إيلاف - بيروت: صدر لدى quot;دار الغاوونquot; في بيروت ديوانان للشاعر السوداني الشاب مجاهد آدم ضمن خطّة الدار لتقديم المشهد الأدبي السوداني شبه المغيّب عن الإعلام العربي... وقد أعلنت quot;الغاوونquot; على موقعها أنها ستنشر أعمالاً لكتّاب سودانيين آخرين أمثال الروائية شامة ميرغني والشاعر والروائي طارق الطيّب، كما أنها كانت قد نشرت قبل فترة ديواناً للشاعر السوداني عصام رجب.
الديوان الأول الذي قدّم له الأديب السوداني عالم عبّاس محمد نور، حمل عنوان quot;أنا النشازquot; ويتألف من 14 قصيدة، تمتزج فيها آلام الفقر والغربة وحتى الجوع، فلنقرأ:
quot;عُد
يا أبتي
أنا أحتاجك
هذا الموسم من عمري
أختي الصغرى ماتت
أمّي تتفقّد
دفأك عند الفجرِ...
صوت
الأذان يدقّ الباب ولن يلقاك
لعشر سنين
رمال القرية
تسأل عن قدمَيك المرهقتَين
عُد يا أبتي
فطعام الغربة
لا يقتل جوع الأيتامquot;.

وفي مكان آخر نقرأ عن اختلاط القبلة بأعباء اللقمة في صورة شعرية جميلة:
quot;ما أروع هذا المحتاج
ما أحلى قبلته
حين تخالطها
أعباء اللقمة كلّ مساءquot;.

أما الديوان الثاني فحمل عنوان quot;غداً ستثقب عصافيرُ الضوء جسد الليلquot;، ويتألف من 9 قصائد إحداها مكتوب قسم منها باللهجة المحكية السودانية... ديوان يُفصح عن موهبة حقيقية لها طرائقها الخاصة مثلما لها همومها الخاصة:
quot;أين تسكن؟
معتقل رقم 5
وقبلها ملجأ رقم 3
وقبلها، معتقل ملجأ 72 معتقل 60
...
...

أين قريتك؟
ها هي...
وبآخر إصبعَين في كفّه المشلولة
مدّ حفنةً من رماد...
أين أهلك؟
ومدّ اليد ذاتها والحفنة ذاتها
من أنت؟
أنا لست رجلاً
إذاً من وليّ أمرك؟
أنا لست أنثى
ثمّ أُغمي عليّquot;.

جدير بالذكر أن الشاعر السوداني مجاهد آدم من مواليد إقليم دارفور غربيّ السودان العام 1972، ناشط في مجال حقوق الإنسان، وهذان الديوانان هما باكورتا إنتاجه.

لمراسلة quot;دار الغاوونquot;
[email protected]