بينما أعادت السلطات الإيرانية فتح الطرق إلى مدينة قم، تستعد حاليا لإغلاق مكتب آية الله حسين منتظري بعد وفاته وختمه بالشمع الأحمر، وهي تجري مفاوضات مع أنجال المرجع المعارض لتسليم البيت للسلطات

طهران: أعادت السلطات الإيرانية فتح الطرق الى مدينة قم وسط اجراءات امنية مشددة، وفقا لما ذكرته قناة العربية، وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى قم في أعقاب المظاهرات التي نظمتها المعارضة خلال تشييع جثمان رجل الدين المنشق حسين علي منتظري.
من جهة ثانية قالت قناة العربية أن لجنة أمن مدينة قم أبلغت أسرة منتظري بأنها تريد إغلاق مكتب آية الله حسين منتظري بعد وفاته وختمه بالشمع الأحمر، وهي تجري مفاوضات مع أنجال المرجع المعارض لتسليم البيت للسلطات مقابل رفع الطوق الأمني المفروض على منزل منتظري منذ أمس.

وأوضحت quot;العربيةquot; أن قوات الأمن وعناصر الباسيج تفرض حصاراً شديداً على منزل المرجع الديني الراحل حسين علي منتظري الذي ألغت أسرته مجلس عزاء، ومن بعد ورود أنباء عن اقتحام قوات الحرس الثوري والباسيج مسجد أعظم الذي كان يفترض أن يشهد مجلس العزاء الرسمي باسم بيت منتظري. وأكد سعيد منتظري نجل منتظري أن أسرة المرجع الراحل قررت إلغاء المجلس لتفادي وقوع صدامات.

من جهة أخرى، أكدت مصادر إصلاحية موثوقة أن الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي لم يحضر مراسم تشييع ودفن المرجع حسين علي منتظري بعد تلقيه معلومات أن غلاة المحافظين ينوون الاعتداء عليه وربما اغتياله، وقالت المصادر إن المقربين من خاتمي نصحوه بأن يرسل ممثلاً عنه وهو حجة الإسلام محمد شريعتي الى قم للمشاركة في حفل تشييع منتظري وإجهاض أي محاولة للاعتداء عليه.
وقالت مواقعُ للإصلاحيين إن سيارة الإصلاحي المعارض مير حسين موسوي تعرضت لاعتداء أثناء عودته من التشييع في قم، وإن أحد المرافقين له أصيب بجروح.

وكان المرشد علي خامنئي عزّى بوفاة منتظري، إلا أنه غمز، أيضاً، من قناته حين طلب له المغفرة ورأى في برقية العزاء أن quot;الله امتحن منتظري في الأيام الأخيرة من حياة الإمام الراحل امتحاناً صعباً وخطراً، فنسأل الله سبحانه أن يشمله بمغفرته ورحمته ويجعل من المشاكل الدنيوية كفارة لتلك المرحلةquot;، وهي إشارة من خامنئي الى أن منتظري أخطأ في تلك المرحلة.

وشهد تشييع حسين علي منتظري، في قم أمس، صدامات بين الشرطة وحشود ضخمة من أنصار المعارضة.

ومنعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية التشييع، فاستقت تلك معلوماتها من وكالات الأنباء الإيرانية والمواقع الإلكترونية الإصلاحية. وأظهرت لقطات بُثت على مواقع إلكترونية، حشوداً ضخمة تهتف في شوارع قم ويضرب بعضهم خلالها على صدورهم، فيما حُمل جثمان منتظري ليطوف أهم أضرحة المدينة مرات عدة ثم نُقل إلى ضريح laquo;المعصومةraquo; حيث دُفن إلى جوار ابنه الذي توفي في الأيام الأولى للثورة.

ووسط انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب في قم، حمل المشيعون الذين قدرت مواقع إصلاحية عددهم بعشرات أو مئات الآلاف، صوراً لمنتظري عُلقت عليها شارات سود ويافطات خضراء كما ربطوا حول معاصمهم قطعاً من القماش الأخضر، تعبيراً عن تأييدهم للحركة الخضراء التي أسسها زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي شارك في التشييع إلى جانب المرشح الإصلاحي الخاسر الآخر مهدي كروبي. وكان الزعيمان المعارضان دعيا الى يوم laquo;حداد عامraquo; أمس، والى مشاركة شعبية واسعة في التشييع.