أسطورة تغيب

quot;أسطورة
إيلاف: نشرت مدونة quot;هافينغتون بوستquot; مقالا للصحافي فيصل عباس، المتخصص في الاعلام، عن تأثير موسيقى مايكل جاكسون على الشباب في الخليج، وكيف كان يجري تداول اشرطته سرا، جاء فيه: لازلت أتذكر بدايات علاقتي بفن مايكل جاكسون، خلال الثمانينات وبداية التسعينات.

كانت أقرب الى quot;علاقة سريةquot;. فمحلات بيع الأشرطة الموسيقية في السعودية (ومن بينها متاجر quot;بيلبوردزquot; وquot;ستاليونزquot; التي كانت شهيرة في ذلك الوقت) لم تكن آنذاك تبيع، علنا على الأقل، أشرطة مايكل جاكسون، بزعم أن أعماله محظورة في السعودية. وكان كثيرون زعموا في تلك الفترة ان جاكسون أدلى في وقت ما بتصريحات معادية للعرب، إلا أن أيا من هذه الادعاءات لم تثبت، خصوصا أن نجم البوب العالمي ظهر بنفسه على شاشة quot;إم بي سيquot; في التسعينات وعبر عن محبته لجمهوره في هذه المنطقة.

لكن في السر... لم يكن هناك أي شك في أن ملك البوب كان quot;ملك الساحةquot;، فقد كانت موسيقاه تتداول وبكثرة عبر السوق السوداء، وعن طريق أصدقاء لأصدقاء، وأشرطة quot;في اتش اسquot; مسجلة لبث قناة quot;إم تي فيquot; التلفزيونية الموسيقية (طبعا هذا كان قبل عصر الفضائيات وقبل أن تكون فكرة التحميل عبر الانترنت واردة أساسا).

لذا، لم يفاجئني ما كتبه فهد، صديقي من أيام الدراسة في جدة والمقيم حاليا في الولايات المتحدة، على صفحات quot;فيس بوكquot;، أنه يتذكر كيف كان يتدرب على quot;السحبةquot; (حركة المشي الى الوراء التي شهرها مايكل جاكسون) في طفولته، في حين باشر صديقي الآخر سامي، الذي سافر إلى أميركا وعاد ليعيش مع اسرته في جدة، بتحميل فيديو كليبات اغانيه المفضلة مثل quot;سموث كريمينيلquot; وquot;بادquot;.

وبينما كنت اهم بالبحث عن تعليق سلبي حول الحادث (الوفاة)، اتصل بي صديق اخر من دبي يتذمر من quot;الهيصةquot; الحاصلة حول وفاة مايكل جاكسون، معتبرا أن الأخير لم يكن مثل الأميرة ديانا اجتماعيا، ولا مثل بوب مارلي موسيقيا. إلا أنه استخدم عبارة سرعان ما ادركت انها الجملة اللافتة التي كنت ابحث عنها مدخلا لهذا المقال: quot;رغم كل شيء، فإن أغاني مايكل جاكسون تعتبر بمثابة الموسيقى التصويرية لحياة جيلناquot;. حقا، ولعل الفيديو الموجود رابطه في خاتمة المقال، والذي يظهر شابا يمنيا يرقص على أغنية quot;بيلي جينquot; في طريقة تمزج الأسلوب التقليدي في استخدام الخنجر مع حركات وهزات مايكل جاكسون تظهر بوضوح لأي درجة استطاع هذا الفنان أن يُرقّص الصحراء!

وحتى في البلدان التي لم يكن فيها مايكل جاكسون محظورا، فقد كان مجرد ذكر اسم ملك موسيقى البوب يثير تحفظ الكثيرين في الدوائر الاجتماعية المختلفة، وقد كان هذا قبل اتهام جاكسون بالتحرش بالأطفال... الأمر الذي جعل تلك الدوائر تتوسع أكثر ولأسباب أكثر منطقية. في ذلك الوقت كان كثير من quot;الكبارquot; يقلقون من أن يؤدي الاستماع لموسيقى مايكل جاكسون إلى تدمير قيم ابنائهم، إلا أن الشباب لم يكن يكترث لتلك المخاوف، فقد كانت تلك أيام المجد بالنسبة لعلاقة quot;ماركة أميركاquot; والجيل الصاعد في منطقة الشرق الأوسط ككل.

كان مايكل جاكسون أكبر أيقونة في فترة اتسمت بانبهار تام لكل ما جاء من الولايات المتحدة، حتى لو لم يحصل إقرار علني بذلك. كان هناك quot;تيرمينيتورquot;، وquot;روكي بالبواquot; سينمائيا، وفي الموسيقى كان هناك مايكل جاكسون ومادونا، وتلاهما أم سي هامر، وسنوب دوغي دوغ، وغيرهم. إلا أن ما ميز موسيقى مايكل جاكسون عن كل هذه الأمثلة هي أنها كانت من ضمن القلائل بينها التي تحدث نظرية quot;دورة حياة المنتجاتquot; التسويقية، وحتى اليوم ترفض هذه الموسيقى أن تموت، ولا يزال كثيرون يستمعون اليها ويستمتعون بها.

*رابط الفيديو http://www.youtube.com/watch?v=yfEofcPJTKQ
* رابط النص الكامل للمقال على مدونة quot;هافينغتون بوستquot;
http://www.huffingtonpost.com/faisal-abbas/michael-jackson-the-man-w_b_221621.html