سيدني: عُثر على سيرة ذاتية لم تكتمل لأورسون ويلز في الصناديق الخاصة بشريكة حياة المخرج الراحل الأخيرة، والتي كانت حصلت عليها جامعة مشيغان.

عَثرَت مجموعة من المختصين والخبراء من جامعة مشيغان على مقتطفات من المذكرات التي كان بدأ المخرج الأمريكي أورسون ويلز، الذي توفي قبل 30 عاماً بكتابتها، والتي تحتوي على فقراتٍ كرّسها لوالديه، وزوجته الثانية ريتا هيوارث، وللكاتب آرنست همنغواي.& وكما ذكرت الجامعة قبل أيام، أنه تمّ العثور على هذه الوثائق بين ثمانية صناديق تعود لممتلكات ويلز، حصلت عليها هذه المؤسسة، والتي كانت حتى الآن في كرواتيا بحوزة الممثلة أوجا كودار، شريكة مخرج "المواطن كين"، على مدى 24 عاماً.
وتشمل محتويات ويلز أيضاً على صورٍ فوتوغرافية غير منشورة من قبل، ورسائل شخصية وخطابات، بالإضافة إلى نصوصٍ سينمائية ستزيد من رصيد أورسون ويلز الفني. ويوضح فيليب هولمان، أمين الدائرة الجامعة للفنون، والتابعة للمؤسسة التعليمية "أن من بين أكثر الوثائق المهمة التي تم العثور عليها ضمن هذه المحتويات الجديدة، مذكرات غير منشورة سابقاً كان أورسون ويلز قد بدأ بكتابتها. وتوجد هناك نماذج يمكننا من خلالها وضع سيرته الذاتية". وكان ويلز قد إختار عنواناً مؤقتاً لمذكراته هو "إعترافات فرقة مؤلفة من رجل واحد". وتمّ كتابة الوثائق على آلة طابعة، وإحتوت على هوامش توضيحية مكتوبة بخط اليد. ويستطرد هولمان قائلاً "أن فرصة مشاهدة ويلز في صورة أب، وزوج، وصديق، تتيح لنا معرفة ما كان يدور خلف الكاميرات، بما في ذلك المشادات والفرص الضائعة والعذاب الذي كان يعاني منه ويلز". وكانت صناديق كودار قد وصلت هذا الشهر إلى جامعة مشيغان، ووفقاً للدراسات التي أجريت على المذكرات حتى الآن، فقد بدت في مرحلة مبكرة من الكتابة.
ويؤكد هولمان الذي أشار إلى وجود أدلة حول الأسباب التي حالت دون أن يكمل ويلز بعض المشاريع الخاصة به "لا يبدو أننا على مقربة من مسوّدة مشروع في نهاية مرحلته، ولكن هذا لا يعني أنه لن تكون له أهمية بالنسبة للدارسين والباحثين". وتتوقع أمينة المكتبة الخاصة بأرشيف الجامعة أن الأمر سيستغرق ما يقرب من خمسة أشهر لدراسة الوثائق حتى تصبح في متناول يد الجمهور. ويصادف العام الحالي الذكرى المئوية لميلاد ويلز (6 مايس/ آيار 1915)، ومن المتوقع أن يتم، ولأول مرة، عرض فيلم "الجانب الآخر من الريح"، الذي صوره المخرج السينمائي ما بين 1970 و1976، ولكن لم يستطع إنجازه أبداً بسبب مشاكل مادية.
هذه الوثائق التي تعد كنزاً سينمائياً& ظلّت خفية منذ وفاة ويلز، في عهدة إبنته ووريثته الوحيدة بياتريس، الغيورة جداً على تركة والدها، والتي تتقاسم حقوق التصرف بها مع الممثلة أوجا كودار، وشركة "لاستروفوري" الفرانكو- إيرانية. وعلى الرغم من المحاولات العديدة للكشف عن هذه الوثائق، استحال التوصل إلى إتفاقٍ بين الأطراف المسؤولة لإكمال "الجانب الآخر من الريح"، حتى جاءت مبادرة كل من المنتجين فرانك مارشال وفيليب جان ريمزا، وشركة "رويال رود إنترتينمينت"، التي تمكنت من فك القيود عنه في عام 2014. ويحق لهذه الشركة وضع اللمسات الأخيرة على الفيلم الذي لا يزال العمل لإكماله جارياً، ولكن بصورة تكتنفها بعض السرية، رغم أن بعض المصادر المقربة من المشروع الفيلمي أكدت لوكالة أنباء "إيفي" الإسبانية أن العملية تسير على قدم وساق وقد بلغت مراحل متقدمة.
&