في الوقت الذي يدين فيه البرلمان الأوروبي استمرار انتهاك وخنق حقوق الإنسان في إيران، وفي وقت استمرار الضلوع الإيراني في نزيف الدم السوري، والتخريب الإيراني في اليمن والعراق ولبنان، الخ؛ في هذا الوقت نفسه، يصرح سليماني، قائد فيلق القدس الإرهابي التجسسي، أن الخمينية quot; ارتقت بالمسلمين 500 سنةquot;!!
تصريح ليس بالغريب على الزعماء الإيرانيين، الذين يحاولون تصوير الأسود أبيض، والجلاد الدموي ملاكا روحانيا.
الارتقاء المزعوم بالمسلمين بدأ أولا في إيران نفسها، بمطاردة دموية لجميع القوى والشخصيات السياسية الحرة التي قامت بالثورة، لتبقى الساحة لخميني ورهطه، بعد أن ناور قبل النصر، وداور، ومارس الخداع لإخفاء حقيقة نواياه ومشروعه أي نظام قائم على عقيدة ولاية الفقيه. وخلافا لما يقوله بني صدر عن أن خميني بدل رأيه في مبدأ ولاية الفقيه خمس مرات، فالواقع أن خميني كان يمارس التقية، ويداور، حتى إذا ما استتبت له السلطة، بادر للكشف عن حقيقة مشروعه في قيام نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري الشمولي. وكل التقارير الموثقة تؤكد أن إيران، مع الصين والعراق، في مقدمة دول الإعدامات، وأن المعتقلين والمعتقلات يتعرضون للتعذيب والاغتصاب في إيران [ كما في العراق مع النساء السنيات المعتقلات]. وبينما يواصل اوباما لهاثه، جاريا وراء صفقة مع روحاني، فإن سجون روحاني تضم الضحية روحانة، وهي فتاة حاول احد الخمينيين اغتصابها بعد أن نصب لها فخا، فدافعت عن نفسها بقوة، وكان أن المعتدي مات،. فحوكمت بنهمة القتل عن عمد مع سبق الإصرار، وبعقوبة الإعدام. وبينما تبدأ المفاوضات النووية من جديد، فإن روحاني نفسه يرسل لأوباما quot;هديةquot; في شخص quot;أبو طالبيquot;، الإرهابي، المشارك في خطف وتعذيب طاقم السفارة الأميركية في طهران، والمتهم أيضا من جانب الشرطة الإيطالية بتنظيم اغتيال معارض إيراني في روما. فقد عين سفيرا لإيران في الأمم المتحدة!! فهل سيوافق اوباما على منح هذا الإرهابي والقاتل فيزة دخول؟؟!! والشيء بالشيء يذكر، إذ أن من ردود الفعل الانفعالية للمسؤولين الإيرانيين على قرار البرلمان الأوروبي في إدانة انتهاك حقوق الإنسان، خطبة ممثل خامنئي في صلاة الجمعة بطهران، حيث قال quot; على البرلمان الأوربي ان يعتبر من تجربة إغلاق وكر التجسس الأميركي، وتعصيب عيون الأميركيينquot; وتكبيلهم.، علما بأن هؤلاء يرفضون طلب البارونة آشتون بفتح مكتب للاتحاد الأوربي في إيران. والسيدة آشتون تسير على نفحات سياسة اوباما الاسترضائية، وتمهيدا لتطبيع العلاقات الأميركية والأوروبية مع طهران في اتفاق نووي ملغوم. وأما quot; بركات الارتقاء الخمينيquot; بالمسلمين خارج إيران ، فحدث عنها ولا حرج، فهي تمتد من سورية والعراق ولبنان واليمن، وإلى أفريقيا وأفغانستان وباكستان. وفي العراق المستباح، تصدر لنا إيران ملالي الكراهية والتطرف والعنف، ومنهم هذا الشيخ المهووس المدعو الحائري، الذي أفتى بمصادرة أملاك المسيحيين العراقيين، فراحت عصائب أهل الحق، وأمام بصر المالكي، تستولي بالقوة أو تجبر المالكين على البيع بأدنى الأسعار. وكان الحائري نفسه قد زار العراق غداة سقوط صدام، ودعا لقتل باعة الخمور المسيحيين والصابئة المندائيين. وهناك أيضا الملا شهروري القابع في النجف والنافث سمومه، شانه شأن فريق من الملالي الآخرين، من إيرانيين وعراقيين. ويرسل حبيب قلب اوباما، السيد روحاني وزير عدله للعراق عشية الانتخابات لضمان ولاية ثالثة للمالكي، وللإشراف على عملية تقتيل جديدة للاجئي سجن ليبرتي. وكان هذا الوزير مسؤولا عن مجزرة 30000 سجين سياسي في إيران، كما كان وزيرا للداخلية زمن احمدي نجاد، ومن المتدخلين في الشأن العراقي.
في اليمن، تعلن الحكومة من وقت لوقت عن كشف دفعات أسلحة إيرانية مهربة للحوثيين، وعن دعم إيران للانفصاليين اليمنيين. وهناك التدخل في البحرين والإمارات العربية والكويت وغيرها. وهناك التعاون مع الإخوان المصريين، والتنسيق مع القاعدة في العراق وسورية وأماكن أخرى. ولا ننسى دور سليماني مع القاعدة في تفجيرات سامراء، التي أشعلت حربا طائفية دموية شاملة، ولا دوره اليوم في عمليات التطهير الطائفي في بغداد والبصرة وديالى.
لا داعي للمضي في سرد أمثلة أخرى، وهي لا تعد، عن براهين على quot;مصداقيةquot; تصريح قائد الفيلق الإرهابي، المسؤول عن معظم عمليات الإرهاب والتخريب الإيرانية في المنطقة.
إيلاف في 7 نيسان 2014
[ ملاحظة quot;أأماما أم وراءاquot; عبارة في قصيدة للجواهري..quot;