء حمزة من دبي: لعل اول حقيقة واخر مفاجأة في المونديال الحالي يجب الاشارة اليها حول مباراة اليوم بين فرنسا وايطاليا في نهائي كأس العالم 2006 ان المدرب الفرنسي دومينيك تفوق على نظيره

مدرب ايطاليا ليبي ممسكاً الكأس مع بوفون
لايطالي الداهية مارشيلو ليبي حيث نجح الفرنسي في اللعب بالاوراق المتاحة لديه بواقعية ودون فلسفة فيما تصرف ليبي بغرابة في ادارة المباراة وفي التغييرات التي قتل بها هجومه اكلينيكا لتقدم ايطاليا واحدة من اسوأ لقاءاتها في المونديال الحالي هجوميا ولولا فوزه بضربات الترجيح لما نسى له الطليان اخطائه في تلك المباراة.

قبل ان تبدأ المباراة بقليل وضح ان كلا من ليبي ودومينيك ظلا اوفياء لنهجهما التكتيكي الذي يتبعانه منذ بداية البطولة بالاعتماد على خطة 4-5 -1 ونفس اللاعبين الذين ينفذونها في الملعب حيث وضع ليبي لوكا توني وحده في الامام مع ترك الحرية في الحركة للمهاجم الثاني توتي وهو نفس الطريقة التي اعتمد عليها دومينيك بترك هنري وحيدا وخلفه زيدان حر الحركة.

إقرأ المزيد:

الفنانة الكولمبية شاكيرا تحيي حفل ختام مونديال كأس العالم

زيدان ينهي مسيرته ببطاقة حمراء!

ليبي صاحب الأوراق السحرية قاد الازوري نحو المجد

صباح الأحمد يهنئ الرئيس الإيطالي بفوز بلاده

كلوزه هداف المونديال رسمياً

شيراك يعبر عن اعجابه بالمنتخب الفرنسي ضحية الصدفة

داخل الملعب ورغم ان المدربين لم تظهر بصماتهما بشكل واضح خلال الشوط الاول الا انه يمكن القول ان كلا منهما ارتكب خطأ حيث اخطأ ليبي مبدئيا بعدم مراقبة زيدان بشكل لصيق وترك له الحرية على ان يراقبه اقرب لاعب له في الملعب وهي طريقة لها مميزاتها التي تتمثل في عدم تقييد احد لاعبي فريقه بواجب محدد قد يخرجه من اجواء اللعب لكن له عيبا خطيرا مع لاعب بحجم زيدان يستطيع التحكم بالكرة والمراوغة وبالتالي سهل عليه التخلص من اقرب رقيب له وهو الخطا الذي بدت اثاره على استحياء في الشوط الاول ثم تفاقمت مع بداية الشوط الثاني حين اندفع الفريق الفرنسي للهجوم بحثا عن الفوز.

في المقابل ارتكب دومينيك خطأ موازيا حين ترك فريقه يتراجع للدفاع المبكر جدا عقب تسجيل زيدان هدف التقدم في الدقيقة السادسة ما ترك حبل المباراة على غاربه للطليان وسمح لهم بشن العديد من الهجمات التي وصلوا في بعضها الى المرمى حتى سجلوا هدف التعادل بكرة تكرس ضعف بارتيز الذي اشرنا اليه في تحليل الفريق الفرنسي قبل المباراة حيث مرت كرة ماتيراتزي فوق رأسه مباشرة.

غير ذلك الخطأين بدا في اغلب اوقات اللقاء تفوق دومينيك خططيا على المخضرم ليبي وهو امر مفاجئ للكثيرين نظرا للفارق الواضح بين كفاءة كلا منهما وخبرتهما في تدريب الفرق الكبيرة الا انه ورغم ان مدرب الديوك كان اكثر دهاء تكتيكيا من خصمه الايطالي الا ان عناصر التفوق لديه داخل الملعب كانت اكثر عطاء من نظرائهم في الفريق الايطالي، فتفوق زيدان وفييرا وهنري على توتي وبيرلو ولوكا توني ما اعطى فرنسا سيطرة نسبية على زمام اللقاء بتسريع اللعب احيانا وتبطئته في احيان اخرى، والدليل على هذا ان الديوك فقدوا السيطرة الميدانية لبضعة دقائق عقب الخروج الصدمة لفييرا المصاب في اوائل الشوط الثاني.

المبادرة:

لم تشد المباراة مبادرة من أي المدربين حيث فضل كلاهما الرهان على الحذر والنهج التكتيكي المعتاد بدلا من المغامرة في لقاء لن يرحم المقامر الخاسر، فبدأ دومينيك مباراة اليوم بنفس الخطة التي اتبعها في لقاء البرتغال حيث اعاد الجناحين مالودا وريبيري امام الظهيرين لتضييق المساحة في نصف ملعبه امام الايطاليين ومنع تقدم الظهيرين الايطاليين زامبروتا وجروسو باعتبارهما مفتاحي الهجمات الايطالية وقد نجح في هدفه وساعده التواضع الغريب في مستوى اغلب لاعبي الوسط الطليان فلم يظهر توتي وبيرلو ولا بيروتا في الملعب كثيرا حتى اننا لم نشعر بتوتي وبيروتا الا عند استبدالهما في الشوط الثاني.

على الجانب الاخر اعتمد ليبي على خطته الثابتة وهي التمركز الدفاعي المتناسق في نصف ملعبه ثم الاندفاع الى الامام بهجمات منظمة تعتمد على اقل عدد من التمريرات لكن الشق الهجومي في مباراة اليوم تأثر بقوة بسبب ضعف مردود لاعبي المحور الهجومي دون استثناء بداية من زامبروتا وجروسو حتى توتي وبيرلو وكامورانيزي.
التغييرات.

يعاب على ليبي ايضا افتقاده للشجاعة في تغييراته حيث تأخر جدا في اخراج توتي رغم وضوح ابتعاده عن مستواه تماما منذ بداية اللقاء وعندما اقدم على سحبه كان مفاجئا عدم الدفع بدل بييرو او انزاجي او احد

ليبي محمولا على الأعناق بعد الانتصار الكبير
المهاجمين وانما كان البديل هو لاكوينتا البعيد عن المباريات الا حين ميسرة، كما سحب بيروتا ودفع بظهير ايسر هو دي روسي الذي يبدو ان المدرب مقتنعا به لكن هذا الاقتناع كلف الطليان الغياب الهجومي طوال الشوط الثاني وترك الساحة كاملة نظيفة للفرنسيين، كذلك فأن الدفع بدل بييرو تأخر جدا ولم يكن امامه مساحة زمنية ولا ميدانية لفعل شيء.

اما دومينيك فقد كان تغييره الاول اجباريا بعد اصابة فييرا فاضطر لسحبه والدفع بديارا الذي يشارك لاول مرة في المونديال الحالي وكان اقل بكثير من فييرا خصوصا في الشغل الهجومي لكن لا يمكن لوم المدرب عليه لانه تغيير بحكم الظروف.

لكن يؤخذ على دومينيك تأخره في تغيير ريبيري الذي لم يكن في مستواه وربما كان ضعف دكة الاحتياطي سبب صبره الزائد عليه لكن ويحسب له انه دفع بتريزيجه بديلا له في الوقت الاضافي ما كرس النشاط الهجومي الفرنسي في الفترة المتبقية من المباراة.

لكن اذا اردنا المقارنة في ورقة التغييرات فانها لن تكون في صالح ليبي الذي لم يستفد من قوة دكة احتياطييه فيما عمل دومينيك على الاستفادة من الاوراق المتاحة لديه بواقعية وهدوء.