إبراهيم عوض من بيروت: تبين لمتابعي حركة رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط وتقلباتها ما عناه إثر تكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة ، ولدى سؤاله عن حال العلاقة بينه وبين القيادة السورية وإذا ما كان سيزور دمشق أم لا بقوله إن مشكلته مع السوريين سيحلها على طريقته الخاصة فيما ذهابه إلى عاصمة الأمويين لن تتم قبل توجه الحريري إليها.

فقد ظهر ملياً أن المواقف الأخيرة التي أطلقها جنبلاط والتي يمكن إدراجها تحت عنوان quot;الخروج من 14 آذار والعودة للإرتماء في أحضان العروبةquot; شكلت هذه quot;الطريقة الخاصةquot; التي سرعان ما فعلت فعلها في الجانب السوري وترجمت رسائل تقدير من دمشق الى الزعيم الدرزي حملها إليه من كان أكثر المتحاملين عليه رئيس حركة التوحيد الوزير السابق وئام وهاب الذي أعلن أمام منزل جنبلاط أن صفحة الخلاف بينه وبين سوريا مزقت وأن أبواب دمشق باتت مشرعة أمامه ، لافتاً في الوقت نفسه الى أن جنبلاط على وشك مخاطبة أبناء الشعب السوري في مبادرة لمداواة الجروح التي أصابتهم في الصميم جراء حملاته العنيفة ضد قائدهم ورمز بلادهم على مدى السنوات الأربع الماضية ، ولكي تنزل زيارته المرتقبة الى ديارهم برداً وسلاما في نفوسهم بعد أن سُمِع الكثير منهم يهدد ويتوعد بالزحف الى نقطة المصنع على الحدود السورية اللبنانية لمنعه من عبورها وإعادته من حيث أتى وإن كان مزوداً ببطاقة دخول رسمية .

وعلى طريقته الخاصة أيضأ يعمل جنبلاط على معالجة هذا الموضوع حيث مهد له في حديثه الى جريدة quot;السفيرquot; أمس مقراً بدايةً بإعتماده quot;توصيفات معينة وصلت الى حد التجريح الشخصي . وهذا إنعكس على النظام والشعب وخصوصاً على دروز سورياquot;، معلنا بعد ذلك أن لديه حنيناً الى دمشق وحلب حيث بإمكانه أن يتنفس عربياً .
وخلافاً للمحاولات المضنية التي قام بها أقطاب في قوى 14 آذار للإيحاء بأن جنبلاط quot;لم يخرج عن الخطquot; منطلقين في ذلك من تصريحاته الأخيرة في القصر الجمهوري .

فإن رئيس اللقاء الديمقراطي عاد وأكد في الفم الملآن بأن لا عودة الى 14 آذار وذهب أبعد من ذلك بوضعه quot;شروطاً تعجيزيةquot; لهذه العودة عمادها الإلتحاق به الأمر الذي حمل المنسق العام لأمانة قوى 14 آذار فارس سعيد الى الرد بانفعال موضحاً أن فريقه لا يتعامل مع لغة الشروط .

وينقل الى ركن بارز في المعارضة إلتقى جنبلاط قبل أيام عند الأخير قوله بأنه quot;آن لنا أن نعود الى كتف العروبة بعد أن ضللنا الطريق على مدى أربع سنوات وجرى إستغلالنا من قبل الأميركيين على وقع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تبعه من عمليات إغتيال أخرى quot; وإعترف جنبلاط لمحدثه الذي تربطه صداقة قديمة بأنه وتحت وطأة الإنفعال الشديد والغضب من الجريمة المروعة التي أودت بحياة حليفه ورفيقه الرئيس رفيق الحريري سار في الركب الأميركي الذي كان يعمل لتنفيذ مشروع لا يخدم المصالح الوطنية بل ينعش الإنعزال والتفرقة ويغذي الصراع المذهبي والطائفي ويتناغم في ذلك مع المخطط الصهيوني ، الأمر الذي لابد أن يؤدي في نهاية المطاف الى إندلاع حرب أهلية جديدة ، وأبلغ جنبلاط صديقه القديم الذي باعدت بينهما أحداث السنوات الأربع الماضية بأن أكثر ما أرعبني وجعلني أنتفض على الواقع المعاش التقرير الذي نشر في مجلة quot;دير شبيغيل الألمانيةquot; وتحدث عن دور لـ quot;حزب اللهquot; في جريمة اغتيال الحريري . يومها ndash; والكلام لجنبلاط ndash; عادت بي الذاكرة الى شريط حرب السنوات السبعة عشر لكن بإطار مختلف مبني على الفتنة السنية ndash; المذهبية ومن هنا جاءت صرختي بأن ما نشر فيquot;دير شبيغيل quot; أشبه بحادثة quot;بوسطة عين الرمانة quot; .

وفي ما يخص علاقته مع الرئيس المكلف سعد الحريري أكد جنبلاط لضيفه المعارض أنه لم يفكر لحظة بالإبتعاد عنه لكنه في الوقت نفسه راغب في الأخذ بيده للعودة به الى نهج والده العروبي والى المواقع الطبيعية للطائفة السنية والتي كانت على مدى التاريخ المعاصر في طليعة المدافعين عن القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمها القضية الأم فلسطين هذا وإستحضر الرجلان ما قاله الرئيس رفيق الحريري قبل رحيله بأشهر بأنه سيعمد الى قطع يده حتى لا يوقع على ما من شأنه أنيضر بالمقاومة أو بسلاحها .