لندن: على الرغم من أن كافة الصحف البريطانية قد أبرزت تصعيد الرئيس الأميركي باراك أوباما من لهجته المنتقدة للسلطات الإيرانية وإدانته لـ quot;الإجراءات غير العادلةquot; التي تتخذها طهران بحق المعارضة، إلا أن صورة الفتاة الإيرانية ندى سلطاني وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة بُعيد إطلاق النار عليها في أحد شوارع العاصمة طهران ظلت المادة الأكثر رواجا في الصحف، تماما كما هي عليه الحال في وسائل الإعلام الأخرى وشبكة الإنترنت.

صحيفة الديلي تلغراف نقلت صورة ندى إلى صفحات الكاريكاتير هذه المرة، إذ تنشر رسما كاريكاتيريا لفتاة وجهها مضرج بالدماء، وقد غطى اللون الأحمر إحدى عينيها، بينما بقيت العين الأخرى مفتوحة وكأنها تنظر إلى بلدها التي باتت تتناهبها أحداث جسام.

يظهر في الصورة أيضا شيخ معمَّم بلباسه الأسود ولحيته البضاء الطويلة وهو يمسك بيد الفتاة التي اتشحت هي الأُخرى بالسواد، في حين بدت خلفية المشهد رمادية تماما كسماء طهران التي تعج هذه الأيام بالدخان، إمَّا الناجم عن النيران التي يضرمها المتظاهرون، أو تلك التي يشعلها أنصار أحمدي نجاد بأعلام الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا.

طرد الدبلوماسيين

وطالما كان الحديث عن العلاقات المتوترة بين طهران والغرب، فإننا نطالع اليوم العديد من التقارير والمقالات التي ترصد أحد جوانب تلك العلاقات، وتحديدا تبادل طرد الدبلوماسيين بين إيران وبريطانيا على خلفية اتهام إيران لبريطانيا بدعم المعارضة الإيرانية.

فتحت عنوان quot;العلاقات بين الأعداء القدامى بريطانيا وإيران تصل إلى الحضيضquot;، نقرأ في الغارديان تقريرا لمحرر الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط، إيان بلاك، يرصد فيه المراحل والمظاهر المختلفة التي مرت بها العلاقات السلبية بين البلدين منذ القرن التاسع عشر، مرورا بالسنوات التي تلت ولادة الثورة الإسلامية في إيران، وصولا إلى اتهام quot;الشيطان الأصغرquot; (بريطانيا) بإزكاء نار الفتنة بين الحكومة والمعارضة ودعمها للاحتجاجات المناهضة لأحمدي نجاد.

يقول تقرير الغادريان: quot;لقد وصلت العلاقات المضطربة بين بريطانيا وإيران اليوم إلى أدنى مستوى لها، وذلك مع تبادل طرد الدبلوماسيين بين البلدين. لكن الخطوة لم تكن مفاجئة، لا سيما وأن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، على خامنئي، قد أشار إلى بريطانيا بالأسم عندما وصفها بأنها البلد quot;الأكثر شراquot; عندما استبعد تقديم أي تنازلات في الانتخابات الرئاسية في خطبة الجمعة الماضية.quot;

طلب النجدة

ومن الغارديان إلى التايمز، وإلى صفحات الرأي والتحليل هذه المرة، لنطالع مقالا نقديا لباباك زمانيان، أحد ناشطي الحركة الطلابية في إيران، وقد جاء بعنوان quot;على الغرب أن يتصرف ضد هؤلاء الوحوشquot;.

يبدأ زمانيان مقاله بسرد حادثة عمرها أكثر من عامين ونصف العام، إذ يقول: quot;أنا أعلم ما الذي يكون عليه الأمر عندما يُسجن المرء من قبل نظام كنظامنا في إيران. ففي شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2006، ساعدت على تنظيم مظاهرة ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد عندما كان يزور جامعة عامر كبير في طهران.quot;

وتابع بسرد تفاصيل تلك الزيارة قائلا: quot;لقد احتشد حينها مئات الطلبة وراحوا يهتفون الموت للديكتاتورية وعد إلى بيتك أيها الدكتاتور، كما حملوا ملصقات تظهر صوره مقلوبة رأسا على عقب.quot; وبعد أن يسرد زمانيان تجاربه ويعرض رأيه بما يجري الآن في إيران، يتوجه إلى الغرب طالبا نجدته، إذ يقول:

quot;إن أحمدي نجاد وخامنئي ليسا ممثليْن للشعب الإيراني. إنهما مسؤولن عن أعمال القتل. لا تدعوهما يدخلان بلدانكم، فأحمدي نجاد سوف يحيل إيران إلى دولة دينية تُفرض فيها الديمقراطية بالقوة. تصرفوا قبل أن تحل الكارثة التي سوف يكون لها عواقب وخيمة على كافة المواطنين والعالم الحر.quot;

سباق نووي

ونبقى مع التايمز ومع شأن شرق أوسطي آخر، وإن لم يكن بعيدا بصلاته العسكرية والسياسية والجغراقية عن إيران: إنه سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط. فتحت عنوان quot;رغبة الشرق الأوسط بامتلاك القوة النووية قد يشعل سباق تسلحquot;، تنشر الصحيفة مقالا تحليليا لجيمس هايدر يقول فيه إن مصر قد تكون الآن هي محط أنظار الروس الساعين لبيعها بضاعتهم النووية في الخارج.

