تحاول الولايات المتحدة إنقاذ مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي ينعقد في روما بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد تهديد الائتلاف السوري المعارض بمقاطعته احتجاجًا على تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري، الذي يذبحه نظام بشار الأسد.


عبد الاله مجيد من لندن: مع بدء الجولة الرسمية الأولى لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خارج الولايات المتحدة، انطلقت جهود أميركية حثيثة لانقاذ لقاء مهم مع المعارضة السورية، بعدما هدد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بمقاطعة مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر عقده في روما، بمشاركة كيري ووزراء خارجية دول أوروبية وشرق أوسطية عديدة، وبحضور رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، احتجاجًا على تخاذل المجتمع الدولي إزاء المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه.

وفي محاولة لانقاذ المؤتمر، أرسلت ادارة الرئيس باراك أوباما سفير الولايات المتحدة في سوريا وممثلها لدى المعارضة السورية روبرت فورد إلى القاهرة يوم الأحد، لمناشدة قادة المعارضة العدول عن قرار مقاطعته.

جدوى المشاركة

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية قوله: quot;تواجه قيادة المعارضة السورية ضغوطًا شديدة من أعضائها ومن الشعب السوري، لنيل دعم أكبر من المجتمع الدوليquot;.

واضاف المسؤول: quot;تجري مناقشات داخلية في هذا السياق، حول جدوى المشاركة في مؤتمرات دوليةquot;.

وألقى تهديد الائتلاف الوطني بظلاله على اليوم الأول لجولة كيري، التي بدأها بالاجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ.

وكان من المقرر تشكيل محطته الأولى ايذانًا ببدء مجهود لكسر الجمود الدبلوماسي حول الأزمة السورية. ومن المقرر أن يزور كيري في جولته كلا من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر والسعودية والامارات وقطر على امتداد 11 يومًا.

أسلحة غير فتاكة

لاحظ مراقبون أن كيري، حتى قبل أن يبدأ جولته، رفع سقف الآمال والتوقعات حين أعلن أن لديه افكارًا جديدة حول سبل تغيير حسابات الأسد بشأن بقائه في السلطة.

ولم يفصح كيري عن طبيعة هذه الأفكار، لكن يبدو أنها تشمل كسب تأييد روسيا التي تمد الأسد بالسلاح والدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية. ومن أجل هذا الهدف، من المقرر أن يلتقي كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في برلين يوم الأربعاء.

وكان الاتحاد الاوروبي قرر الاسبوع الماضي تمديد الحظر على شحنات السلاح إلى سوريا ثلاثة أشهر أخرى.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي قوله إن الاتحاد الاوروبي وافق على مقترح بريطانيا بتوسيع مساعداته غير الفتاكة للمعارضة السورية، لتشمل تقديم دروع جسدية إلى مقاتلي المعارضة وأجهزة رؤية ليلية وعربات مصفحة ومعدات أخرى.

لكن ادارة اوباما لم تذهب إلى هذا الحد حتى الآن في دعم المعارضة السورية. وفي حين تقدم مساعدات غير فتاكة مثل أجهزة الكومبيوتر واجهزة الاتصالات، فإنها رفضت تسليح فصائل المعارضة، في موقف يقول خبراء إنه حدَّ من نفوذها بين هذه الفصائل.

أقوى العبارات

امتنع مسؤولون اميركيون يرافقون كيري في جولته عن التطرق إلى إمكانية أن تغير ادارة اوباما موقفها هذا وتقرر تسليح المعارضة.

وإزاء تصاعد العنف وضرب حلب بصواريخ أرض-أرض من نوع سكود، وتزايد سخط المعارضين في صفوف الائتلاف على المؤتمرات الدولية، مثل مؤتمر روما، اصدرت وزارة الخارجية الاميركية بيانًا دانت فيه بأقوى العبارات استخدام صواريخ سكود، وحثت المعارضة على حضور مؤتمر روما.

وجاء في البيان: quot;نحن نتطلع إلى اللقاء في وقت قريب، مع قيادة الممثل الشرعي للشعب السوري، ائتلاف قوى المعارضة السورية، لبحث سبل زيادة المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة وغيرها من أصدقاء الشعب السوري، من أجل تحقيق الانتقال السياسي الذي يطالب به ويستحقهquot;.