اهتز الضمير العالمي غضباً وأدانه لسلسلة الهجمات الدموية التي نفذها في باريس، برابرة داعش في اماكن وأوقات متقاربة وإذ راح ضحيتها مئات من القتلى والجرحى ما بين من سقطوا في مسرح موسيقى او في المقاهي والمطاعم او قرب الملعب او في الشارع ، وحشية متناهية تذكرنا بعمليات 11 سبتمبر 2001 وهجمات مدريد 2004 وهجمات لندن 2005 وبضحايا تجاوزت الالاف. داعش وريث قاعدة بن لادن ومن ابناء الاخوان المسلمين والدكتاتوريات الدموية، والفوضى التي عمت المنطقة في ما سمى بـ (الربيع العربي).ومما يتردد ان ضباط عراقيين في جيش صدام هم من لهم دور كبير في التخطيط والتعبئة والتوجيه. انها كما اعلن الرئيس الفرنسي، حرب حقيقية، يجب ان تواجه بحرب مقابلة، لا تخوضها فرنسا وحدها، بل البشرية جمعاء. فالإرهاب الجهادي ومهما تغيرت التنظيمات والواجهات، خطراً عالميا منذ 11 سبتمبر. وداعش لا يحارب بمجرد قصف الطائرات بل بتضامن وتنسيق اقليميين ودوليين ومقاتلين على الارض، وبمنتهى الصرامة والحزم اللذين تستدعيهما حالة الحرب. ولذا اعلنت فرنسا حالة الطوارىء وهي على حق.. ولمحاربة داعش لابد من ايجاد حل عادل للازمة السورية يرضاه الشعب السوري الذي انهكته المجازر والغازات والصراعات المسلحة، واضطرار الملايين لترك البلاد. ومن الجانب العراقي يستدعي ألخطر العمل لإعداد جيش وطني قوي يدين بولايته للعراق وكذلك وقف الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات ومعاقبة المذنبين... واذا كان تحرير سنجار امراً مفرحاً، فان المطلوب العمل الجاد والسريع لتحرير الموصل والرمادي، ودعوة التحالف الدولي لتوسيع وتطوير تدخله العسكري ضد داعش في العراق وسوريا. ونعرف ان تحركات ومناورات قوى ومجموعات الفساد والطائفية تعرقل تحقيق هذه المهمات الوطنية العادلة وان من قدم الموصل لداعش لا يزال يتحرك وينشط مستنداً الى اموال منهوبة والى اسلحة المليشيات والى عصابات متعددة الواجهات. العالم كله ابدى تضامنه مع فرنسا، شعبا وحكومة، ولابد من ابداء مشاعر التضامن هذه، لان الخطر يمس الجميع، واخيراً فهل لما حدث في باريس& ما يجعل اوباما يعيد النظر في سياسته ومواقفه المتناقضة. انها حرب حقيقية لا تخاض بالخطب وأنصاف الاجراءات والتسويات الملغومة.
&