ويضيف الكاتب بقوله: quot;إن جيران مصر أيضا يطمحون بامتلاك ناصية القوة النووية، فالإمارات العربية المتحدة والأردن يتطلعان لسلوك الطرق التي تمكنهما من تطوير التكنولوجيا النووية.quot;

اتفاقيات وصفقات

وينتقل الكاتب بعدها ليذكرنا بالاتفاقيات والصفقات التي أبرمتها دول عدة في المنطقة مع أعضاء كبار في النادي النووي العالمي، وتقضي بمساعدتها على تطوير قدراتها النووية، ليختتم بقوله: quot;يحذر النقاد من أن إقامة المزيد من المنشآت النووية في منطقة تمزقها التوترات وخطر الحروب ليست بالخطوة الحكيمة. فهناك ثمة مخاوف مفادها أنه في حال امتلاك إيران سلاحا نوويا، فإن جيرانها العرب قد يجدون أنفسهم مضطرين لاقتفاء أثرها وخلق نوع من توازن القوة.quot;

ولا ينسى الكاتب أن يشير هنا إلى أن إسرائيل، الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك قدرة نووية، كانت قد حذَّرت مرارا من أنها قد تشن هجوما على المنشآت النووية الإيرانية في حال إصرار طهران على المضي قدما بتطوير طاقتها النووية.

ثمن الحرب

وعن الشأن العراقي، نقرأ اليوم في الغارديان تحقيقا لمارك تران ينقل فيه عن الجنرال السير ريتشارد دانات، رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني، قوله: quot;إن العراق دفع ثمن الاندفاع البريطاني في أفغانستان.quot;

كما يقول الجنرال البريطاني إن القوى الجوية البريطانية في العراق لم تكن كافية وأن جيش بلاده فشل بالاستفادة من quot;نافذة الرضاquot; القصيرة لدى العراقيين، والتي أعقبت غزو العراق عام 2003، إذ سمح البريطانييون بتدهور وتردي الوضع جنوبي العراق في تلك الفترة، quot;لأنهم ببساطة حولوا انتباههم إلى الصراع في أفغانستان.quot;

استجواب براون وبلير

وعن العراق وهمومه أيضا، وإن كان من زاوية محلية بريطانية هذه المرة، نطالع في الغارديان تحقيقا آخر بعنوان quot;استجواب علني لجوردن براون وتوني بلير في إطار التحقيق بحرب العراق.quot; يقول التقرير، الذي أعده كبير مراسلي الصحيفة للشؤون الدبلوماسية، نيكولاس وات، إن قرار استجواب رئيس الحكومة البريطانية الحالي، جوردن براون، وسلفه، توني بلير، جاء بعد أن أشار رئيس اللجنة المستقلة المناط بها التحقيق بحرب العراق إلى أنه سوف يستدعي الرجلين لتقديم شهادتهما بشأن دورهما في الحرب المذكورة.

إسرائيل تتحدى

وفي الغارديان نقرأ اليوم أيضا تحقيقا آخر بعنوان quot;إسرائيل تتحدى الولايات المتحدة ببناء 240 منزلا جديدا على أراض فلسطينيةquot;. يتحدث التحقيق عن خطة تقدمت بها وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخرا وتطلب إضفاء الصفة القانونية على 60 منزلا في مستوطنة يهودية في الضفة الغربية وبناء 240 منزلا جديدا في الموقع نفسه، وذلك على الرغم من الدعوات التي أطلقتها الإدارة الأميركية مؤخرا لتجميد الاستيطان الإسرائيلي.

صحف اليوم تحفل أيضا بقضايا ساخنة أُخرى، أبرزها مقال نقدي في الغارديان عن تداعيات الهجوم اللاذع الذي شنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على ارتداء النساء للبُرقع في بلاده، وتحقيق في التايمز عن زيارة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، لمقبرة العائلة في بولندا وشكره للبولنديين على إنقاذهم حياة والدته اليهودية من نيران المحرقة.

ونقرأ أيضا تحقيقا آخر في الديلي تلجراف عن أزمة رواتب المتقاعدين في بريطانيا التي تقول الصحيفة إنها ستطال ملايين الموظفين، وذلك بسبب ما تعانيه البلاد من جرَّاء الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعصف بها وبسواها من دول العالم الأخرى.

فضائح بيرلسكوني

ومع آخر فصول الفضائح الجنسية لعجوز إيطاليا quot;المتصابيquot; ورئيس حكومتها، سيلفيو بيرلسكوني، نختتم جولة اليوم من عرض الصحافة البريطانية، لنطالع على صفحات الديلي تلجراف خبرا يقول: quot;سيلفيو بيرلسكوني يحقق نصرا في انتخابات إيطاليا بالرغم من المزاعم التي تطاله.quot;

وفي تفاصيل الخبر، الذي ترفقه الصحيفة بصورة لبرلسكوني مع إحدى حسناواته، نقرأ أن رئيس الحكومة الإيطالية واجه بضراوة واقتدار تلك الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن ممارسته الجنس مع إحدى بائعات الهوى في منزله بروما، إذ يقول: quot;أنا لم أدفع أموالا لامرأة قط. كما أنني لم أفهم أبدا أي إشباع يمكن أن يحققه المرء إن لم يأتي عبر متعة الفوز بالشيء وانتزاعه عنوة.quot;