الجامعة العربيّة والأزمة السورية على موعد جديد

الرياض: دعت الجامعة العربية وزراء خارجيتها إلى اجتماع قد يكون quot;حاسماًquot; ستكون القاهرة شاهدة عليه الخميس المقبل، بعد انتهاء المهلة التي حددها الوزراء العرب في الرباط وعدم توقيع الحكومة السورية على الوثيقة الخاصة ببروتوكول بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا وعدم وقف العنف، في حين تلوح أفق العقوبات الاقتصادية لتأخذ بعداً آخر في التعامل مع أزمة يعدها الشارع السوري quot;ثورةquot; فيما يقول عنها النظام إنها quot;مؤامرةquot;.

خطابا الرئيس السوري ووزير خارجيته وليد المعلم اللذان لم يوحيا بأي تقدم تراه الجامعة، وفقاً لدوائر قريبة من الجامعة العربية، فإن الجامعة بصدد الانتقال إلى مرحلة أكثر تصعيداً من مجرد العقوبات الاقتصادية التي لوحت بها قبل مهلة الأيام الثلاثة، خصوصاً مع توفر معلومات عن دعم إيراني مالي وعسكري للنظام السوري من خلال حزب الله.

وترى هذه الدوائر أن تصريح الأسد حين قال إن سوريا quot;لن ترضخquot; استند إلى دعم طهران، في حين أن عواصم كثيرة في المنطقة ترى أن على الأسد التنحي سريعاً حتى وإن كان المقابل تأمين مغادرته السلطة.

وبدا وزير الخارجية السوري وليد المعلم واضحا أنه يؤكد ما قاله الأسد قبل ساعات مع صحيفة بريطانية اختارها لنقل رسائله بدلا من الظهور مباشرة للتواصل مع شعبه، على أن القتال سيكون حلا في حال فرض عليه، لافتا إلى أنه سيحمل السلاح في وجه ما أسماء بالتدخل الأجنبي.

وهنا، يبدو أن صدى توافر معلومات عن دعم ايراني مالي وعسكري من خلال حزب الله وطلائع من الحرس الثوري وصل لقاعة المؤتمر الصحافي في الخارجية السورية، فجاء الرد سريعا من المعلم بأن لا حرب أهلية قادمة على الأقل حتى الآن في سوريا، مبينا أن ما يجري رهينة بما تقوم به دول عربية وغربية من مواقف على الأرض السورية في تلميح إلى ما يجري في حمص تحديدا.

ولعل ما جاء في كلمة الأسد حول دعم إيراني بالدرجة الأولى أسسا يستند إليها الأسد في رده مبينا أن سوريا لن ترضخ للضغوط العربية والدولية.

وفي وقت انتهت المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري لوقف اعمال العنف في ظل تزايد التحذيرات الدولية من اندلاع quot;حرب اهليةquot; في سوريا ظهر المعلم ليقول إنها quot;شروط تعجيزيةquot; تمس بالسيادة السورية بعد تنويه الجامعة إلى أن ما أراده النظام السوري يمس أيضا بجوهر المبادرة التي قلل المعلم عامل الوقت فيها، لافتا إلى أن ما يحدث يحتاج إلى quot;عقلانيةquot; وتأني في مناقشة البروتوكول العربي.

المعلم قال عن الوضع إنه حالة quot;أخذ وردquot; ، فيما تنادي الجامعة العربية بوقف حمام الدم quot;فوراquot;، إلا أن أشد المتفائلين لا يقف مع ما قاله وزير الخارجية السوري بأنه quot;ينتظر خبرا ايجابياquot; عند الحديث عن الأزمة السورية في أروقة الجامعة العربية، فما يقال عن عقوبات اقتصادية ضد سوريا بات مسألة وقت لا أكثر خصوصا في ظل ما أكده مصدر مسؤول بالجامعة أن الاجتماع الوزاري القادم سيكون محطة مهمة على طريق التعامل العربي مع الأزمة السورية خاصة فيما يتعلق بتفعيل القرار العربي بتعليق عضوية سوريا وتفعيل العقوبات الاقتصادية والسياسية العربية لسوريا وسحب السفراء العرب وكيفية التعامل العربي مع المعارضة السورية.

الأسد: سأقاتل حتى الموت

ورغم أن الضغوط الدولية ازدادت على النظام السوري، يبدو أن الدبلوماسية بدأت تحاصره أكثر فأكثر، رغم كل محاولاته لاقناع العالم بأن ما يجري في سوريا من فعل عصابات مسلحة وأن الجيش مهمته حماية المدنيين.

خطاب الأسد مع صحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية حمل استعدادا لمرحلة قادمة قد تكون الأسوأ في تاريخ سوريا إذا ما طبق الأسد استعداده quot;الكاملquot; للقتال والموت اذا اضطر الى مواجهة قوى أجنبية، رغم أنه يشعر بالحزن على كل قطرة دم ازهقت في بلاده وفق قوله، لكنه أكد أن من واجب نظامه ان يفرض احترام القانون في مواجهة العصابات المسلحة.

ورغم أن الدول العربية تسعى لإيجاد مخرج لسوريا من عنق الزجاجة الدولية يضع الأسد حلا وحيدا يراه على طاولة قراره منذ تسعة أشهر بقوله quot;الحل الوحيد يكمن في ملاحقة العصابات المسلحة ومنع دخول الاسلحة والذخائر من دول مجاورة ومنع التخريب وفرض احترام القانون والنظامquot;.

دمشق، انتقلت اليوم من موقف المدافع للمهاجم عندما التفت على تعليق الجامعة العربية بالتعديلات المطلوبة، بوضع الكرة في ملعب الأخيرة وعليه يتحدد موقف النظام السوري من البروتوكول العربي، وحتى الخميس يبقى الوضع ميدانيا مهيأ لمزيد من الدماء قد تزيد من رجوح كفة العقوبات والتدويل أمام التهدئة والدبلوماسية في الأزمة السورية.