رواية قد تكون عصيّة على التصديق في البداية، مراسل التايم الأميركية توجّه لاجراء مقابلة مع مسؤول في حزب الله، فوجد نفسه وجهًا لوجه مع أحد المتهمين الاربعة المتورطين في اغتيال الحريريّ. يكشف المتهم حقائق عدة، أولها أنّ السلطات في بيروت على علم بمكان اقامته، وأنّ حزب الله لن يسلمه للمحكمة.


المتهمون في قضية الحريري: حسين حسن عنيسي (الاسفل من اليسار، أسد حسن صبرا، الاسفل من اليمين، سليم عياش الأعلى من اليسار ومصطفى بدر الدين الأعلى من اليمين).

بيروت: كشف عنصر من حزب الله، تمّ إدراج اسمه على لائحة تتكون من أربعة متهمين متورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريريّ، عن معرفة السلطات اللبنانية بمكان إقامته.

وقال المتهم في تصريحات صحافية نسبت إليه: إن quot;السلطات اللبنانية على علم تامٍّ بمكان إقامتي، ولو أرادت القبض عليّ لكانت أقدمت على ذلك منذ زمن. ببساطة، إنها لا تستطيعquot;.

وقال المتهم لمجلة quot;تايمquot; الأميركية: quot;فليأتوا ويعتقلونني، لو كنت مذنباً لكان quot;حزب اللهquot; سلّمني لما يسمى العدالة الدولية من اليوم الأول، وأقولها اليوم وسأرددها دائماً أنا بريء من كل التهم الموجّهة إليّquot;.

وأثناء محادثة جمعت أخيراً مراسل مجلة laquo;التايمraquo; الأميركية مع مصدر مسؤول من laquo;حزب اللهraquo;، وجد المراسل نفسه وجهاً لوجه مع أحد عناصر quot;حزب اللهquot; الأربعة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بموجب القرار الاتهامي الصادر من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وتقول الصحيفة في تقرير خاص لها، إنّ المتهم وصل إلى منزل رفيقه في quot;حزب اللهquot; (الذي كان مقررًا محاورته)، حيث الاجتماع على متن دراجة نارية.

في خضم النقاش الذي تناول القرار الاتهامي بين مراسل (تايم) والمسؤول في حزب الله، تدخّل المتهم وكشف عن هويته الحقيقية مبرزاً بطاقة شخصية له قديمة العهد، واشترط قبل الموافقة على إجراء المقابلة ألا يُكشف عناسمه وكذلك عن مكان اللقاء.

يقول المتهم إنه وافق على إجراء المقابلة لأنه quot;يريد أن يوجّه رسالة إلى العالمكله، يقول فيها إنه لم أشارك في قتل رفيق الحريري، وإن التهم المنسوبة إليه كلها باطلةquot;.

بخصوص تحليل بيانات الاتصالات، يقول عضو حزب الله المتهم: quot;الجميع يعرف أن باستطاعة laquo;الموسادraquo; التلاعب ببيانات الهواتف الخلوية بمساعدة عملائه في لبنان، وبعض العملاء قدموا أدلة واضحة في هذا الشأن عندما ألقي القبض عليهم، فقد اعترفوا بأن إسرائيل تستطيع التلاعب بالبيانات السلكية واللاسلكية. وهكذا، لو أن المحكمة الدولية استندت إلى قرائن حقيقية، لكنتُ سلّمت نفسي منذ اليوم الأولquot;.

يمضي المتهم مجيبًا عن أسئلة مراسل quot;تايمquot;، فيقول إنه وعندالرابع عشر من شباط 2005 (يوم الجريمة) كان في مهمة عسكرية (لم يكشف عنها) مؤكدًا انه quot; كان بعيداً عن منطقة السان جورج حوالي ساعة ونصف ساعة على أقل تقدير، وأن لديه ما يثبت ذلكquot;.

وينفي المتهم قطعيًا مشاركته في جريمة اغتيال رفيق الحريريّ، ويقول: quot; صُدمت بخبر اغتياله، وتوقفت وصديق لي في أحد المقاهي لمتابعة تفاصيل الحادث على التلفاز. وفي اليوم التالي، ذهبتُ إلى مكان عملي كالمعتاد، والتقيت بزملائي. ولو أنني شاركت فعلاً كما يقولون في الجريمة، لكنت اتخذت تدابير الحيطة والحذر على الأقلquot;.

الحريري يدعو حزب الله إلى فك الارتباط بالمتهمين الأربعة

ورغم اقتناع المتهم - مجهول الهوية - ببراءته، فإنه يرفض رفضًا قاطعًا تسليم نفسه إلى المحكمة الدولية، ويقول في هذا الصدد: quot; لن اسلّم نفسي لمحكمة هدفها الأساس القضاء على quot;حزب اللهquot;، وليس الكشف عن المجرمين الحقيقيين. إنها محكمة مسيّسة، وهذا باعتراف العديد من أعضائها. إذا كانت تنشـد الحقيـقة فعلاً، فلتفتش عنها في مكان آخر غير لبنان. دع محققيها يذهبون إلى بلدان مجاورة، وسـوف يعثرون على المشتبه فيهم الحقيقيين في هذه الجريمةquot;، في إشارة إلى إسرائيل، التي قال إنهاquot; تملك الدافع الأول والمصلحة الوحيدة في قتل الحريريquot;.

يشار إلى أنّ المحكمة الخاصة بلبنان نشرت الاربعاء الماضي اجزاء كبيرة من مضمون القرار الاتهامي في اغتيال الحريري، الذي كان صدر في 30 حزيران/يونيو ويتضمن اتهامات بالقتل موجهة الى اربعة عناصر في حزب الله في عملية التفجير الانتحاري التي وقعت في 14 شباط/فبراير 2005 وتسببت بمقتل الحريري مع 21 شخصًا آخرين.

يقع القرار الاتهامي في 47 صفحة، ويتضمن صور المتهمين الاربعة وتفاصيل عن حياتهم ومسارهم الحزبي. ورأى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب له ان نص القرار لا يشتمل على اي quot;دليل مباشرquot;.

ودعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، من جهته قيادة حزب الله quot;الى فك ارتباطها بالمتهمين، بما يؤدي الى تسليمهمquot;.

أما رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي، أنطونيو كاسيزي فقد دعا (الخميس) السلطات اللبنانية إلى laquo;تكثيف جهودهاraquo; لاعتقال العناصر الأربعة في حزب الله المتهمين باغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق.

وأشارت المحكمة في بيان إلى أن كاسيزي استعرض laquo;التقرير الذي قدمته السلطات اللبنانية عن الخطوات التي اتخذتها بحثًاً عن المتهمينraquo;. وأضاف البيان أن الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية laquo;معقولةraquo;، ودعاها في الوقت عينه إلى laquo;تكثيف جهودها لاعتقال المتهمينraquo;.